(شهادات) جحيم على الأرض.. إسرائيل حرقت النازحين بخيامهم بمستشفى (الأقصى)

الأناضول - الأمة برس
2024-10-14

إسرائيل حرقت النازحين بخيامهم بمستشفى الأقصى (الأناضول)غزة - مع سكون الليل ودون سابق إنذار، هزت انفجارات قوية مساء الأحد أرجاء "مستشفى شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، لتتلوها ألسنة لهب هائلة جراء قصف نفذته مقاتلة إسرائيلية على خيام للنازحين الفلسطينيين بساحة المستشفى.

النيران المشتعلة أضاءت سماء المستشفى والمنطقة المحيطة في جنح الظلام، وتحولت خيام النازحين إلى كتل نارية التهمت أجساد البشر والخيام ومقتنيات بسيطة للنازحين، مخلفةً مشهدًا مروعًا ووجوهًا شاحبة من هول المشهد.

وعمّ الخوف والهلع في صفوف النازحين والمرضى والطواقم الطبية والصحفيين المتواجدين داخل أسوار المستشفى، والذين هرعوا بسرعة لإخماد النيران وإجلاء المصابين من وسط النيران التي التهمت أجساد نازحين.

ساحة مشتعلة

تحولت باحات المستشفى الذي كان ملجأ للعائلات النازحة من القصف والهجمات الإسرائيلية إلى كومة لهب ودمار، وفق النازح أحمد الخطاب، أحد الناجين من المحرقة.

ويقول الخطاب، لمراسل الأناضول: "كنت أحاول النوم بجانب أطفالي، فجأة حدثت انفجارات متتالية قطعت سكون الليل، ونيران التهمت الخيام بسرعة، ولم نعرف ماذا علينا أن نفعل؟ هل ننقذ ممتلكاتنا ومقتنياتنا أم ننجو بأرواحنا فقط".

ويشير إلى حالة الخوف والهلع الشديد الذي عم أرجاء المكان، بسبب حجم النيران الكبير.

واتسعت رقعة الحريق ممتدا إلى عدد كبير من الخيام، بفعل انفجار أسطوانات الغاز التي تستخدم للطهي داخل الخيام، حيث التهمت النيران في دقائق معدودة كل شيء، وتحولت الخيام إلى أكوام متفحمة.

اجتمع النازحون والطواقم الطبية والصحفيون الذين كانوا يغطون الحدث داخل المستشفى، في حالة من الذعر، صراخ الأطفال والنساء ملأ المكان، بينما حاول البعض الهرب، وآخرون ظلوا يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

يقول المصور الصحفي علي حمد، لمراسل الأناضول: إن المشهد مروع، لم يعد في المكان سوى بقايا الطعام والممتلكات والخيام المحترقة، هذا المكان كان يعج بالنازحين، لكنه الآن أصبح كومة من الرماد".

ويعرب حمد عن قلقه من تكرار عمليات استهداف الجيش الإسرائيلي لخيام النازحين داخل مستشفى "شهداء الأقصى".

محاولات بإمكانات بسيطة

حاول النازحون والصحفيون والطواقم الطبية جاهدين إخماد النيران بوسائل بسيطة متاحة، لكن الحريق كان أكبر من إمكاناتهم المتواضعة.

ومع وصول فرق الإطفاء، استمرت النيران في الاشتعال لبعض الوقت قبل أن تتمكن من السيطرة عليها، لكن الضرر كان قد وقع بالفعل.

ومن بين المشاهد الأكثر تأثيرًا كانت الطفلة مها السرسك، التي شوهدت تبكي بشكل هستيري أمام بوابة الاستقبال والطوارئ في المستشفى، غير قادرة على الحديث بسبب حالتها النفسية.

وتقول مها لمراسل الأناضول بعد أن هدأت: "كنت أرى النيران وهي تقترب، وسمعت أصوات انفجارات، لم أكن أستطيع الحركة".

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة توثق حجم الكارثة، حيث ظهر الناشط صالح الجعفراوي يبكي بحرقة قائلاً: "الرجال والنساء والأطفال يحترقون أمامي، ولم أستطع فعل شيء".

فيما ظهر الناشط هاني أبو رزق في فيديو آخر، وهو يصرخ بجانب النيران: "قصف خيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى، الناس ولعوا!".

بعد أن هدأت ألسنة اللهب، كان المشهد أكثر قسوة، بقايا المقتنيات والمعلبات والأطعمة الخاصة بالنازحين أصبحت رمادا، فيما يحاول النازحون يائسين استخراج أي شيء لكن أغلب الممتلكات احترقت بالكامل.

وزارة الصحة الفلسطينية أدانت بشدة هذا الاستهداف المباشر لخيام النازحين داخل المستشفى، ووصفته بأنه "محرقة جديدة" ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد المدنيين.

وقالت في بيان: "القصف أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة أكثر من 40 آخرين، بينهم حالات خطيرة، معظمهم من الأطفال والنساء".

وناشدت الوزارة المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية بالتدخل العاجل لحماية المدنيين والمنشآت الطبية من هذا القصف المستمر.

واليوم، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: "إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف للمرة السابعة خياما للنازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى في محرقة جديدة".

وأدان المكتب في بيان بأشد العبارات ارتكاب الاحتلال هذه المحرقة الجديدة داخل أسوار "مستشفى شهداء الأقصى".

وحمل البيان "الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن المحرقة والجرائم المُمنهجة بحق المدنيين والنازحين في قطاع غزة".

وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بالضغط على الاحتلال لوقف المحرقة التي تأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين والنازحين في قطاع غزة.

وبدعم أمريكي، خلفت الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ عام، أكثر من 140 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي