استعداداً لاعادة السيطرة.. روسيا تخلي قرى حدودية في منطقة كورسك

موسكو- قال حاكم منطقة كورسك، الاثنين 16سبتمبر2024، إن روسيا أمرت بإخلاء القرى القريبة من الحدود الأوكرانية في المنطقة، في الوقت الذي كثفت فيه موسكو جهودها لاستعادة السيطرة على الأراضي التي استولت عليها في توغل كييف.

ولم يتضح بعد سبب إجلاء القوات الأوكرانية من الحدود، لكنه جاء بعد أيام من بدء موسكو ما بدا أنه هجوم مضاد كبير يهدف إلى إخراج أوكرانيا من المنطقة الحدودية.

وقال حاكم منطقة كورسك أليكسي سميرنوف على تليجرام إن السلطات قررت إصدار أمر "بالإخلاء الإلزامي للتجمعات السكنية في منطقتي ريلسكي وخوموتوفسكي الواقعتين ضمن منطقة بطول 15 كيلومترا (تسعة أميال) بجوار الحدود مع أوكرانيا".

توجد عشرات القرى والبلدات ضمن دائرة نصف قطرها 15 كيلومترًا.

وحثت الإدارة الإقليمية الفارين على أخذ أمتعتهم معهم و"الاعتناء بالحيوانات الأليفة" وسط تقارير تفيد بأن السكان في عمليات الإجلاء السابقة تركوا حيواناتهم خلفهم.

وقد فرّ أكثر من 150 ألف شخص في المنطقة من منازلهم منذ أن شنت أوكرانيا هجومها في السادس من أغسطس/آب، حيث تقدمت عبر عشرات الكيلومترات من الأراضي الروسية واستولت على عشرات المستوطنات.

وقد فاجأ الهجوم - الذي بدأ بعد أكثر من عامين من شن روسيا هجوما عسكريا شاملا على أوكرانيا - الكرملين ولم يتوقف إلا بعد أن أرسلت موسكو تعزيزات إلى المنطقة.

وقال الجيش الروسي يوم الاثنين إنه استعاد السيطرة على "قريتي أوسبينوفكا وبوركي" خلال عمليات الهجوم المضاد، بعد أربعة أيام من إعلانه استعادته عشر قرى أخرى.

- "استفزاز محض" -

كانت أوكرانيا تأمل أن يؤدي توغلها عبر الحدود في منطقة كورسك إلى إبطاء تقدم روسيا في الشرق، حيث حققت موسكو سلسلة من المكاسب في الأسابيع الأخيرة.

لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اعترف يوم الجمعة بأنه في حين تباطأت موسكو إلى حد ما، فإن الوضع على الجبهة الشرقية "صعب للغاية".

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في وقت سابق من هذا الشهر إن هدف جيشه المتمثل في الاستيلاء على منطقة دونباس - التي تضم منطقتي لوغانسك ودونيتسك في شرق أوكرانيا - يمثل أولوية.

ويأتي الإعلان الروسي في الوقت الذي حثت فيه كييف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر على زيارة الأجزاء التي تسيطر عليها في منطقة كورسك.

تسعى أوكرانيا إلى تصوير جيشها في ضوء مختلف عن القوات الروسية التي تحتل حاليا حوالي 20 في المائة من أراضيها.

وقال وزير خارجية كييف أندريه سيبيغا على وسائل التواصل الاجتماعي: "لقد وجهت وزارة الخارجية الأوكرانية بدعوة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر رسميًا للانضمام إلى الجهود الإنسانية في منطقة كورسك".

وأضاف أن "أوكرانيا مستعدة لتسهيل عملهم وإثبات التزامها بالقانون الإنساني الدولي".

ورفضت روسيا، التي تستضيف حاليا رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش، الاقتراح الأوكراني.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "هذا استفزاز محض. ونحن نتوقع تقييما رصينا لمثل هذه التصريحات الاستفزازية".