رغم دعوات دولية لهدنة.. إسرائيل تتوعد بمواصلة استهداف لبنان حتى "النصر"

أ ف ب-الامة برس
2024-09-26

تصاعد الدخان من موقع تعرض إلى قصف إسرائيلي في منطقة برج الشمالي في جنوب لبنان بتاريخ 25 أيلول/سبتمبر 3034 (أ ف ب)   بيروت- توعدت إسرائيل الخميس 26سبتمبر2024، بمهاجمة حزب الله اللبناني بقوة حتى تحقيق "النصر"، وواصل جيشها شنّ غارات جوية مكثّفة في مناطق لبنانية مختلفة، ردّ عليها الحزب بإطلاق صواريخ نحو مدينة حيفا، على رغم مقترح دولي لهدنة مدتها 21 يوما.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس تنفيذ ضربات جديدة ضد أهداف للحزب، وذلك بعد ساعات من تأكيده أنه ضرب خلال الليل "حوالى 75 هدفا" للحزب المدعوم من طهران "في منطقة البقاع (شرق عند الحدود مع سوريا) وفي جنوب لبنان، بما في ذلك منشآت لتخزين الأسلحة، وقاذفات جاهزة لإطلاق النار"، إضافة لاستهداف عناصر وبنى تحتية أخرى.

وأفاد بأنه استهدف الخميس بنى تحتية عند الحدود اللبنانية السورية يستخدمها الحزب "لنقل وسائل قتالية.

في المقابل، أعلن الجيش أنه رصد إطلاق 45 صاروخا من لبنان تمكن من "اعتراض بعضها بينما سقطت البقية في مناطق مفتوحة".

وأعلن حزب الله أنه قصف مجمعات صناعات عسكرية تابعة لشركة رفائيل شمال مدينة حيفا "بصليات من الصواريخ".

وأتت هذه التطورات الميدانية إثر دعوة دول عدّة بينها الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما بين إسرائيل وحزب الله، بعد أن أثار التصعيد الأخير مخاوف من حرب شاملة في الشرق الأوسط.

ومنذ الاثنين، خلفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 600 قتيل في لبنان بينهم العديد من المدنيين.

شهدت مناطق عدة في لبنان تعتبر معاقل لحزب الله "أعنف" ليلة من القصف، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.

وأفادت وزارة الصحة اللبنانية الخميس بسقوط تسعة قتلى في يونين (شرق) بالبقاع قرب بعلبك.

وقالت فادية رفيق ياغي (70 سنة) وهي مالكة متجر في مدينة بعلبك، "أمضينا ليلة لا توصف، من أقسى الليالي التي مرت علينا. يخال المرء أن ثمة لحظة واحدة بين الحياة والموت".

وأضافت "لا أعرف كيف أصف الرعب الذي عشناه. ثمة ما يمر فوق رأسك ولا تعرف إذا كان سيسقط عليك أم لا".

ورغم أنها لم تصب بأذى، إلا أنها أعربت عن حزنها لوجود "أشخاص تحت الركام" حتى اللحظة مع استمرار أعمال رفع الأنقاض في بلدات عدة إثر الغارات الإسرائيلية.

أدى القصف الإسرائيلي إلى نزوح أكثر من 90 ألف شخص في لبنان بحسب الأمم المتحدة، توجهوا خصوصا إلى بيروت ومناطق في شمال البلاد وسوريا المجاورة.

وقال مصدران أمنيان سوريان لفرانس برس الخميس إن أكثر من 22 ألف شخص، الجزء الأكبر منهم سوريون، عبروا الحدود من لبنان منذ مطلع الأسبوع على وقع الغارات الإسرائيلية الكثيفة.

- "حتى النصر" -

في ظل التصعيد الذي يهدد بإغراق الشرق الأوسط في الحرب، دعت الولايات المتحدة وفرنسا في بيان وقعت عليه  أيضا اليابان وقطر والسعودية والإمارات، إلى "وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية لإفساح المجال أمام الدبلوماسية".

وقال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في النص الصادر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، "حان الوقت لإبرام تسوية دبلوماسية تضمن الأمن وتمكّن المدنيّين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان".

ورحّبت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت بالدعوة، معتبرة أنها تسمح "بمساحة للدبلوماسية للنجاح". وعوّلت على "دعم واضح من الجميع لاغتنام هذه الفرصة".

لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال الخميس إن الأخير "لم يستجب حتى الآن" للمقترح، مؤكدا أنه أمر الجيش "بمواصلة الضرب بكل قوة".

وعكس وزير الخارجية يسرائيل كاتس موقفا مماثلا. وقال عبر منصة إكس "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال. سنواصل القتال ضد منظمة حزب الله الإرهابية بكل قوتنا حتى النصر والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم".

كما رفض وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش وقف النار، قائلا إن الهدف يظل "سحق" حزب الله.

أعلنت إسرائيل التي تخوض حربا مع حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة منذ قرابة عام، في منتصف أيلول/سبتمبر أنها تنقل "مركز ثقل" عملياتها شمالا نحو الحدود اللبنانية، للسماح بعودة عشرات الآلاف من النازحين إلى المنطقة التي يهاجمها حزب الله بشكل يومي منذ بدء النزاع في غزة.

وتزايدت كثافة القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود منذ تفجيرات دامية لأجهزة اتصال كان يستعملها عناصره في 17 و18 أيلول/سبتمبر، في عملية خلفت 39 قتيلا وحوالى 3000 مصاب، وحمّل الحزب إسرائيل مسؤولياتها.

وتلت التفجيرات غارة إسرائيلية في 20 من الشهر الجاري على ضاحية بيروت الجنوبية أدت إلى مقتل 16 عنصرا من حزب الله من بينهم قائد قوة الرضوان النخبوية إبراهيم عقيل.

ويؤكّد حزب الله أنه سيواصل مهاجمة إسرائيل حتى ينتهي "العدوان على غزة" حيث اندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق لحماس على جنوب الدولة العبرية.

أكّدت قطر، وهي إحدى دول الوساطة لوقف الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، عدم وجود رابط مباشر بين هذه المباحثات وتلك الهادفة لوقف التصعيد بين الدولة العبرية وحزب الله اللبناني.

وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحافي في الدوحة الخميس "لست على علم بوجود صلة مباشرة، لكن من الواضح أن الوساطتين متداخلتان بشكل كبير عندما تتحدث عن نفس الأطراف التي تشارك، في الغالب في هذا" المسار الدبلوماسي.

- "أكثر من ألفي هدف" -

دعا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي الأربعاء جنوده الاستعداد لهجوم بري محتمل في لبنان، ما أعاد ذكريات الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله عام 2006.

وقال لقواته خلال تدريب على الحدود  "نحن نهاجم طوال اليوم. الهدف هو التحضير لدخولكم المحتمل وأيضا مواصلة ضرب حزب الله".

من جهته، حذّر الرئيس الأميركي الذي تعد بلاده الحليف الرئيسي لإسرائيل، مجددا من خطر اندلاع "حرب شاملة" في الشرق الأوسط، رغم عدم ترجيح البنتاغون وقوع هجوم بري "وشيك".

وكان الجيش الإسرائيلي أفاد الأربعاء بأنه قصف "أكثر من ألفي هدف" لحزب لله على مدى الأيام الثلاثة الماضية، بينها 60 موقعا استخباراتيا للحزب.

كما قالت الحكومة الإسرائيلية إنه تم إطلاق 9360 صاروخا وقذيفة على إسرائيل خلال عام تقريبا.

وفتح حزب الله "جبهة إسناد" لغزة وحماس على الجبهة الشمالية لإسرائيل في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، وذلك غداة اندلاع الحرب بين الحركة الفلسطينية والدولة العبرية.

واندلعت الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل الذي أدى إلى مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاء لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل الرهائن الذين ماتوا أو قتلوا أثناء احتجازهم في غزة.

ومن بين 251 شخصا خطفوا، ما زال 97 شخصا محتجزين في غزة، من بينهم 33 أعلن الجيش مقتلهم.

على الأثر، توعدت إسرائيل بتدمير حماس التي سيطرت على قطاع غزة في 2007، ونفذ جيشها هجوما مدمرا على غزة تسبب بكارثة إنسانية وخلف 41495 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وفق آخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة لحماس الأربعاء.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي