إسلام اباد - خلا وسط إسلام أباد، الأربعاء 27نوفمبر2024، من أنصار رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان غداة تفريق تظاهرة للمعارضة، فيما لزم السكان منازلهم التي لم يخرجوا منها منذ أيام بسبب الانتشار الأمني.
مساء الثلاثاء، دعا عمران خان من سجنه أنصاره إلى التعبئة والسير باتجاه ساحة دي-شوك المحاذية لمقرات الحكومة في العاصمة في ختام يوم من التظاهرات التي شهدت مقتل أربعة من أفراد الأمن بعدما دهستهم سيارة يقودوها متظاهرون، على ما ذكر وزراء.
وكتب عمران خان، المسجون منذ آب/أغسطس 2023، على اكس "على الذين لم ينضموا بعد إلى التظاهرة أن يتوجهوا إلى دي-شوك".
وتقدمت بشرى بيبي زوجة لاعب الكريكت الدولي السابق عقب الإفراج عنها التظاهرة التي بلغ عدد المشاركين فيها نحو 10 آلاف شخص، وهي الأضخم منذ إيداع خان السجن، قبل أن تتوارى عن الأنظار ليلا.
رأى مدير معهد جنوب آسيا في مركز ويلسون الأميركي مايكل كوغلمان أنه بعد 24 ساعة من المواجهة في الشوارع، "لا يوجد منتصر".
وأضاف أنه من خلال إغلاق العاصمة ومدارسها وقطع الإنترنت "أجج الجيش والحكومة غضب الناس ضدهم".
واوضح "لقد واجهت حركة إنصاف غضب الدولة وتراجعت ... دون تغيير أي شيء".
واشار إلى أن "المواجهات المتزايدة بينهما لا تؤدي إلا إلى صرف الانتباه عن الأزمات الاقتصادية والأمنية" في بلد يعتمد ماليا على المساعدات الدولية وشهد في الأسابيع الأخيرة هجمات جهادية وانفصالية أسفرت عن مقتل العشرات من الجنود وأفراد الشرطة.
- "إمرأة وراء الفوضى" -
ومن الحي الشديد الحراسة حيث توجد مقار الحكومة والبرلمان والمحكمة العليا، قال وزير الداخلية محسن نقفي بغضب "هناك امرأة واحدة فقط وراء هذه الفوضى".
وبعد ساعات قليلة، سرت شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بإعتقال بشرى بيبي وعلي أمين غاندابور، وهو صديق مقرب لخان ورئيس حكومة إقليم خيبر بختونخوا من حيث انطلقت التظاهرات.
إلا أن نقفي رد بالقول "لقد فرا"، في حين نشرت حركة إنصاف الباكستانية صورا لمركبة تحترق هي التي خاطبت منها بشرى بيبي الحشد لتحثهم على الاستمرار بالتظاهر حتى "الافراج عن عمران خان".
خان الذي تولى السلطة بين عامَي 2018 و2022، ملاحق حاليا في حوالى مئة قضية تتعلق بتظاهرات عنيفة نظمها انصاره. ويمثل بانتظام أمام القضاة الذين يجددون اعتقاله أو يأمرون بحبسه بتهم جديدة.
في الصباح، أوقفت بشرى بيبي وعلي أمين غاندابور دعواتهما للتعبئة. وطوال الليل تواصل دويّ الأعيرة النارية في العاصمة لينبلج الصبح على سيارات تهشم زجاجها نتيجة الصدامات.
وقبيل طلوع الفجر، أعلن وزير الداخلية محسن نقفي عن إعادة فتح المدارس وعودة الإنترنت الخميس، مشيرا إلى أنه لن يتمكن من الإعلان عن عدد المتظاهرين الموقوفين إلا في المساء.
- قوة "مفرطة" -
والأربعاء، شرع عمال البلدية بإزالة والحطام من الشوارع بينما غادرت قوات مكافحة الشغب المنطقة في حافلات.
وأعلن التلفزيون الحكومي "تطهير المنطقة من الأشرار والفوضويين".
والأربعاء، هنأ وزير الداخلية قواته على "صدها المتظاهرين بشجاعة" وأمر "بإزالة الحواجز" و"التنظيف" بعد "تفقد الأضرار التي سببها الخارجون عن القانون".
ومنذ الأحد ينتشر أكثر من 20 ألف عنصر أمني في العاصمة وضواحيها. وتم قطع الإنترنت عن الهواتف المحمولة وخدمة الواي فاي في بعض الأحياء.
وقام أنصار حزب خان الذين استكانوا بعد أن تعهدوا الاستجابة لنداء بشرى بيبي وعلي أمين غاندابور بعدم المغادرة قبل تلبية مطالبهم، بسد الشوارع المقفرة بالحاويات.
ودانت لجنة حقوق الإنسان الباكستانية، المنظمة غير الحكومية الرئيسية التي تدافع عن الحريات في البلاد، عمليات قطع الطرقات التي "تعاقب على وجه الخصوص العمال اليوميين الذين يعتمد دخلهم على حرية الحركة".
ونددت منظمة العفو الدولية بـ"الاستخدام غير القانوني والمفرط للقوة" بينما ألقت قوات الأمن طوال الثلاثاء وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين الذين ردوا بإعادة رشق عناصر الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع والحجارة والعصي.