لاس فيغاس - قد تكون لاس فيغاس جنة الكارينوهات، لكن ارتفاع كلفة المعيشة فيها يضع سكانها أمام واقع صعب، وقد يكون حاسما حين يدلون بأصواتهم لاختيار الرئيس الأميركي الجديد في تشرين الثاني/نوفمبر.
تقول سالي أوريب، وهي نادلة أربعينية كانت تتقاضى في الماضي مئات الدولارات كل ليلة بالعمل في أحد الكازينوهات، "حين كان ترامب رئيسا، كنت أعمل أربعين ساعة في الأسبوع".
أما الآن، فإن المرأة التي تربي وحدها أولادها الثلاثة مضطرة إلى العمل في ثلاث وظائف لتأمين معيشة عائلتها، وتوضح وهي خارجة من مناوبتها الصباحية "أدفع المزيد من الضرائب، البنزين أغلى، وكذلك المشتريات المنزلية. كل الاسعار سجلت ارتفاعا حادا"، ملقية اللوم في ذلك على الإدارة الديموقراطية.
وعد ترامب بخفض الأسعار وزيادة الأجور، لكن اقتراحا بعينه طرحه المرشح الجمهوري في لاس فيغاس في حزيران/يونيو يثير اهتمام سالي، وهو يقضي بإعفاء الإكراميات من الضرائب.
كذلك وعدت منافسته الديموقراطية كامالا هاريس بأن تفعل الشيء نفسه، في وقت يشتد السباق بينهما في نيفادا، إحدى الولايات الحاسمة التي تعد ستة ناخبين كبارا، ويفوز فيها الديموقراطيون منذ 2008.
ويمثل قطاع الفنادق والترفيه ربع الوظائف في منطقة لاس فيغاس التي يتركز فيها معظم سكان الولاية البالغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة.
وأظهر استطلاع للرأي أجري مؤخرا أن 40% من سكان نيفادا يؤكدون أن الاقتصاد يتصدر مشاغلهم.
وأوضح سبينسر ليندسي الموظف في أحد الفنادق "نعيش حقا من إكرامياتنا"، معتبرا أن اقتراح إعفائها من الضرائب أمر أساسي للفوز بالولاية في الانتخابات الرئاسية.
ويقوم ليندسي العضو في نقابة "كوليناري يونيون" الواسعة النفوذ التي تعد ستين ألف منتسب، بالتنقل من منزل إلى منزل لتشجيع الناس على التصويت لهاريس.
وقال بعد التحدث إلى شاب من مؤيدي ترامب شكا له من كلفة المعيشة، إن أكثر ما يسأل عنه معظم الناخبين هو أسعار "الأدوية والطعام والوقود".
- ناخبون خائب أملهم -
شلّ وباء كوفيد-19 المدينة التي تعتمد حصرا على السياحة واستضافة الفعاليات من أحداث رياضية ومؤتمرات وغيرها، وإن كانت النشاطات استؤنفت منذ ذلك الحين، فإن الأوضاع الاقتصادية لا تزال متردية، إذ تسجل نيفادا أعلى نسبة بطالة في الولايات المتحدة تصل إلى 5,6%، بالمقارنة مع متوسط وطني قدره 4,1%.
قال غاليغو بيريز العاطل عن العمل منذ أربع سنوات "قدمت طلبات عمل في كل مكان، من دون نتيجة"، وهو ينتظر في مرآب متجر للمعدات للحصول على أعمال صغيرة تدر له حوالى ألف دولار في الشهر، وهو مبلغ يكاد لا يمثل نصف متوسط الإيجار في نيفادا.
لا يتوقع بيريز الكثير من نتائج الانتخابات متسائلا "ما الذي ستغيره بالنسبة لنا؟".
وهو ليس وحيدا في هذه الحالة. فبعد تجاوز اللافتة الشهيرة المنصوبة قرب المطار للترحيب بالوافدين إلى لاس فيغاس "الرائعة"، يمكن رؤية نسخة مصغرة عنها يرفعها سام ميتشل على حافة طريق وكتب عليها "مشرد وجائع، أي شيء يمكن أن يساعد".
وقال ميتشل، وهو كهربائي خسر وظيفته قبل أربع سنوات، "يكفي أن تصل متأخرا يوما أو يومين، وهو يمكن أن يحصل لك بسهولة إن كنت تستقل الباص (حتى تخسر وظيفتك) وبعد ذلك ينهار كل شيء".
وأضاف ميتشل "كنت محافظا"، وكان يعتبر دونالد ترامب "رجل أعمال موهوبا".
وتابع "كنت مقتنعا بنظرية أن الحكومة يجب أن تدعنا وشأننا، لكنني أقول لكم اليوم إن هذا انقلب عليّ لأنني بحاجة ماسة إليها الآن".
كذلك تبدي بيانكا غارزيولا قلة اكتراث بنتيجة الانتخابات. في المقابل، تبدي سرورها حيال عائدات متجرها للملابس التي ازدادت مع بيع قمصان تحمل صور وشعارات المرشحين للبيت الأبيض.
قالت "في قطاع بيع القمصان، ترامب هو الفائز في الانتخابات، كل ما يحمل صورته يُباع".