عواصم - ووكالات - مئات المتظاهرين اعتقلتهم الشرطة الأمريكية أمام بورصة نيويورك للأوراق المالية (وول ستريت) مساء الإثنين، وبينهم كبار في السنّ من اليهود وأحفاد الناجين من المحرقة النازية (الهولوكوست)، وسحبت بعضهم من أذرعهم وأرجلهم، حسب ما أكدت «منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام»، في منشور على صفحتها على «تليغرام».
وقالت المنظمة، التي تمثل أكبر شريحة من يهود الولايات المتحدة الأمريكية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي وسياساته، إن هذا السلوك من قبل الشرطة حصل «في هذه اللحظة بالذات، (التي) يقوم الجيش الإسرائيلي بذبح عائلة تلو الأخرى في شمال غزة في حملة إبادة».
وأضافت «يرفض مئات اليهود وأصدقاؤهم مغادرة «وول ستريت»، قائلين إنه لا يمكن أن يكون هناك عمل كالمعتاد بينما تسلح الولايات المتحدة إسرائيل».
وتابع بيان المنظمة «الحكومة الأمريكية وول ستريت تجنيان الأرباح من الإبادة الجماعية. الـ18 مليار دولار غير المسبوقة التي أرسلتها إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن إلى الجيش الإسرائيلي هذا العام لا تبقى هناك فحسب؛ بل يتعين على الحكومة الإسرائيلية إنفاقها على الأسلحة المصنوعة في الولايات المتحدة. اقتصاد الحرب الأمريكي يحقق أرباحاً هائلة من الهجمات العسكرية الإسرائيلية على حياة الفلسطينيين».
وقالت «في 6 تشرين الأول / أكتوبر 2023، كانت قيمة السهم في شركات الأسلحة الرائدة 402 دولار، الآن تجاوزت 600 دولار. شركة «لوكهيد مارتن»، المصنعة لطائرة F-35 التي يستخدمها سلاح الجو الإسرائيلي لقصف العائلات، سجلت عائدًا بنسبة 54% هذا العام. شركة ريثيون، التي تزود الجيش الإسرائيلي بقنابل «باستر المخابئ» المحظورة بموجب القانون الدولي للاستخدام في المناطق المدنية ذات الكثافة السكانية العالية، سجلت عائدًا بنسبة 82.69%».
وتابعت أيضا «لا ينبغي السماح للسياسيين بجني الأرباح من الإبادة الجماعية، لكن على الأقل 50 عضوًا في الكونغرس أو أزواجهم يمتلكون أسهمًا في «ريثيون» أو «لوكهيد مارتن».
ورأت أن «السبب في تسليح الولايات المتحدة ودعمها وتغطيتها لإسرائيل لا علاقة له بسلامة اليهود، وكل ما يتعلق بالمصالح الإمبريالية والمالية الخاصة بها. حكومتنا تضع أرباح شركات الأسلحة ومحتكري الحروب ومصالحها المالية فوق حياة البشر».
وكانت السلطات في نيويورك قد قالت إن الشرطة ألقت القبض على أكثر من 200 متظاهر مؤيد للفلسطينيين بعدما نظموا اعتصاما خارج بورصة نيويورك للأوراق المالية الإثنين للمطالبة بإنهاء الدعم الأمريكي لحرب إسرائيل في غزة.
وردد المتظاهرون، الذين ينتمي العديد منهم إلى جماعات ناشطة مثل (الصوت اليهودي من أجل السلام) هتافي «دعوا غزة تعيش» و»أوقفوا تمويل الإبادة الجماعية» أمام مبنى البورصة الشهير بالقرب من شارع «وول ستريت» في مانهاتن.
بريطانيا
وفي بريطانيا، قدَّم نواب بريطانيون، الثلاثاء، إلى برلمان بلادهم مقترحا يدعو الحكومة إلى فرض عقوبات مختلفة على إسرائيل، بما في ذلك حظر الأسلحة.
وحتى لحظة كتابة هذا التقرير حاز المقترح على دعم 47 نائبا من الأحزاب المختلفة باستثناء «حزب المحافظين».
وقال موقع «ميدل إيست آي» في تقرير إن معظم المؤيدين هم من النواب المستقلين، وأعضاء من «حزب العمال»، وأعضاء من الأحزاب القومية مثل «الحزب الوطني الأسكتلندي» وحزب «بلايد كمري» في ويلز.
ودعم جميع النواب المستقلين الخمسة الذين خاضوا حملات على منصة مؤيدة لغزة الاقتراح، وهم جريمي كوربن، وشوكت آدم، وعدنان حسين، وأيوب خان، وإقبال محمد.
كما دعم الاقتراح نائب من «حزب الديمقراطيين الأحرار»، أندرو جورج، بالإضافة إلى اثنين من نواب حزب الخضر.
ورحَّب المقترح الذي أعده النائب المستقل ريتشارد بورغون، بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 18 سبتمبر/أيلول الماضي والذي يطالب بإنهاء الوجود الإسرائيلي غير القانوني في الأراضي الفلسطينية.
ويدعو القرار الدول إلى التصدي للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وعدم تقديم المساعدات للاحتلال، وعدم شراء المنتجات من الأراضي الفلسطينية التي استولى عليها الإسرائيليون في القدس الشرقية والضفة الغربية.
كما يدعو إلى وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل، واتخاذ إجراءات لمنع التجارة مع إسرائيل، وانتقاد المتورطين في استمرار الاحتلال، وعقوبات أخرى مثل حظر السفر وتجميد الأصول.
وفي مقترحه للبرلمان البريطاني قال بورغون: «يدعو قرار (الجمعية العامة) الحكومة (البريطانية) إلى إنهاء جميع الصادرات العسكرية إلى إسرائيل، وحظر استيراد البضائع من المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية».
وأضاف: «كما يدعو إلى التحرك من أجل دعم قرار الأمم المتحدة ورأي محكمة العدل الدولية وإلغاء خريطة الطريق لعام 2023 التي تعمق العلاقات الاقتصادية والتجارية والأمنية لبريطانيا مع إسرائيل».
.. ونواب أمريكيون غاضبون
وفي سياق متصل أعرب عدد من أعضاء مجلس النواب الأمريكي عن غضبهم من الدعم العسكري الذي تقدمه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل التي تواصل هجماتها وجرائمهما في قطاع غزة، خاصة عقب استهداف خيام للنازحين في ساحة مستشفى «شهداء الأقصى» الإثنين.
ودعا أعضاء في مجلس النواب الأمريكي الإدارة الحالية إلى وقف الدعم العسكري لإسرائيل من خلال منشورات على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
وشددت النائبة الديمقراطية إلهان عمر في منشور لها على منصة إكس، الثلاثاء، على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتهك حقوق الإنسان من خلال «قصف المستشفيات، وحرق الفلسطينيين أحياء، ومنع المساعدات الغذائية عن المنطقة، وقتل عمال الإغاثة».
وأكدت أنه «يجب أن تنتهي هذه الإبادة الجماعية، ويجب على الرئيس بايدن التوقف عن تمكينها وذلك يبدأ بقطع المساعدات العسكرية».
وقالت رشيدة طليب، النائبة الوحيدة من أصل فلسطيني في الكونغرس الأمريكي، في منشور عبر «إكس»، الإثنين، إن «نتنياهو أحرق الفلسطينيين أحياء وقصف المستشفيات وجوّع الناس وقتل عمال الإغاثة»، متسائلة: «متى ستتوقف بلادنا عن تمويل هذا الجنون؟».
كما انتقدت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، الإثنين، إدارة بايدن لتمكينها «الرعب الإسرائيلي في غزة».
وأفادت في منشور على منصة إكس أن «الفظائع في شمال غزة هي نتيجة لحكومة نتنياهو الخارجة عن السيطرة تماما، والمسلحة بالكامل من قبل إدارة بايدن، بينما يتم حجب المساعدات الغذائية وقصف المرضى في المستشفيات».
ووصفت هذا الوضع بأنه «إبادة جماعية ضد الفلسطينيين»، مضيفة: «يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن عدم تمكين هذا الحظر على الأسلحة الآن».