الباييس: الحرب الأهلية بدأت وانتهت في سياق جيوسياسي مختلف و"سوريا اليوم بقعة غير محددة على الخريطة"  

2024-12-09

 

تقدم الصحيفة تفسيرا لانهيار نظام الأسد المفاجئ بقرار سحب روسيا الدعم له لأن الحرب في أوكرانيا لا تسمح لها بالحفاظ على المزيد من الجبهات (أ ف ب)خصصت جريدة الباييس الإسبانية افتتاحيتها هذا الاثنين للحدث الدولي المتعلق بتطورات سوريا بعنوان: “نهاية بشار الأسد”، واعتبرت أن الحرب الأهلية بدأت في سياق جيوسياسي مختلف عن السياق الذي آلت إليه الآن. ونظرا لوجود قوى متعددة في أراضي هذا البلد، تشير إلى أن “سوريا أصبحت بقعة غير محددة على الخريطة”.

وهكذا، تكتب “انتهت ديكتاتورية عائلة الأسد المتعطشة للدماء في سوريا يوم الأحد بعد أكثر من نصف قرن وجيلين في السلطة…. فرّ بشار الأسد، الذي تولى السلطة منذ عام 2000 بعد أن ورث مقعد والده الديكتاتوري، من العاصمة وذهب إلى المنفى في موسكو مع عائلته”.

وتضيف أنه “هكذا انتهت الحرب الأهلية الوحشية التي بدأت مع الانتفاضات العربية ومزقت البلاد على مدى 13 عامًا بين عشية وضحاها، في أدنى مستوياتها من حيث الحدة، مع أبطال ليسوا هم أنفسهم الذين كانوا في بدايتها وفي سياق جيوسياسي مختلف جذريًا. والحصيلة كارثية: أكثر من 300,000 قتيل وخمسة ملايين شخص طُردوا من بلدهم (مليون منهم في الاتحاد الأوروبي وثلاثة ملايين في تركيا)، ونحو سبعة ملايين نازح داخليًا، وأحداث أصبحت جزءًا من تاريخ الرعب الإنساني، مثل استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية ضد السكان المدنيين أو عمليات قطع الرؤوس التي نفذتها الجماعات الإسلامية المتمردة”.

وتقدم الصحيفة تفسيرا لانهيار نظام الأسد المفاجئ بقرار سحب روسيا الدعم له لأن الحرب في أوكرانيا لا تسمح لها بالحفاظ على المزيد من الجبهات. وتؤكد أن الطيران الروسي هو الذي أنقذ الأسد في عام 2015. أما الحليف الرئيسي الآخر، إيران، فهو في حالة تراجع دولي أمام تقدم إسرائيل. وتبرز “لا يمكن التنبؤ بالعواقب الإقليمية في هذه المرحلة. فسوريا، سواء كانت في حالة حرب أم لا، كانت دولة عازلة في الشرق الأوسط تخترقها تركيا وإيران، بمصالح متنافسة، وبوجود عسكري روسي وأمريكي وإسرائيلي في زوايا مختلفة من أراضيها. اعتبارًا من يوم الاثنين، أصبحت سوريا بقعة غير محددة على الخريطة”.

وفي نقطة أخرى، تبرز الجريدة “ربما يكون الحديث عن نهاية حقبة من الزمن هو تعبير غير دقيق لتعريف نهاية ديكتاتورية عائلة الأسد، والتي لا يزال من الخطورة بمكان حتى تخمين عواقبها. لقد سارعت وزارات الخارجية في الغرب إلى الاحتفال بسقوط الديكتاتور، ولكن الحقيقة هي أنه لا أحد متأكدا من أن ما سيأتي بعد ذلك سيكون عملية منظمة، أو حتى سلمية. سنرى في الأيام القادمة مدى تأثير تواصل رئيس الوزراء السوري بالأمس مع المتمردين لتشكيل حكومة جديدة، هذا إن كان هناك أي تأثير على الإطلاق”.

وتستطرد في تحليلها “لن تكون هذه هي المرة الأولى التي يحتفل فيها العالم بسقوط طاغية عربي دون أي خطة لضمان السلام وإعطاء صوت حقيقي للشعب. لا يمكن أن يتكرر غياب التعريف الذي أغرق ليبيا أو العراق في الفوضى. وإذا كان هناك قادة بين الثوار مستعدون للدخول في حوار بنّاء لتجنب حدوث فراغ في السلطة، فيجب تحديدهم على الفور، وعلى كل من لديه القدرة على التحاور، وفي مقدمتهم تركيا وقطر، أن يمارسها في هذا الاتجاه في أقرب وقت، حتى تكون نهاية ديكتاتورية الأسد بداية حقيقية لإعادة إعمار سوريا”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي