
بامكو- ستصدر المحكمة الجنائية الدولية، الأربعاء، حكما على قائد شرطة جهادي بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال فترة حكم الإرهاب في مدينة تمبكتو الأسطورية في مالي.
وقد يصدر القضاة أحكاما بالسجن المؤبد على الحسن أغ عبد العزيز أغ محمد أغ محمود (47 عاما) بعد إدانته بارتكاب جرائم من بينها التعذيب.
وقال القاضي أنطوان كيسيا مبي ميندوا، الذي ترأس المحكمة، في حكمه في يونيو/حزيران الماضي، إن الحسن لعب "دورا رئيسيا" في الإشراف على عمليات البتر والجلد بصفته رئيسا للشرطة.
كان عضوا في جماعة أنصار الدين الإسلامية المسلحة التي سيطرت على تمبكتو لمدة عام تقريبا منذ أوائل عام 2012.
وقالت ميندوا للمحكمة أثناء النطق بالحكم إنه خلال تلك الفترة تعرضت النساء للاعتقال ثم الاغتصاب أثناء الاحتجاز.
وقال القاضي إنه كانت هناك أيضًا عمليات جلد وحشية في الساحة المركزية أمام حشود من الناس، بما في ذلك الأطفال، فضلاً عن بتر علني باستخدام الساطور.
لكن تمت تبرئة الحسن من جرائم الحرب المتمثلة في الاغتصاب والعبودية الجنسية، فضلاً عن الجريمة ضد الإنسانية المتمثلة في الزواج القسري.
ورغم أن المحكمة قضت بوقوع بعض جرائم العنف الجنسي خلال تلك الفترة، إلا أنه لم يثبت مسؤوليته عنها.
كما تمت تبرئته من جريمة الحرب المتمثلة في مهاجمة الأهداف المحمية.
تأسست مدينة تمبكتو بين القرنين الخامس والثاني عشر على يد قبائل الطوارق، وتُعرف باسم "لؤلؤة الصحراء" و"مدينة الـ 333 قديسًا" نظرًا لعدد الحكماء المسلمين المدفونين فيها خلال العصر الذهبي للإسلام.
لكن الجهاديين الذين اجتاحوا المدينة اعتبروا هذه الأضرحة وثنية ودمروها بالمعاول والجرافات.
استغل مسلحون من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة أنصار الدين انتفاضة الطوارق العرقية في عام 2012 للسيطرة على مدن في شمال مالي المضطرب.
الحسن هو ثاني مشتبه به جهادي مالي تصدر المحكمة حكما عليه فيما يتصل بهجوم تمبكتو.
حكم على أحمد الفقي المهدي بالسجن تسع سنوات بسبب دوره في تدمير أضرحة تمبكتو.
وتم تخفيض الحكم بعد ذلك بسنتين.
كما تلاحق المحكمة الجنائية الدولية إياد أغ غالي، أحد كبار القادة الجهاديين في منطقة الساحل، بسبب الفظائع المزعومة التي ارتكبت في تمبكتو.
ويعتبر أغ غالي زعيم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي تنشط في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
ويعرف أغ غالي أيضا باسم "أبو الفضل"، وهو مطلوب للاشتباه في ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في تمبكتو، حسب ما ذكرت المحكمة الجنائية الدولية.
وتشمل هذه الجرائم القتل والاغتصاب والعبودية الجنسية والهجمات على المعالم الدينية والتاريخية.
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة رسمية لإلقاء القبض عليه في يونيو/حزيران الماضي.