
كلنا نسمع أصوات البكاء والعويل الليبرالي – الديمقراطي على انتخاب رئيس أمريكي يهدد الولايات المتحدة والعالم الديمقراطي. لكن ترامب ليس المشكلة؛ إنه لا يعدو كونه حمار المسيح. استعدوا للرئيس الأمريكي في 2048، مبشر التغيير النظامي العالمي الذي وهو في طريقه إلى المريخ سيتوقف في البيت الأبيض لتغيير العالم إلى الأسوأ. الولايات المتحدة لن تصبح دكتاتورية في عهد ترامب. الرجل سيدفع قدماً بدكتاتورية البلوتوقراطيا (حكم أصحاب المال) في الولايات المتحدة والعالم، تلك التي إيلون ماسك رمزها.
اختبار المجتمع الأمريكي اليوم هو التصدي لتعيينات ترامب. بخلاف نتنياهو، الذي يرشح تعييناته حسب الولاء المطلق لـ “عقيلته”، لا يحتاج ترامب إلى اختبارات قبول. كل من يعينه ترامب يعلم بأن كل تغريدة لا تتناسب وروح القائد ستطيره كورقة في ريح العاصفة.
الاختبار الأكبر والأكثر حسماً للشعب الأمريكي هو التصدي لإيلون ماسك آند كومباني، عصبة أصحاب المليارات الذين عينوا جي دي فانس ليكون نائباً لترامب. وهم لم يفعلوا هذا كي يخلف ترامب إلا في حالة غير متوقعة –لا يمكن معرفة ما يخفيه ترامب، باستثناء مصادر ماله. ويفترض بفانس أن يعزز الإدارة الجمهورية حتى الانتخابات.
رجلهم هو إيلون ماسك، ومبدؤه هو سوق حرة من الأنظمة، وليذهب بكل ما يتضرر أو يعارض إلى الجحيم. من ناحيتهم، ترامب هو الغبي الاستخدامي الذي سيشق طريق الرئيس التالي، ولا يبرر ألا نشتبه بأن ماسك يرى نفسه بأنه خليفة له. استثمر ماسك وسيستثمر مئات الملايين أو حتى المليارات كي يجن جنونه وجنون العالم كله. سلسلة مشاريع جنى معظمها مالاً كبيراً وضجيجاً كبيراً ثبتت مكانته كأيقونة. قبل بضعة أسابيع، جند ماسك حسب تقرير في “وول ستريت جورنال”، مليار دولار للمشروع الاستحداثي المتعلق بالذكاء الاصطناعي. منذ بداية السنة، جند نحو 11 مليار دولار، ومشروع الذكاء خاصته يساوي اليوم نحو 50 مليار دولار. وماسك ليس الوحيد الذي يدير اقتصاداً أكبر من اقتصادات الدول. وحوله عصبة أصحاب مليارات لها رافعة تريليونات وتطلعات تتجاوز طمع المال. وهي تريد القوة السلطوية التي تغير أنظمة العالم.
في هذه الأثناء، لا خلاف على وجود ارتباط بين ماسك وارتفاع اللاسامية عبر تويتر. تقرير معهد البحوث الدولي ISD الذي نشر في آذار، بيّن أن العدد الأسبوعي المتوسط للتغريدات اللاسامية في الشبكة الاجتماعية ارتفع بـ 150 في المائة منذ اشترى ماسك المنصة ووعد بتحويلها إلى ساحة حرية تعبير”.
ثمة تهديد مبطن على أعمال ماسك التجارية وعلى ترشيحه في المستقبل، ويمثل هذا التهديد حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم. فقد قرر الحاكم بأنه إذا ما نفذ ترامب الخطة لإلغاء الامتياز الضريبي لمشتري السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، فستنفذ ولايته خطة امتيازات خاصة بها، لا تمنح الامتياز لمشتري “تسلا”. ماسك، الذي كان لا يزال في حينه مواطناً خاصاً، غرد يقول: “من يتجاوز القانون سيعتقل، بمن فيهم رؤساء المدن”. سيكون مشوقاً. وبخاصة في مجال التمويل الحكومي لأعمال ماسك التجارية المستقبلية. تضارب مصالح؟ ليس هو. هذا هو البيت الأخضر، لون المال، وهذا هو الذكاء الاصطناعي الذي يدير أعماله التجارية والعالم.
ران أدليست
معاريف 4/12/2024