واشنطن- اتسع العجز التجاري الأميركي في سبتمبر/أيلول إلى أعلى مستوى له منذ أوائل عام 2022 مع زيادة الواردات بينما قامت الشركات بتخزين البضائع تحسبا لاضطرابات محتملة مثل إضراب عمال الموانئ، وفقا لبيانات حكومية صدرت يوم الثلاثاء 5نوفمبر2024.
وقالت وزارة التجارة إن العجز التجاري لأكبر اقتصاد في العالم ارتفع بنسبة 19.2 بالمئة إلى 84.4 مليار دولار، مع نمو الواردات بنسبة 3 بالمئة.
وكان التوسع أكبر بكثير من إجماع السوق البالغ 74 مليار دولار والذي توقعه Briefing.com.
وجاء ارتفاع الواردات قبل موسم العطلات في نهاية العام، وربما يكون بسبب قيام الشركات بتخزين البضائع تحسبا لإضراب عمال الموانئ.
وقال ريان سويت من أكسفورد إيكونوميكس لوكالة فرانس برس "من المتوقع أن نرى بعض العائد خلال الشهرين المقبلين".
وأضاف أن "اتساع العجز التجاري لا يشكل سببا للقلق".
ولكن بالنظر إلى المستقبل، لاحظ المحللون أيضًا أن الشركات قد تزيد من وارداتها تحسبًا لنتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
فتحت مراكز الاقتراع في الولايات المتحدة أبوابها في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء في يوم الانتخابات، حيث أدلى الأمريكيون بأصواتهم لصالح الديمقراطية كامالا هاريس أو الجمهوري دونالد ترامب، الذي هدد بفرض رسوم جمركية ضخمة خلال الحملة، وخاصة على السلع من الصين والمكسيك.
وتضمنت مقترحاته أيضًا فرض رسوم على جميع الواردات، وهو السيناريو الذي كانت الشركات تستعد له.
وقال الخبيران الاقتصاديان كارل واينبرج وروبيلا فاروقي من شركة هاي فريكونسي ايكونوميكس في مذكرة "اتسعت الفجوة التجارية مع الصين في سبتمبر".
وأضافوا أن "الارتفاع في الواردات قد يعكس الجهود المبذولة للحصول على السلع من الصين قبل يناير/كانون الثاني، في حال أدى التغيير في الحكومة إلى فرض تعريفات جمركية أعلى ومزيد من القيود على الواردات".
وقال سويت: "من المرجح أن تقوم الشركات بتجهيز البضائع مسبقًا قبل أي رسوم جمركية، وقد يكون هذا التجهيز المسبق موضوعًا رئيسيًا العام المقبل إذا فاز ترامب".
وأضاف أنه على الرغم من أنه من المتوقع أن يستخدم ترامب الرسوم الجمركية بشكل عدواني، فإن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتنفيذها حتى لو فاز بولاية ثانية.
وكان العجز التجاري الأميركي في سبتمبر/أيلول هو الأكبر منذ أبريل/نيسان 2022، بحسب بيانات وزارة التجارة.
بلغت قيمة الواردات 352.3 مليار دولار في سبتمبر/أيلول، بفضل مجالات مثل المنتجات الاستهلاكية وعناصر مثل أجهزة الكمبيوتر وأشباه الموصلات.
وفي الوقت نفسه، بلغت الصادرات 267.9 مليار دولار، أي أقل بنحو 3.2 مليار دولار عن مستواها في أغسطس.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تراجعت فيه صادرات الطائرات المدنية والمستحضرات الصيدلانية.
وفي أغسطس/آب، بلغ العجز التجاري المعدل 70.8 مليار دولار.