الولايات المتحدة ترجئ عودة روادها إلى القمر إلى سنة 2027  

أ ف ب-الامة برس
2024-12-06

 

 

رئيس ناسا بيل نيلسون (يسار) خلال مؤتمر صحافي في واشنطن بتاريخ 5 كانون الأول/ديسمبر 2024 (أ ف ب)   واشنطن - أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أنها أرجأت مرة جديدة عودة روادها إلى القمر من عام 2026 إلى "منتصف 2027"، بسبب مشاكل فنية واجهتها المركبة التي ستنقل الطاقم.

وقال رئيس وكالة الفضاء الأميركية بيل نيلسون، خلال مؤتمر صحافي، إنّ "سلامة رواد الفضاء تأتي دائما في المقام الأول خلال اتخاذنا قرارات"، مضيفا "لن نطلق المهمة حتى نكون مستعدين لذلك".

ويأتي الإعلان عن هذا الإرجاء في وقت قد تؤدي عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير إلى إعادة هيكلة مشاريع ناسا بشكل جذري.

وبات من المقرر إطلاق مهمة "أرتميس 3" التي ستنقل رواد فضاء إلى القمر للمرة الأولى منذ آخر مهمة ضمن برنامج "أبولو" عام 1972، في "منتصف عام 2027".

وقال بيل نيلسون "ستُنجَز هذه المهمة قبل بكثير من الهدف الذي أعلنته الحكومة الصينية"، في إشارة إلى خطة بكين لإرسال بعثة مأهولة إلى القمر بحلول عام 2030.

- وجود بشري دائم  -

يرمي برنامج "أرتيميس" الذي أُعلن عنه عام 2017، إلى إقامة وجود بشري دائم على القمر تمهيدا لمهمات مستقبلية إلى المريخ.

وبعد تأجيلات عدة، أُطلق البرنامج الأميركي عام 2022 مع مهمة "أرتيميس 1" التي نجحت بعد تحليق المركبة الفضائية فارغة في مدار حول القمر، للتحقق من أنها آمنة لنقل رواد فضاء في المستقبل.

ولكن بسبب المشاكل التي واجهت الكبسولة ولا سيما في درعها الحراري تم تأجيل مهمتي "أرتيميس 2" و"أرتيميس 3".

وقال نيلسون "لقد تمكنا من إعادة إنشاء المشكلة على الأرض وبتنا نعرف راهنا السبب الجذري الكامن وراءها".

وبات من المقرر إطلاق مهمة "أرتميس 2" التي يُفترض أن تنقل رواد فضاء إلى القمر من دون الهبوط عليه، في نيسان/أبريل 2026، بينما كانت مقررة في أيلول/سبتمبر 2025.

وبالإضافة إلى المشاكل التي واجهتها "أوريون"، لم تُنجَز بعد البزات الفضائية التي تصنّعها شركة "أكسيوم سبايس" الأميركية وسيرتديها رواد الفضاء على القمر.

وتنتظر وكالة ناسا أن تحصل شركة "سبايس اكس" المملوكة للملياردير إيلون ماسك، على نسخة من صاروخها الضخم "ستارشيب" القادر على العمل كمركبة هبوط على القمر.

- إدارة جديدة -

قد تتغيّر هذه التواريخ بعد تعيين دونالد ترامب الملياردير جاريد ايزاكمان رئيسا مستقبليا لناسا.

ويتوقع الخبراء أن يؤدي هذا التغيير في الإدارة إلى تطوّر في مشاريع الوكالة، كاحتمال التخلي عن صاروخ "اس ال اس" المكلف أو إعادة تخصيص برامج للمريخ.

وفي معرض تهنئة ايزاكمان، دافع بيل نيلسون عن أسباب إعطاء الأولوية للمهمات القمرية، مشددا على أهمية استكشاف القطب الجنوبي من القمر، حيث يمكن استغلال الماء الجليدي وإنشاء قاعدة، وربما تصنيع الوقود لمهمات استكشافية أبعد في الفضاء.

وقال نيلسون "من المهم (...) أن نرسّخ وجودنا هناك، قبل أن تصل الصين وتقول لنا ابقوا بعيدا".

ويؤشر تعيين ايزاكمان رئيسا لناسا إلى تعاون وثيق أكثر بين الحكومة والقطاع الخاص. لكنّه يثير مخاوف بشأن احتمال تضارب المصالح، نظرا إلى العلاقات المالية الوثيقة بين ايزاكمان ورئيس شركة "سبايس اكس" الذي يطمح إلى "استعمار المريخ" وعُيّن عضوا في إدارة ترامب.

وعبّر علنا عن رفضه اختيار ناسا لشركة "بلو اوريجن" المملوكة لجيف بيزوس، كي تطوّر نظام هبوط ثانٍ على سطح القمر لبرنامج "ارتيميس"، مؤكدا أنّ النظام الذي ابتكرته "سبايس اكس" كاف.

ورد نيلسون في هذا الموضوع بالقول "لقد أبرمنا عقودا مع شركتين لابتكار مركبتي هبوط على سطح القمر. طالما أننا دولة يحكمها القانون، ستبقى هذه العقود سارية المفعول".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي