شنت إسرائيل الأحد 10 نوفمبر 2024، غارات دامية على قطاع غزة ولبنان، غداة إعلان قطر تعليق وساطتها من أجل وقف إطلاق النار في غزة.
في قطاع غزة، أفاد الدفاع المدني بسقوط "25 شهيدا" بينهم 13 طفلا، وإصابة أكثر من 30 شخصا، جراء ضربة استهدفت منزلا في جباليا بشمال القطاع.
إلى ذلك، قتل خمسة أشخاص على الأقل في غارة طالت منزلا في حي الصبرة بمدينة غزة، بحسب الدفاع المدني الذي أكد تواصل عمليات البحث لأن عددا من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض.
وفي معرض رده على استفسارات وكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنه يتحقق مما حصل.
ويشنّ الجيش منذ السادس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي هجوما جويا وبريا في شمال غزة، وخصوصا في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، قائلا إن الغرض منه منع مقاتلي حماس من إعادة تشكيل صفوفهم.
استهدفت الغارة في جباليا منزلا لعائلة علوش، بحسب ما روى أحد أقاربهم.
وقال عبد الله النجار لوكالة فرانس برس من مكان الغارة "صباحا، وقع عند الساعة السادسة انفجار ضخم جدا. وعندما وصلنا إلى هنا كانت كل الجثث أشلاء (...) نريد أمنا وسلاما".
والسبت، علّقت قطر الوساطة التي كانت تقوم بها من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة والإفراج عن الرهائن، وذلك إلى حين "توافر الجدّية اللازمة" في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، وفق ما أعلنت الخارجية القطرية.
وقادت قطر مع الولايات المتحدة ومصر وساطة بين الدولة العبرية وحماس منذ التوصل إلى هدنة وحيدة في الحرب في غزة في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، استمرت اسبوعا وأتاحت إطلاق رهائن كانوا محتجزين في القطاع مقابل معتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل.
ومذّاك، جرت جولات تفاوض عدّة لم تسفر عن نتيجة.
وأبدى إسرائيليون قلقهم حيال مصير الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، وذلك بعد تعليق الوساطة، خلال تظاهرة مساء السبت في تل أبيب.
وسألت نينا وينكيرت والدة أحد الرهائن "كم دمعة يجب أن تُذرف بعد، وكم من الدماء يجب أن تُراق، قبل أن يفعل أحد ما يجب فعله وأن يُعيد أولادنا إلى الوطن؟ أربعمئة يوم! هل يمكن لأحد أن يتخيّل هذا؟".
- عتبة المجاعة -
اندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تسبّب بمقتل 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية، بما يشمل مَن لقوا حتفهم أو قتِلوا في الأسر.
وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وتردّ إسرائيل مذّاك بقصف مدمّر وعمليات برّية في قطاع غزة ما أسفر عن مقتل 43603 اشخاص، غالبيتهم مدنيون، وفقا لأرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.
ومنذ بدء الحرب، نزح غالبية السكان في قطاع غزة البالغ تعدادهم 2,4 مليون نسمة لمرة واحدة على الأقل.
وقالت أم محمد، وهي نازحة تعيش في خيمة قرب مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح (وسط) بعد غارات إسرائيلية على منطقة قريبة السبت "إلى متى المجازر والشهداء والحروب؟ تعبنا (..) إلى متى؟ أين نذهب؟".
وحذر تقرير أعد بدعم من الأمم المتحدة السبت من أن شبح المجاعة يخيم على مناطق شمال قطاع غزة مع ازدياد القصف والمعارك وتوقف المساعدات الغذائية تقريبا.
وحذرت لجنة مراجعة المجاعة في تقييمها من أنه "ربما تم تجاوز عتبات المجاعة بالفعل أو سيتم ذلك في وقت قريب".
من جهته، شكك الجيش الإسرائيلي في صدقية التقرير.
- 20 قتيلا شمال بيروت -
امتدت الحرب إلى لبنان بعدما فتح حزب الله جبهة ضد إسرائيل في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 دعما لحماس.
ومنذ أواخر أيلول/سبتمبر، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية وبدأت عمليات برية في لبنان، بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود مع حزب الله المدعوم من إيران على خلفية حرب غزة.
تقول إسرائيل إنها تريد القضاء على الحزب في المناطق الحدودية ومنع إطلاق الصواريخ، وتشترط انسحاب مقاتليه إلى شمال نهر الليطاني للسماح بعودة 60 ألف نازح إلى شمال الدول العبرية.
وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي الأحد غارة على منزل في مدينة بعلبك بشرق لبنان، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، من دون أن يسبقها إنذار بالإخلاء.
وفي وقت سابق، اشارت الوكالة الوطنية الى غارة إسرائيلية نادرة شمال بيروت، طاولت تحديدا بلدة علمات ذات الغالبية الشيعية في قضاء جبيل ذي الغالبية المسيحية.
وافادت وزارة الصحة اللبنانية أن حصيلة الغارة الإسرائيلية على بلدة علمات ارتفعت الى 20 قتيلا بينهم أطفال.
وقالت الوزارة في بيان إن "غارة العدو الإسرائيلي على علمات في قضاء جبيل أدت في حصيلة محدثة إلى استشهاد عشرين شخصا من بينهم ثلاثة أطفال وإصابة ستة آخرين بجروح".
وشنت إسرائيل منتصف ليل السبت-الاحد وصباح الاحد سلسلة غارات على قرى وبلدات في جنوب وشرق لبنان، بحسب المصدر نفسه.
وقضى أكثر من 3100 أشخاص وفق وزارة الصحة منذ بدء حزب الله تبادل القصف مع اسرائيل قبل اكثر من عام.