متعة لا توصف للقيادة الكلاسيكية : عودة لافتة لزخم محركات الاحتراق الداخلي

الأمة برس
2024-10-31

هيمنة النظام الكهربائي مؤجل مع تركيز بعض المصنعين على الاستمرار في تطوير السيارات التقليدية (موقع الشركة)تراود العديد من شركات تصنيع السيارات فكرة الاستمرار في تطوير المحركات التي تعمل بالوقود رغم تزايد جنوح الكثير منها إلى مركبات تعمل بالبطاريات، وهو ما يعني أن طريق اختفاء السيارات التقليدية لا يزال بعيد المنال على الأقل في السنوات القليلة المقبلة، حسب العرب .

برلين- سادت نغمة في عالم السيارات بأن محركات الاحتراق الداخلي قد انتهت نظرا لقيام العديد من الدول بزيادة الاشتراطات الخاصة بأهداف الحد من انبعاثات الكربون وقيام الشركات باستثمار الأموال في الخبرة الفنية الخاصة بتطوير المحركات الكهربائية.

وكان اختفاء بعض السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري وتغييرها بأخرى تعمل بالبطارية يمثل دليلا على أن هذه الطرز التي ظلت لسنوات تهيمن على الطرقات باتت اليوم تنحني أمام هجمة المركبات الصديقة للبيئة التي يبدو أنها لن تتوقف.

ولكن بعد هدوء ثورة التطوير الكهربائي بدأ الاتحاد الأوروبي في مناقشة تخفيف المتطلبات الخاصة بعام 2035 والمتعلقة بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ما جعل محركات الاحتراق الداخلي تعود إلى الأضواء مجددا.

ويقول بعض الخبراء إن الصورة بدأت تتغير في أقسام تطوير السيارات من خلال إنشاء برامج جديدة لمحركات الاحتراق الداخلي.

وأوضح ألكسندر تيمر، من شركة الاستشارات الإستراتيجية بيريلز في العاصمة الألمانية برلين والتابعة لمجموعة أليكس بارتنرز، قائلا “لقد أدركت الشركات أن التطوير في مجال التنقل الكهربائي سوف يستغرق وقتا أطول مما كان متوقعا أو مأمولا أو مطلوبا”. وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية “ولذلك فإنهم يقومون حاليا بتوسيع نطاق محرك الاحتراق الداخلي في كل مكان وتأجيل التخلص التدريجي منه مع مواصلة تطوير الكثير من المحركات”.

ولا عجب أن تأتي شركات السيارات الفاخرة، مثل فيراري وأستون مارتن، في مقدمة الشركات، التي تواصل تطوير محركات الاحتراق الداخلي.

وعلى الرغم من أن أسعار الشراء ليست لها أهمية كبيرة هنا، إلا أن الزبائن عند استعمال المحركات الكهربائية يفتقدون إلى العاطفة والهيبة، التي تتمتع بها محركات الاحتراق الداخلي، ولذلك قامت الشركة الإيطالية والشركة البريطانية بتطوير محرك في 12 جديد تماما.

وسارت شركة بوغاتي الفرنسية أيضا على نفس الدرب وقامت بتطوير محرك سحب طبيعي في 16 في أيقونتها توربيلون الجديدة.

وعلل مدير الشركة ماتي ريماك سبب الاعتماد على محرك سعة 8.3 لتر وبقوة 1324 كيلوواط/1800 حصان بقوله “لأننا نستطيع القيام بذلك”. وتظهر على صوته علامات الفخر والزهو بهذا الإنجاز.

ولكن المسافة الكبيرة لتطوير السيارات الكهربائية لا تمثل أيّ مشكلة للشركات المنتجة للطرز الفاخرة، ولكنها أجبرت الغالبية العظمى من الشركات على إعادة التفكير في النهج المتبع لديها.

وقامت شركة مرسيدس-بنز المشتهرة بتصنيع نماذج فخمة على غرار منافستها المحلية بي.أم.دبليو، مثلا، بإعادة تطوير محركات البنزين والديزل في الفئتين إي وسي لجعلها متوافقة مع مواصفة العادم يورو 7.

◄ الصورة بدأت تتغير في أقسام تطوير المركبات لمعظم الشركات، وذلك من خلال إنشاء برامج جديدة لمحركات الاحتراق الداخلي

وأشار المدير المالي لفولكسفاغن أرنو أنتليتز في لقاءاته الإعلامية مؤخرا عن توزيع جديد لميزانيات التطوير، حيث تم تخصيص ثلثي مبلغ التطوير البالغ 180 مليار يورو حتى 2028 لصالح تطوير المحركات الكهربائية والرقمنة.

ولكن المجموعة الألمانية تسعى في الوقت نفسه إلى الحفاظ على قدرة السيارات، التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي، على المنافسة، ولذلك سوف تستثمر المبلغ المتبقي والبالغ 60 مليار يورو في تطوير محركات الاحتراق الداخلي. وتعتبر أودي بمثابة صانع رائد في هذا المضمار، حيث قامت الشركة الألمانية بالتوازي مع تطوير المنصة الكهربائية بريميوم بلاتفورم إلكتريك، التي طال انتظارها، بتطوير بنية جديدة لمحركات الاحتراق الداخلي، والتي تحمل اسم “بي.بي.سي”.

وسوف تظهر هذه المحركات لأول مرة في السيارة أي 5 الجديدة، وسوف يشمل ذلك جيلا جديدا تماما من محركات البنزين والديزل.

وأوضحت الشركة الألمانية أن جميع المحركات الجديدة ستأتي بنظام هجين معتدل، وبفضل اعتماد هذا النظام على بادئ دوران قوي للغاية مع بطارية محسنة، فإنه يمكن الاعتماد على الطاقة الكهربائية أثناء السير البطيء أو لقطع مسافات قصيرة، وهو ما يساهم في الحد من استهلاك الوقود بمقدار نصف لتر لكل 100 كيلومتر.

وقدمت الشركات اليابانية مثل تويوتا ومازدا وسوبارو جيلا جديدا من محركات الاحتراق الداخلي رباعية الأسطوانات، والتي تأتي بسعة حجمية 1.5 و2 و2.5 لتر، والتي سيتم استعمالها في جميع سيارات الشركات الثلاث.

وذهبت رينو إلى أبعد من ذلك، حيث قامت الشركة الفرنسية بتدشين مشروع مشترك مع مجموعة جيلي الصينية وأرامكو السعودية تحت اسم “هورس باور ترين”، والذي يهدف إلى تطوير محركات احتراق داخلي مع تزويدها بمكونات هجين أو دونها.

ومن المخطط له إنشاء 17 مصنعا للمحركات الجديدة في ثلاث قارات، وسيتم الاعتماد على هذه المحركات في موديلات العلامات التجارية رينو وداسيا وجيلي أوتو وفولفو ولينك آند كو وبروتون، بالإضافة إلى موديلات سيارات نيسان وميتسوبيشي.

ومن المقرر أن تقوم كل هذه المصانع بتوزيع محركاتها الجديدة في 130 بلدا حول العالم وسوف يصل معدل الإنتاج السنوي إلى 5 مليون محرك.

وفي غمرة كل ذلك تعتمد السيارات الصغيرة والمدمجة حاليا على محركات ثلاثية الأسطوانات في أغلب الأحيان، كما أن الماركات العالمية المتخصصة بالمركبات الفاخرة أصبحت تعتمد بشكل متزايد على المحركات سداسية الأسطوانات.

ويبدو شتيفان بيشينغر، رئيس مركز المحركات بجامعة آر.دبليو.تي.أتش آخن الألمانية، مقتنعا بهذا التوجه، الذي تسلكه شركات السيارات حاليا.

ويرى بيشينغر أنه لا تزال هناك إمكانيات كبيرة لتطوير محركات الاحتراق الداخلي، والتي تؤدي إلى تحسين استهلاك الوقود والحد من الانبعاثات الضارة.

وقال إن “المزيد من عمليات التحسين لطرق الاحتراق الحديثة سوف تسمح بزيادة الكفاءة بدرجة كبيرة، وخاصة مع الاعتماد على الوقود التخليقي مستقبلا”.

وبينما تحقق محركات البنزين الحالية كفاءة تصل إلى 42 في المئة في أحسن الأحوال، فمن المتوقع زيادة هذه الكفاءة إلى 50 في المئة مستقبلا.

وأشار بيشينغر إلى أن أهمية هذه التطورات تظهر عند دمجها مع المحركات الكهربائية أو ما يعرف بالموديلات الهجين.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي