
نيويورك - مع لوحة لماغريت تناهز قيمتها التقديرية 100 مليون دولار، ورسوم كيث هارينغ التي ظهرت في شبكة المترو قبل أربعين عاما، وعمل فني عبارة عن موزة ملصقة بجدار، ستحاول دور المزادات هذا الأسبوع في نيويورك إحداث تغيير في سوق الفن المتباطئة.
ستكون لوحة "إمبراطورية الأضواء" للفنان رينيه ماغريت، والتي تُطرح مساء الثلاثاء في المزاد في مركز روكفلر، المقر الرئيسي لدار كريستيز في نيويورك، من أبرز الأعمال المطروحة خلال موسم الخريف هذا، والذي ستُباع فيه مئات الأعمال الفنية بمئات ملايين الدولارات.
العمل جزء من سلسلة لوحات تحمل هذا الاسم للفنان السريالي، وتتميز كلها بلعبة الظل والضوء التي لا تترك من يدقق فيها في حيرة من أمره لناحية ما إذا كان أمام مشهد ليلي أو نهاري.
هذه اللوحة التي تُقدّر قيمتها بـ95 مليون دولار، قد تُحطّم الرقم القياسي لأعمال ماغريت في المزادات، والذي سُجل عام 2022 وبلغ 79 مليون دولار.
من خلال لوحة ماغريت هذه، وكذلك لوحة شهيرة تُظهر محطة وقود وتفوق قيمتها 50 مليون دولار بتوقيع إد روشا، وهو من الأسماء البارزة في الفن الشعبي الأميركي (بوب آرت) يبلغ حاليا 86 عاما، تأمل دار كريستيز بإضفاء بعض الزخم على سوق الفن التي تشهد تباطؤا منذ العام 2023.
وأعلنت دار المزادات التي تديرها شركة "أرتيميس" القابضة التابعة لأسرة بينو، مبيعات بقيمة 2,1 مليار دولار في النصف الأول من عام 2024، بانخفاض للعام الثاني على التوالي بعد الذروة البالغة 4,1 مليارات دولار عام 2022، في نهاية أزمة كوفيد.
- فن الشارع والموز -
وأشار "بنك أوف أميركا" في مذكرة بتاريخ 12 تشرين الثاني/نوفمبر إلى أن "حالة التصحيح الحالية التي بدأت في السوق عام 2023 مع الاضطرابات الجيوسياسية العالمية وارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة التي تؤثر على هواة الجمع، انعكست على عام 2024".
ولفت المصرف الأميركي إلى أن "الانخفاض في عدد الأعمال الفنية المرموقة في مزادات أيار/مايو ربما أدى أيضا إلى إضعاف الثقة والحماس".
غير أن ماكس كارتر، نائب رئيس دار كريستيز لفنون القرن العشرين والحادي والعشرين، له رأي أقل سلبية، إذ يقول "إن سوقنا تشهد عملية إعادة تحديد، أكثر من أي وقت مضى، من خلال العرض وليس الطلب، ولدينا تفاؤل كبير لهذا الموسم".
وتأمل دور المزادات بالاستفادة من المجموعات الخاصة، بينها مجموعة سيديل ميلر، وهي سيدة أعمال نافذة في قطاع مستحضرات التجميل توفيت هذا العام، وكانت دارتها الفارهة في فلوريدا أشبه بمتحف.
وتخطط سوذبيز لبيع أعمال فنية بقيمة تتراوح بين 170 إلى 205 ملايين دولار مع هذه المجموعة، بينها أعمال من سلسلة "زنابق الماء" لكلود مونيه، تُقدّر قيمتها بأكثر من 60 مليون دولار.
وتعرض الشركة التي يملكها الملياردير الفرنسي الإسرائيلي المغربي باتريك دراهي، للبيع، نيابة عن جامع الأعمال الفنية لاري وارش، سلسلة من 31 من بقايا فنون الشارع، وهي رسوم مصنوعة بالطباشير في ثمانينات القرن العشرين على لوحات إعلانية في شبكة قطارات الأنفاق في نيويورك من تصميم أحد رواد هذا النوع، كيث هارينغ.
لكن من أبرز الأعمال المطروحة في مزادات الأسبوع، موزة ملصقة على الحائط، وهي ثمرة حقيقية طازجة قابلة للتلف كأي فاكهة عادية، في أحدث الأعمال المثيرة للجدل بتوقيع الفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان.
العمل الموجود في ثلاث نسخ والذي يفترض أنه يشكك في مفهوم الفن وقيمته، أثار ضجة كبيرة منذ عرضه للمرة الأولى عام 2019 في ميامي، حيث عمد فنان آخر إلى التهام الموزة بهدف التنديد بسعر العمل الذي كان يبلغ 120 ألف دولار حينها.
وتقدّر سوذبيز سعر العمل نفسه هذه المرة بما بين مليون و1,5 مليون دولار، وهو مبلغ سيحصل المشتري بموجبه على شهادة أصالة وتعليمات لاستبدال الفاكهة عندما تصبح ناضجة قبل أن يطالها العفن.