الدوحة - نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، مساء اليوم السبت، أنباء تحدثت عن انسحاب الدوحة من الوساطة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، واصفاً إياها بأنها "غير دقيقة"، لكنه أكد بالوقت ذاته أن "جهود الوساطة معلقة حالياً".
وقال الأنصاري في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن "قطر أخطرت الأطراف قبل 10 أيام أثناء المحاولات الأخيرة للوصول إلى اتفاق، إنها ستعلق جهودها في الوساطة بين حماس وإسرائيل، في حال عدم التوصل لاتفاق في تلك الجولة".
وأضاف أن" قطر أبلغت الأطراف أنها ستستأنف تلك الجهود مع الشركاء عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية، ومعاناة المدنيين المستمرة جراء الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع".
وأكد الأنصاري في هذا السياق أن دولة قطر ستكون وقتئذ في المقدمة لبذل كل جهد حميد لإنهاء الحرب وعودة الرهائن والأسرى.
وشدّد على أن "قطر لن تقبل أن تكون الوساطة سبباً في ابتزازها، إذ شهدنا منذ انهيار الهدنة الأولى (في نهاية نوفمبر 2023) وصفقة تبادل النساء والأطفال تلاعباً، خصوصاً في التراجع من التزامات تم الاتفاق عليها من خلال الوساطة واستغلال استمرار المفاوضات في تبرير استمرار الحرب لخدمة أغراض سياسية ضيقة".
وجدّد الأنصاري التأكيد على التزام قطر الثابت بدعم الشعب الفلسطيني، حتى نيله كافة حقوقه وفي طليعتها دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة لدولة قطر.
كما نفى المتحدث باسم الخارجية القطرية الأنباء المتداولة بشأن وضع مكتب حماس بالدوحة، قائلاً: "إن التقارير المتعلقة بمكتب حماس في الدوحة غير دقيقة".
وقال إن "الهدف الأساسي من وجود مكتب حماس في قطر هو أن يكون قناة اتصال بين الأطراف المعنية، وقد حققت هذه القناة وقفاً لإطلاق النار في عدة مراحل سابقة، وساهمت في الحفاظ على التهدئة وصولاً إلى تبادل الأسرى والرهائن من النساء والأطفال في نوفمبر العام الماضي".
وشدد على ضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.
وخلال الساعات الماضية تداولت وكالات أنباء عالمية، منها "رويترز" و"فرانس برس"، أنباء عن طلب قطر من حركة "حماس" مغادرة الدوحة، كما أشارت إلى أن "قطر" قررت الانسحاب من الوساطة بين الحركة و"إسرائيل"، وهو ما نفاه مصدر قيادي في الحركة، في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ورغم تواصل جهود وساطة قطر ومصر لعدة أشهر، وتقديم مقترح اتفاق تلو آخر لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة وتبادل الأسرى، فإن تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن بنود تم الاتفاق عليها خلال بعض مراحل الوساطة، ووضعه شروطاً جديدة للقبول بالاتفاق أديا لعرقلة هذه الجهود.
وتشمل شروط نتنياهو "استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة (عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع)".
من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لـ"إسرائيل" من القطاع ووقف تام للحرب للقبول بأي اتفاق.
وتقدر "إسرائيل" وجود 101 أسير بقطاع غزة، بينما أعلنت حركة حماس مقتل عشرات منهم بغارات إسرائيلية عشوائية.
وبدعم أمريكي، ترتكب دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.