يُستخدم مصطلح «عرق النسا»، للإشارة إلى أي ألم يبدأ في أسفل الظهر، ويمتد إلى الساق، وقد يصاب به ما يصل إلى 40% من الأشخاص خلال حياتهم، ويصبح أكثر شيوعاً كلما تقدمتِ في العمر، بحسب زهرة الخليج.
وبسبب شيوع «عرق النسا»، من الحكمة أن تتعلمي كل ما يمكنكِ عنه الآن، حتى تتمكني من منعه، ومعرفة ما يجب عليكِ فعله في حال الإصابة به.
ما «عرق النسا»؟
وفقًا لعيادة «كليفلاند»، إن «عرق النسا» ألم عصبي ناتج عن إصابة أو تهيج في العصب الوركي، وينشأ في منطقة الأرداف/ الألوية.
ويعتبر العصب الوركي أكبر عصب في الجسم، ويمتد من أسفل ظهرك، عبر الوركين والأرداف، إلى أسفل كل ساق، وينتهي في القدم.
ما الذي يسببه؟
يحدث «عرق النسا»؛ عندما يُضغط العصب الوركي، وعادة يكون ذلك بسبب انزلاق غضروفي في العمود الفقري، أو بسبب نمو مفرط للعظام (نتوء عظمي) على الفقرات. وفي حالات نادرة، قد يحدث بسبب الضغط الناتج عن ورم، أو نتيجة لمرض مثل مرض السكري.
كم من الوقت يستغرق تطوره؟
اعتماداً على السبب، قد يحدث «عرق النسا» فجأة، ما يسبب ألماً حاداً فورياً، أو قد يتطور على مدار عدة أشهر، ويأتي ويختفي بمرور الوقت.
ومن الممكن، أيضاً، أن تصابي بـ«عرق النسا»، دون الشعور بأي ألم في الظهر. أو على العكس من ذلك، تعانين أعراض «عرق النسا»، دون التعرض لأضرار في الظهر.
ما الأعراض؟
غالبًا، يوصف الألم الناتج عن «عرق النسا» بأنه «ألم حاد»، أو «حارق». وعادة، يؤثر على أسفل الظهر، ويمتد إلى الساقين و/أو الأرداف. كما أن الشعور بالحرقان أو الوخز في الساق شائع أيضاً، وكذلك الضعف والخدر. ومن المرجح أن تزداد الأعراض سوءاً طوال اليوم، خاصة بعد فترة طويلة من الجلوس أو الوقوف.
كيف يتم تشخيصه؟
بعد مراجعة تاريخك الطبي، ومناقشة أعراضكِ، قد يطلب طبيبكِ إجراء فحص بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي المحوسب؛ لتقييم العظام والأنسجة الرخوة في ظهرك.
ويمكن أن يظهر التصوير بالرنين المغناطيسي ضغطاً على العصب، أو انزلاقاً غضروفياً، أو أي حالة التهاب مفاصل قد تضغط على العصب.
ما الأشكال المختلفة لـ«عرق النسا»؟
هناك أنواع مختلفة من آلام «عرق النسا»، منها: الحادة والمزمنة والمتناوبة والثنائية، حيث تأتي الحادة فجأة، وعادة لا تستمر لأكثر من شهر إلى شهرين، وقد لا تتطلب عناية طبية. بينما تستمر المزمنة لأكثر من شهرين، ولا تختفي من تلقاء نفسها، ويؤثر التناوب على كلتا الساقين بشكل منفصل، بينما يؤثر الثنائي على كلتا الساقين في وقت واحد.
من الأكثر عرضة للإصابة به؟
يمكن لأي شخص أن يصاب بـ«عرق النسا»، لكن الرجال أكثر عرضة للإصابة به بثلاث مرات أكثر من النساء.
كما يؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ومستويات اللياقة البدنية، رغم أن البالغين في الثلاثينيات إلى الخمسينيات الأكثر عرضة للإصابة به، خاصة أولئك الذين يعانون آلام الظهر الحادة، أو المزمنة.
كيفية الوقاية منه؟
قد لا يكون من الممكن، دائماً، تجنب «عرق النسا». لكن، هناك بعض الطرق لتقليل خطر الإصابة به، مثل: ممارسة الرياضة بانتظام، والتركيز على الوضعية الصحيحة أثناء الجلوس لفترات طويلة، وتجنب الضغط على الظهر كلما أمكن ذلك.
ما الأدوية التي يجب تناولها؟
رغم أن ممارسة الرياضة أفضل مسار عمل للوقاية من آلام الظهر وعلاجها، إلا أن بعض الأدوية تساعد أيضاً، إذ يمكن علاج الحالات الخفيفة بمسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية، مثل: الأسيتامينوفين أو الأسبرين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (الإيبوبروفين والكيتوبروفين والنابروكسين). ولكن الحالات الأكثر شدة قد تتطلب مسكنات الألم الموصوفة، أو مرخيات العضلات.
- حقن الستيرويد:
في الحالات الشديدة، قد يوصي طبيبكِ بحقن «الكورتيكوستيرويد» حول المنطقة المصابة؛ للمساعدة في تقليل الألم عن طريق تقليل الالتهاب في العصب الوركي. وقد تساعد في تخفيف انزعاج المريض مؤقتاً، إلا أنها لن تجعله يختفي إلى الأبد.
- أهمية التمدد:
أفضل شيء يمكنكِ القيام به؛ للمساعدة في تخفيف الألم المرتبط بـ«عرق النسا» هو التمدد، وهناك تمارين عدة يمكنكِ القيام بها من أجل ذلك.
- العلاج بالبرودة.. والحرارة:
يوفر التناوب بين العلاج بالبرودة والحرارة راحة سريعة وملحوظة، لذا ابدئي بوضع كيس ثلج فوق منطقة الحوض الخلفية؛ لفترات تراوح بين 15 و20 دقيقة. ومن المفترض أن يساعد هذا على تقليل تدفق الدم إلى هذه المنطقة وتخفيف الألم، كما يؤدي القيام بنفس الشيء باستخدام زجاجة ماء ساخن أو وسادة ساخنة إلى تحسين تدفق الدم والأكسجين، والمواد المغذية، إلى المنطقة المصابة، فضلاً عن تقليل توتر العضلات، والتشنجات.