"انتظرنا طويلاً".. دمشق تستيقظ في أيدي المتمردين  

أ ف ب-الامة برس
2024-12-08

 

 

مواطنون يزيلون لافتة تابعة لحكومة الأسد بالقرب من ساحة الأمويين في دمشق (أ ف ب)   دمشق - استيقظت العاصمة السورية، الأحد8ديسمبر2024، على هتافات وهتافات وإطلاق نار احتفالا بسقوط الرئيس بشار الأسد، بعد أن قال المتمردون إنهم دخلوا المدينة وأطاحوا بالحاكم الذي حكم البلاد لفترة طويلة.

وقال أحد سكان دمشق، عامر بطحاء، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من ساحة الأمويين في العاصمة، حيث قال شهود عيان إن العشرات من الأشخاص تجمعوا للاحتفال: "لا أستطيع أن أصدق أنني أعيش هذه اللحظة".

وقال البطحاء، في الوقت الذي أعلن فيه المتمردون بقيادة إسلاميين والمرصد السوري لحقوق الإنسان نهاية عقود من حكم عائلة الأسد وسط 13 عاما من الحرب الأهلية الطاحنة: "لقد انتظرنا هذا اليوم منذ وقت طويل".

وأضاف البطحاء "نحن نبدأ تاريخاً جديداً لسوريا".

ومع حلول أذان الفجر، أذاعت بعض المساجد أناشيد دينية مخصصة عادة للمناسبات الاحتفالية، كما حثت السكان على البقاء في منازلهم مع انغماس المدينة في حالة من عدم اليقين بعد ساعات فقط من سيطرة المتمردين عليها.

وتشن جماعة هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها هجوما خاطفاً منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث سيطرت على مساحات واسعة من البلاد من سيطرة الحكومة، بما في ذلك المدن الكبرى حلب وحماة وحمص، ودخلت العاصمة دمشق في وقت مبكر من صباح الأحد.

وفي صور غير عادية، أعلن مقاتلو المعارضة على التلفزيون الرسمي أنهم أطاحوا بـ"الطاغية" الأسد، الذي قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه "فر".

وأظهرت لقطات بثتها وكالة فرانس برس عشرات الدمشقيين يحتفلون من حديقة أحد مراكز التسوق، مرددين "الله أكبر"، وواقفين على تمثال محطم لوالد الرئيس السوري حافظ الأسد كانوا قد هدموه.

وانتشر مسلحون في بعض شوارع دمشق، وأطلقوا النار في الهواء، مرددين هتافات "سوريا لنا وليست لعائلة الأسد".

- 'مجرم' -

وقال سكان محليون لوكالة فرانس برس إن عشرات الجنود من قوات الحكومة السورية خلعوا بزاتهم العسكرية على عجل وغادروا مقر ساحة الأمويين.

وقال موظف سابق إن مباني التلفزيون والإذاعة الحكومية كانت فارغة.

وسُمع دوي خمسة انفجارات قوية في العاصمة في ساعة مبكرة من صباح الأحد، وقال جندي فار طلب عدم الكشف عن هويته، إنها ربما كانت مدفعية أو انفجارات من مستودع ذخيرة.

وقال لوكالة فرانس برس "أمرنا رئيسنا المباشر بالمغادرة والعودة إلى المنزل، لذلك عرفنا أن الأمر قد انتهى".

في مدينة دمشق القديمة الخلابة، حيث تعيش طائفة مسيحية صغيرة، كان الشباب في الشوارع يهتفون "الشعب السوري واحد"، وهي رسالة طمأنة للأقليات في البلد متعدد الطوائف.

وفي مكان آخر، في حي الشاغور، كانت النساء تزغردن من الشرفات، وبعضهن يرشقن الأرز على المقاتلين المارة الذين كانوا يطلقون النار في الهواء.

وقالت إلهام بساتينة (50 عاما) إنها لا تستطيع أن تصدق أنه "بعد اليوم" لن تضطر إلى "الشعور بالخوف".

وقالت من شرفتها "هناك سعادة غامرة اليوم، ولن تكتمل إلا بمحاسبة المجرم"، في إشارة إلى الأسد.

- "ثقافة الخوف" -

وفي الشارع، كان المقاتلون بملابسهم العسكرية يقبلون الأرض، أو يصلون، أو يلتقطون الصور بينما كان إطلاق النار مستمرا.

وسارع العديد من الإعلاميين السوريين والموظفين الحكوميين وأعضاء البرلمان إلى تغيير صورهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، واستبدالها بعلم المعارضة.

وكتب وضاح عبد ربه، رئيس تحرير صحيفة الوطن الإلكترونية الموالية للحكومة، على مواقع التواصل الاجتماعي: "الإعلام السوري والعاملون في المجال الإعلامي ليسوا مذنبين، هم، ونحن معهم، كانوا فقط ينفذون التعليمات وينشرون الأخبار التي أرسلوها لنا".

لقد حكم حزب البعث الذي يتزعمه الأسد البلاد بقبضة من حديد، ففرض قيوداً شديدة على الحريات بما في ذلك حرية الصحافة، ولم يُسمح إلا لوسائل الإعلام الحكومية أو المنافذ القريبة من الحكومة بالعمل.

الممثل السوري الشهير أيمن زيدان، الذي لم ينتقد حكم الأسد علناً من قبل، كتب على فيسبوك: "كم كنت واهماً. ربما كنا أسرى لثقافة الخوف، أو ربما كنا نخشى التغيير لأننا تصورنا أنه سيؤدي إلى الدماء والفوضى".

وأضاف "لكننا هنا ندخل مرحلة جديدة مع رجال أبهرونا بنبلهم.. ورغبتهم في استعادة وحدة الشعب السوري".

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي