
القدس المحتلة- قتل 18 فلسطينياًعلى الأقل في ضربات إسرائيلية في غزة ليل الأحد وصباح الإثنين، وفق ما أعلن الدفاع المدني في القطاع الفلسطيني، في وقت أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قدرتها على مواصلة القتال على رغم الخسائر.
ودخلت الحرب الأطول في تاريخ الصراع شهرها الثاني عشر، وتتواصل من دون أفق لحلّ يوقف القصف والمعارك في القطاع المحاصر والمدمّر، ويهدئ المخاوف من تحوّلها نزاعا إقليميا.
وغداة سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران في وسط إسرائيل، حذّر وزير الدفاع في الدولة العبرية يوآف غالانت من أن الوقت "ينفد" أمام التوصل إلى اتفاق لوقف التبادل اليومي للقصف عبر الحدود مع حزب الله اللبناني، الحليف بدوره لطهران.
وتسبّبت الحرب التي اندلعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم لحماس على جنوب إسرائيل، بدمار هائل في القطاع المحاصر وأوضاع كارثية لسكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 18 شخصا على الأقل خلال الساعات الماضية، بينهم عشرة في غارة على منزل وسط القطاع.
وأكد مصدر طبي في مستشفى العودة "ارتفاع عدد الشهداء إلى عشرة وإصابة 15 آخرين ... في استهداف صاروخي لمنزل عائلة القصاص في مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة".
من جانبه، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل عدد القتلى، مشيرا إلى أن الغارة وقعت صباح الإثنين.
وأظهر فيديو لوكالة فرانس برس عددا من الأشخاص يرفعون بأيديهم الحجارة المبعثرة في مبنى آخر مدمّر بالكامل يقع في زقاق ضيق بمخيم النصيرات، يحثا عن ضحايا. وعمل آخرون على إزالة الركام وأثاث من مبنى متضرر مجاور.
وفي مستشفى العودة، أدى العشرات الصلاة على الضحايا الذين لفّ بعضهم بأكفان بيضاء غطتها الدماء، قبل أن يحملوهم على الأكف لمواراتهم الثرى.
وقال راشد القصاص الذي طالت الغارة منزله، لفرانس برس "استهدفوا بيتي ونحن نائمون بدون سابق انذار، واستشهد عدد كبير من أبناء أسرتي في البيت وأحفادي الصغار".
ووجّه رسالة "الى العالم، بأن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو وحكومته حكومة قتلة مجرمين... سنستمر في المقاومة حتى دحر هذا الاحتلال".
- قصف "تسبّب بزلزال" -
الى ذلك، قتل ستة أشخاص في غارة جوية ليلا طالت منزلا يعود الى عائلة بصل في حي الزيتون بمدينة غزة (شمال)، وفق ما أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني.
وأظهر فيديو لفرانس برس عشرات الأشخاص يعملون على رفع الانقاض والبحث عن الضحايا، مستخدمين مصابيح صغيرة في ظل الظلام الدامس وانقطاع الكهرباء.
وقال شاهد العيان محمود أبو فول لفرانس برس "كنا جالسين في دورنا (بيوتنا) وسقط برميل (متفجر) على المنطقة، فهزّ المنطقة وتسبب بزلزال".
كذلك، قُتل شخصان وأصيب عدد آخر "في قصف صاروخي إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة أبو شعر" شمال مدينة رفح بجنوب القطاع، بحسب ما أفاد الدفاع المدني.
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل وتسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وردّت إسرائيل بحملة قصف وهجوم بري على غزة، مما أسفر عن سقوط 41226 قتيلا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.
ويتواصل القصف الإسرائيلي بلا هوادة من دون أفق لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ويواجه نتانياهو ضغوطا خارجية وداخلية لا سيما من عائلات الرهائن، لإبرام اتفاق مع حماس يعيدهم الى ديارهم.
وعلى رغم بذل الولايات المتحدة وقطر ومصر جهود وساطة منذ أشهر، لا تزال مواقف طرفي النزاع متباعدة حول نقاط عدة، أبرزها إصرار نتانياهو على إبقاء قوات إسرائيلية عند الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر المعروف بـ"محور فيلادلفيا". في المقابل، تطالب حماس بانسحاب إسرائيلي كامل.
ورأى القيادي في حماس أسامة حمدان في مقابلة مع فرانس برس الأحد، أن الولايات المتحدة، الداعم الأبرز لإسرائيل، "لا تمارس الضغط الكافي" لإجبار نتانياهو على تقديم تنازلات من شأنها أن تتيح التوصل الى اتفاق.
وأكد حمدان في المقابلة التي أجريت في اسطنبول، أنّ "قدرة المقاومة على الاستمرار عالية وستتواصل"، مضيفا "هناك شهداء وهناك تضحيات... لكن بالمقابل حصل تراكم في الخبرات وحصل تجنيد لأجيال جديدة في المقاومة".
ونوّه حمدان بإطلاق الحوثيين الأحد، صاروخا بالستيا سقط في وسط إسرائيل، في حين توعّد نتانياهو بجعل المتمرّدين اليمنيين يدفعون "ثمنا باهظا" لذلك.
- مبعوث بايدن يزور إسرائيل -
منذ بدء الحرب في غزة، تصاعد التوتر بين إسرائيل وحلفائها من جهة، وإيران وتنظيمات إقليمية حليفة لها أبرزها حزب الله اللبناني.
وحذّرت إسرائيل مرارا من أن الوضع على جبهتها الشمالية مع لبنان لا يمكن أن يستمر على حاله، وأنها ستعمل على تغييره بالدبلوماسية أو القوة.
وأبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت نظيره الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي بأن "احتمال التوصل إلى إطار متفق عليه في الجبهة الشمالية ينفد مع استمرار ارتباط حزب الله بحماس"، وفق وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وأكد "التزام إسرائيل بإزالة وجود حزب الله في جنوب لبنان والسماح بعودة آمنة لسكان شمال إسرائيل إلى منازلهم".
وقتل خلال هذه الفترة 623 شخصا على الأقل في لبنان وفق تعداد لوكالة فرانس برس، بينما قُتل 50 شخصا على الجانب الإسرائيلي وفق الجيش.
وأدت هذه المواجهات إلى نزوح عشرات الآلاف من اللبنانيين والإسرائيليين.
وحذّر نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في خطاب ألقاه في بيروت السبت من أنه "إذا شنَّت إسرائيل الحرب فسنواجهها بالحرب وستكون الخسائر ضخمة بالنسبة إلينا وإليهم أيضا".
وتشدد واشنطن على ضرورة تجنّب الحرب بين الطرفين. وزار أموس هوكستين، مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن، لبنان وإسرائيل مرارا لهذا الغرض.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن هوكستين وصل الإثنين الى إسرائيل في محاولة جديدة لتجنّب تصعيد إضافي.