حماس ومستقبلها على مفترق طرق.. أي السبل تسلك؟  

متابعات الامة برس:
2024-11-17

 

الشهيد القائد يحيى السنوار (أ ف ب)حرب “السيوف الحديدية” تضع حماس في إحدى لحظاتها الصعبة إن لم تكن الأصعب. فالمنظمة على مفترق طرق استراتيجي سيقرر خطواتها ومستقبلها في السنوات القادمة. أمامها أربعة تحديات أساسية:

التحدي الأول يتعلق بـ “اليوم التالي” لغزة. لقد تآكل هذا الاصطلاح في السنة الأخيرة، لكن على إسرائيل في نهاية الأمر أن تقرر في موضوع صيغة السيطرة في القطاع بافتراض (وإن لم يكن يقيناً) ألا تفرض حكماً عسكرياً وألا تعنى مباشرة في إدارة القطاع. أفكار كثيرة ألقيت في الفضاء، لكن معقول ألا يتفضل أي محفل خارجي، عربي أو دولي، بأخذ المهمة على نفسه. وعليه، فالصيغة التي ستقر في نهاية الأمر ستقرر منحى يمكن لإسرائيل كيفما اتفق أن تهضمه، تحت مظلة السلطة الفلسطينية. أما حماس فيمكنها التعايش مع إعادة السيطرة المدنية على القطاع إلى السلطة على أمل أن تتمكن مع الوقت من إذابة سيطرتها. حماس، ربما مثل حزب الله، تفهم جيداً بأن عليها دفع ثمن سلطوي في المدى الزمني الفوري على أمل بأيام أفضل.

التحدي الثاني يتعلق بمنظومة علاقات حماس التي بين “الداخل” و”الخارج”. لقد شهدت هذه العلاقات تغييرات كثيرة، لكن مركز القوة انتقل في السنوات الأخيرة إلى “الداخل”. السنوار والذراع العسكري في المنطقة جمعوا قوة كبيرة في أيديهم، وجدت تعبيراً دراماتيكياً لها في 7 أكتوبر. مقتل السنوار والضربة العسكرية التي وقعت على المنظمة تفترض من حماس نقل المركز إلى خارج المنطقة. الأيام ستقول كم سينجح خالد مشعل ورفاقه خارج المناطق في استعادة القيادة لأيدهم، لكن واضح جداً أن بندول القوى سيميل نحوهم الآن.

التحدي الثالث يتعلق بتوجه المنظمة. لقد بذلت حماس جهداً كبيراً للامتناع عن “الرعاية الخارجية” التي تمس بحرية عملها جوهرياً. منظومة العلاقات مع إيران، عبر حزب الله أيضاً، توثقت في السنوات الأخيرة، ونتائجها معروفة. والآن يطرح السؤال: أي مسار ستختار المنظمة؟ من ناحية ما، هوية الدولة المضيفة لقيادة “الخارج” تلمح بالاتجاه الجديد. ومع أن الأمر لا يعني قطع العلاقة مع إيران، لكن يتعين على المنظمة أن تقرر ما إذا كانت ستعود لترتبط بالأب الأيديولوجي مع حركة الإخوان المسلمين، وكيف ستؤثر على طريقها استضافة تركيا والجزائر أو قطر، حيث ستتجه قيادة “الخارج”.

أما التحدي الرابع فيتعلق بالضفة الغربية. فاتساع التأييد الذي تحظى به حماس في الساحة الفلسطينية لم ينفد رغم الحرب، وتبقى مراجعة ما ستكون تداعياته. واضح أن حماس ستسعى للحفاظ على قوتها في الضفة، وربما تعززها. سيكون الكثير متعلقاً بصيغة العلاقات التي ستتثبت مع السلطة الفلسطينية.

إسرائيل لاعب أساس في الموضوع. منحى السيطرة في القطاع سيؤثر على الشكل الذي ستحاول به حماس ترميم قوتها. ينبغي أن نتذكر بأن حكومة إسرائيل عملت في السنوات الأخيرة لمنع أي تقدم نحو حل الدولتين. وأدت حماس في هذا السياق دوراً مهماً، إذ إن سيطرتها في المنطقة سمحت لإسرائيل بدحر أي محاولة لإحياء مسيرة سياسية. من هذه الناحية، كان 7 أكتوبر مس بقيمة حماس من ناحية سياسة إسرائيل. لا توقع بأن موقف إسرائيل يتغير في موضوع الدولة الفلسطينية، فضلاً عن أنه ينبغي أخذ وزن إدارة ترامب الثانية. ومن الصعب ومن السابق لأوانه، التقدير كيف ستؤثر الأمور على مكانة وفرص ترميم حماس.

 

 

ميخائيل هراري

 معاريف 17/11/2024









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي