طهران - قالت التليفزيون الإيراني الرسمي إن السفارة الإيرانية في سوريا "تعرضت لهجوم" الأحد 8ديسمبر2024، وذلك بعد أن أعلن مقاتلو المعارضة بقيادة إسلاميين سقوط حليف طهران بشار الأسد في أعقاب هجوم كاسح انتهى في دمشق.
وقالت قناة العربية التلفزيونية الرسمية، في بيان، إن "مجهولين هاجموا السفارة الإيرانية، كما ترون في الصور التي تداولتها شبكات مختلفة"، وعرضت لقطات من قناة العربية قيل إنها من المجمع الدبلوماسي.
وشاهد مصور وكالة فرانس برس مكاتب منهارة، وزجاجا محطما على الأرض وأثاثا محطما في المبنى الواقع في منطقة المزة الراقية في دمشق، والتي تضم أيضا سفارات أخرى ومكاتب للأمم المتحدة.
وقال المصور إن الناس قاموا بتحميل العناصر المنهوبة على شاحنات في الخارج.
وبقيت خزائن الملفات والأدراج مفتوحة بينما كانت الأوراق والملفات والمحتويات الأخرى بما في ذلك الأعلام الإيرانية والسورية متناثرة في أنحاء المبنى.
وشاهد مصور وكالة فرانس برس خزنة في وسط إحدى الغرف، التي كانت أرضيتها المبلطة مليئة بملصقات مكسورة بما في ذلك صور مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني والمرشد الأعلى الحالي آية الله علي خامنئي.
كما كان على الأرض صورة مدمرة للأمين العام السابق لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، الذي قُتل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في سبتمبر/أيلول، وقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في العاصمة العراقية بغداد في يناير/كانون الثاني 2020.
وذكرت صحيفة طهران تايمز الإيرانية على موقعها الإلكتروني أن الدبلوماسيين الإيرانيين غادروا السفارة قبل اقتحامها، نقلاً عن المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي.
وذكر التقرير أن جميع موظفي السفارة سالمون.
واتهمت أيضا قوات المتمردين بالوقوف وراء الهجوم، وهو ادعاء لم يتسن التحقق منه بشكل مستقل على الفور.
وأظهرت لقطات مصورة على الإنترنت، تحققت منها وكالة فرانس برس، رجلاً خارج السفارة أثناء الليل، وهو يمزق ملصقًا يظهر نصر الله وسليماني.
ولم تعلق السلطات في إيران حتى الآن على سقوط الأسد.
وفي يوم السبت، وبينما واصل المتمردون هجومهم الخاطف لكنهم لم يتمكنوا بعد من السيطرة على دمشق، دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي "الحكومة السورية وجماعات المعارضة الشرعية" إلى الدخول في مفاوضات.
وشكلت تصريحاته تحولا في نبرة طهران تجاه الجماعات المتمردة التي وصفتها إيران في السابق بـ"الإرهابية" ورفضت الاعتراف بها كجهات فاعلة شرعية.
وزار عراقجي دمشق في الأول من ديسمبر/كانون الأول، بعد أيام من بدء هجوم المتمردين، حيث التقى الأسد في آخر ظهور علني للزعيم السوري إلى جانب مسؤول إيراني.
وفي اليوم التالي، جدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان دعم طهران في اتصال هاتفي مع الأسد.
كانت آخر زيارة للرئيس السوري المخلوع لإيران في مايو/أيار 2024، بعد وقت قصير من وفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية.
ودعمت إيران دمشق خلال الحرب الأهلية السورية التي بدأت في عام 2011، حيث أرسلت "مستشارين عسكريين" بناء على طلب الأسد.
قُتل عدد كبير من قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا، في المعارك وفي الضربات الإسرائيلية ضد أهداف مفترضة مرتبطة بإيران.