قال مسؤولون، الأربعاء 4ديسمبر2024، إن روسيا وأوكرانيا سترسلان وزيري خارجيتهما إلى مالطا هذا الأسبوع لحضور قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في واحدة من الفعاليات القليلة التي حضرها البلدان منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وتعد هذه الزيارة الأولى لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى دولة عضو في الاتحاد الأوروبي منذ بدء الصراع في فبراير/شباط 2022، وتأتي في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتولي منصبه، حيث تعهد بإنهاء القتال بسرعة.
وكانت أوكرانيا قد قاطعت نفس الحدث - اجتماع وزراء خارجية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا - في مقدونيا الشمالية العام الماضي بسبب حضور لافروف.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الدبلوماسيون سيكونون حاضرين في الغرفة نفسها أو ما إذا كان سيكون هناك اتصال وجهاً لوجه.
ومن المقرر أن يستغل لافروف الحدث الذي سيعقد يومي 5 و6 ديسمبر/كانون الأول لانتقاد "الأزمة المؤسسية" التي تعيشها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بحسب ما قالته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحفيين في موسكو.
وكانت آخر رحلة للدبلوماسي الروسي المخضرم إلى الاتحاد الأوروبي في ديسمبر/كانون الأول 2021 عندما زار ستوكهولم، أيضا لحضور اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حسبما ذكرت وسائل إعلام روسية.
قالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن وزير الخارجية أندريه سيبيغا سيزور البلاد يومي 4 و5 ديسمبر/كانون الأول لإجراء "سلسلة من المحادثات الثنائية مع نظرائه من الدول الشريكة لأوكرانيا".
كما قاطع وزير الخارجية الأوكراني السابق دميتري كوليبا، وكذلك كبار الدبلوماسيين من دول البلطيق، اجتماع العام الماضي احتجاجا.
وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، حليف أوكرانيا، إنه لن تكون هناك "محادثات" مع لافروف في مالطا وتساءل عن سبب السماح لروسيا بأن تكون جزءا من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
- 'الملحق' -
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف سيعقد سلسلة من الاجتماعات الثنائية في مالطا، دون تحديد من سيعقدها.
دعت كييف إلى طرد روسيا من المنظمة التي تأسست لتخفيف التوترات بين الشرق والغرب خلال الحرب الباردة.
وفي كلمته التي ألقاها في القمة العام الماضي، قال لافروف إن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا "تتحول إلى ملحق لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي".
وعادت وزارة الخارجية الروسية إلى هذا الموضوع يوم الأربعاء.
وقالت المنظمة في بيانها إن "الأزمة المؤسسية الحالية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ناجمة عن الإجراءات التدميرية التي اتخذتها عدد من الدول الغربية التي تستخدم هذه المنصة لتحقيق مصالحها الخاصة".
وزعمت أن الهيئة أصبحت "أوكرانية"، ودعت إلى تعاون أوثق مع المجموعات التي تقودها موسكو مثل نادي البريكس للدول النامية.
وقالت زاخاروفا أيضا إن تأشيرة دخولها لحضور قمة مالطا "ألغيت" في اللحظة الأخيرة. وأضافت أن المنظمين أبلغوا موسكو أن القرار جاء "بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم".
وترسل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مراقبين إلى الصراعات والانتخابات في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن تنفيذ برامج لمكافحة الإتجار بالبشر وضمان حرية وسائل الإعلام.
ولكن منذ بدء الصراع في أوكرانيا، واجهت اللجنة صعوبات في العمل، إذ استخدمت روسيا حق النقض ضد العديد من القرارات الكبرى التي تتطلب الإجماع.
وصوت المشرعون الروس في وقت سابق من هذا العام على تعليق المشاركة في الجمعية البرلمانية للهيئة، ووصفوها بأنها معادية لروسيا وتمييزية.