يتوقع أن تمدد منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها الخميس 5ديسمبر2024، خفض الإمدادات لتجنّب تراجع كبير في الأسعار في سوق عالمي مغرق بالخام.
لكن الخلافات التي أدت إلى تأجيل الاجتماع المقرر أساسا الأحد أثارت بعض الشكوك حيال إمكانية الإبقاء على خفض الإمدادات لرفع الأسعار.
وأفاد المحلل لدى كوميرزبنك" كارستن فريتش "يتوقع أن يقرر تحالف أوبك بلاس الخميس تأجيل زيادة الإنتاج لثلاثة أشهر إضافية حتى نهاية الفصل الأول من العام".
وأضاف "لكن ما زالت هناك أمور ضبابية"، في وقت ترغب بلدان معيّنة بزيادة الإنتاج.
ومن المقرر أن يبدأ الاجتماع حوالى الساعة 11,30 ت غ، وفق ما أفاد مصدر مقرّب من منظمة أوبك التي تتخذ من فيينا مقرا.
وفي غياب اتفاق جديد، من المقرر أن تبدأ البلدان الثمانية التي تخفض الإنتاج طوعيا بـ2,2 مليون برميل يوميا، زيادة إنتاجها اعتبارا من كانون الثاني/يناير للعودة تدريجيا إلى مستويات العام 2022.
وأخرت كل من الجزائر والعراق وكازاخستان والكويت وعمان وروسيا والسعودية والإمارات العربية المتحدة مرّتين حتى الآن زيادات الإنتاج التي كان من المقرر أن تبدأ في تشرين الأول/اكتوبر ومن ثم في كانون الأول/ديسمبر.
- تأثير سعودي روسي -
ويعد تأثير الخفض في الإمدادات على السوق ضئيلا في وقت يتوقع أن يتبنى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سياسات لزيادة إنتاج النفط بينما تعد توقعات الطلب في الصين ضعيفة في ظل الصعوبات التي تواجهها ثاني قوة اقتصادية في العالم.
وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الشهر الماضي "تشير موازيننا الحالية إلى أنه حتى وإن بقيت قرارات أوبك بلاس بخفض الإنتاج مطبّقة، فإن الإمدادات العالمية ستتجاوز الطلب بأكثر من مليون برميل يوميا العام المقبل".
وتقلّص بلدان أوبك بلاس الإنتاج حاليا بستة ملايين برميل نفط يوميا، بما في ذلك 2,2 مليون برميل يوميا كانت هذه الدول تناقش إعادتها إلى السوق.
وأفاد محللون لدى مصرف "دي إن بي" بأنه "لا يوجد مجال لنفط إضافي من أوبك بلاس في 2025" في السوق ومن شأن زيادة الإنتاج أن تؤدي إلى خفض أسعار الخام.
وسيكون الأمر غير مرض بالنسبة للسعودية التي تعتمد على أسعار الخام المرتفعة لتمويل مساعي تنويع اقتصادها للخروج من ارتهانه بالنفط.
وقالت المحللة لدى "إنرجي إنتيلجنس" أمينة بكر إن السعودية تعتمد بشكل كبير على الأسعار المرتفعة "من أجل رؤية 2030 وتحتاج إلى أن تكون أوبك موحدة مع فرض إجراءات خفض في الإنتاج".
وفي ظل هيمنة السعودية وروسيا على قرارات أوبك بلاس، يتوقع العديد من المحللين أن يقنع البلدان باقي الدول الأعضاء بالموافقة على تأجيل الزيادات في الإنتاج.
لكن المحلل المتخصص بالطاقة لدى "ريستاد إنرجي" جورج ليون قال إن "بلدانا أخرى قد ترغب في زيادة الإنتاج"، خصوصا كازاخستان والإمارات العربية المتحدة.
لا يمكن أن يكون فرض سقف للإنتاج مؤثرا إلا إذا تم احترامه. وفي وقت سابق هذا العام، ندد التحالف بكل من العراق وكازاخستان بسبب تجاوز البلدين حصصهما.
وفي حزيران/يونيو، حصلت الإمارات على حصة إضافية بلغت 300 ألف برميل يوميا عام 2025، ما أثار توترات مع البلدان الأخرى التي لا ترغب بزيادة الإنتاج.