حذّر أطباء مختصون في أمراض وجراحة العيون، من مخاطر سوء استعمال العدسات اللاصقة، التي قد تصل إلى حد الإصابة بالعمى، وذلك خلال مشاركتهم في المؤتمر السابع للجمعية التونسية لأطباء العيون المتخصصين في العدسات اللاصقة وسطح العين بالعاصمة، المنعقد حول موضوع “دور أطباء العيون في تعزيز الاستعمال الآمن للعدسات اللاصقة”، وفقًا ل العرب.
وأكد الأطباء على أن سوء استعمال العدسات اللاصقة من شأنه أن يتسبب في عدة تعكرات صحية خطيرة على مستوى العين على غرار التهاب القرنية والملتحمة الجرثومي، مع إمكانية حصول ثقب على مستوى القرنية، وحدوث التهابات وحساسية خطيرة على مستوى العينين.
ولفت الأستاذ المبرز بقسم العيون بمستشفى شارل نيكول مجدي البوكاري، إلى أن استعمال العدسات اللاصقة الطبية والتجميلية على حد السواء يجب أن يكون تحت إشراف واستشارة طبيب مختص لتوجيه المريض نحو الاختيار الأنسب للعدسات التي تتماشى مع متطلبات كل حالة، وكيفية استخدامها وخزنها بطريقة تراعي شروط حفظ الصحة.
ونبه المختص من أن استعمال العدسات يختلف حسب نوعها والحالة المرضية لكل شخص، مشددا على أن باعة النظّارات الطبية ومختصي التجميل غير مؤهلين لتوجيه زبائنهم نحو الاختيار الأنسب لهذه العدسات، وليست لهم أية دراية إن كانت الحالة الصحية لعيني كل الشخص تسمح له باستعمال العدسات اللاصقة أم لا.
باعة النظّارات الطبية ومختصي التجميل غير مؤهلين لتوجيه زبائنهم نحو الاختيار الأنسب لهذه العدسات
وأوضحت الأستاذة المبرزة في طب وجراحة العيون بمستشفى قوات الأمن الداخلي بالمرسى، بسمة بن عاشور أن طريقة ودورية تنظيف العدسات اللاصقة ومدة استعمالها وإمكانية النوم بها من عدمها تختلف حسب نوعية العدسات اللاصقة المستعملة، ووحده الطبيب المختص قادر على ضبط هذه المعايير، وفق تأكيدها.
وبيّنت أن تسبّبٌ العدسات في تعكّرات صحية خطيرة على مستوى العينين يعود إمّا لاستعمال أيدي غير نظيفة عند لبس العدسات اللاصقة، أو القيام بهذه العملية في فضاءات عالية الرطوبة مثل بيت الاستحمام، أو استعمال الماء المعدني لتنظيف العدسات، أو عدم تجديد الغسول المخصص لتعقيمها بطريقة مستمرة ودورية، أو عدم تعقيم العلبة الخاصة بالعدسات.
من جانبها، ذكرت الرئيسة الشرفية للجمعية التونسية لأطباء العيون المتخصصين في العدسات اللاصقة وسطح العين، الدكتورة نادية كرشان مزاح أن الجمعية كانت حريصة منذ تأسيسها سنة 2015 على إرساء اختصاص العدسات اللاصقة وأمراض سطح العين لأول مرة في تونس من ذلك أنها تقدم دورات تكوينية في هذا الاختصاص التكميلي لفائدة الأطباء المختصين في أمراض وجراحة العيون.
وأضافت أن هذا الاختصاص التكميلي الذي يمتد على سنة واحدة والموجّه حصريا لأطباء أمراض وجراحة العيون، أصبح يدرس منذ 9 سنوات في جامعات الطب بتونس الأمر الذي وفّر عديد الأطباء والخبراء المختصين في هذا المجال.
وأبرزت ضرورة أن يٌقبل جميع الأطباء المختصين في أمراض وجراحة العيون على دراسة هذا الاختصاص لأهميته القصوى في مساعدة المرضى على اختيار شكل وتركيبة العدسات اللاصقة المناسبة لحالتهم المرضية وعلاج عديد الأمراض على غرار القرنية المخروطية وجفاف العين المناعي والأمراض الجرثومية.