بعد ترك منزل الأهل: تأثيرات سلبية وإيجابية.. كيف تكون الصحة النفسية للعروس؟

الأمة برس
2024-09-16

نفسية العروس بعد ترك بيت الأهل (سيدتي)عفت شهاب الدين- تعدّ فترة الزواج والانتقال إلى حياة جديدة من أهم المراحل التي تمرّ بها العروس. هذه المرحلة تحمل في طيّاتها العديد من التحدّيات والفرص، بما في ذلك ترك منزل الطفولة حيث نشأت، وانتقالها إلى بيئة جديدة تتطلب منها التكيّف مع دور جديد وشخصيات مختلفة. كثيراً ما تكون هذه المرحلة محمّلة بمشاعر متباينة، قد تؤثر سلباً أو إيجاباً على الصحة النفسية للعروس. في هذا المقال، سنستعرض التأثيرات النفسية المحتملة للعروس بعد ترك منزل الطفولة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، والأسباب التي تقف وراء هذه التأثيرات مع الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي والبرمجة اللغوية العصبية والعلاج الإيحائي والعلاج بخط الزمن أزنيف بولاطيان وفقًا لـ"سيّدتي":
التأثيرات النفسية السلبية
الشعور بالحنين إلى الماضي: يعدّ ترك منزل الطفولة مرحلة مفصلية في حياة العروس. قد تشعر بالحنين إلى حياتها السابقة، حيث كانت محاطة بالعائلة والأمان العاطفي. هذه المشاعر يمكن أن تكون ثقيلة على العروس الجديدة، وخاصة إذا كانت متعلقة بشدّة بوالديها أو إخوتها. الحنين المستمر قد يؤدي إلى شعور بالحزن والانعزال في بداية الحياة الزوجية.
القلق من التغيير: الحياة الزوجية تحمل الكثير من التغيّرات المفاجئة للعروس، مثل تحمل المسؤوليات الجديدة والتكيّف مع الشريك. قد يشعر بعض العرائس بالقلق بشأن القدرة على التكيّف مع هذه التغييرات. هذا القلق يمكن أن يسبب ضغطًا نفسيًا ويؤثر على الصحة النفسية، خاصة إذا كانت العروس معتادة على روتين حياة ثابت ومستقر في منزل والديها.
الاختصاصية أزنيف بولاطيان (سيدتي)الشعور بفقدان الحرية: العيش في منزل الطفولة يوفر للعروس دعمًا عاطفيًا وشعورًا بالأمان. بعد الانتقال إلى منزل الزوجية، قد تشعر بفقدان جزء من حريتها واستقلاليتها، حيث أن الحياة الزوجية تتطلب اتخاذ قرارات مشتركة مع الشريك وتحمّل المسؤوليات المنزلية. هذا الشعور قد يولد بعض الضيق وعدم التكيّف.
الضغط المجتمعي والتوقّعات: في بعض الثقافات، تواجه العروس ضغوطاً مجتمعية كبيرة لتكون "الزوجة المثالية" أو "سيدة المنزل الناجحة". هذه التوقّعات العالية قد تسبّب للعروس شعورًا بالتوتر والضغط النفسي، خصوصًا إذا كانت غير قادرة على تلبية هذه التوقعات بشكل فوري.
الخوف من فقدان الدعم العائلي: العروس التي كانت تعتمد على دعم والديها أو أفراد العائلة في اتخاذ القرارات أو في الأمور الحياتية اليومية قد تجد نفسها في حالة من الخوف والقلق بعد الانتقال إلى الحياة الزوجية. قد تشعر بأنها أصبحت وحدها في مواجهة التحديات والمسؤوليات الجديدة.
التأثيرات النفسية الإيجابية
الشعور بالاستقلالية والنضوج: ترك منزل الطفولة يمكن أن يكون فرصة للعروس لاكتساب الاستقلالية والشعور بالنضوج. الحياة الزوجية تقدم للعروس فرصة لاتخاذ قرارات مستقلة وتنظيم حياتها وفقًا لرغباتها. هذه التجربة قد تعزز من شعورها بالثقة بالنفس وتطور شخصيتها.
بناء حياة جديدة مليئة بالأمل: الزواج هو بداية مرحلة جديدة ومليئة بالتوقعات الإيجابية. الانتقال إلى بيت جديد مع الشريك يمنح العروس فرصة لبناء حياة جديدة مليئة بالأمل والطموحات. هذا الشعور بالتفاؤل يمكن أن يكون محفزًا لنموها الشخصي والعاطفي.
التخلص من بعض القيود العائلية: بالنسبة لبعض العرائس، قد يكون ترك منزل الطفولة فرصة للتخلص من القيود التي كانت تفرضها العائلة. الحياة الزوجية قد تقدم للعروس مساحة أكبر للتعبير عن نفسها وتجربة أشياء جديدة بدون القيود التي كانت تواجهها في بيت العائلة.
تكوين روابط جديدة مع الشريك: العلاقة الزوجية تمنح العروس فرصة لتكوين روابط عاطفية جديدة مع شريك حياتها. هذه الروابط قد تكون داعمة ومساندة لها في مواجهة التحديات التي قد تواجهها بعد الانتقال من منزل الطفولة. الدعم العاطفي الذي تقدمه العلاقة الزوجية يمكن أن يساهم في تعزيز صحتها النفسية.
فرصة للتطور الشخصي: الزواج يوفر للعروس فرصة لتطوير شخصيتها ومهاراتها في إدارة الحياة اليومية. تحمل المسؤوليات الجديدة، مثل تنظيم المنزل والتعامل مع التحديات اليومية، يمكن أن يكون حافزًا للعروس لاكتساب مهارات جديدة والاعتماد على نفسها بشكل أكبر.
العوامل التي تؤثر في الصحة النفسية للعروس بعد ترك منزل عائلتها
العلاقة مع العائلة: مدى قوة العلاقة بين العروس وعائلتها يمكن أن يكون له تأثير كبير على حالتها النفسية بعد ترك المنزل. إذا كانت العلاقة متينة وداعمة، قد تشعر العروس بالحزن والحنين. أما إذا كانت العلاقة مشحونة أو غير مستقرة، قد تشعر العروس بالراحة بعد الابتعاد.
الاستعداد النفسي للزواج: العروس التي تكون قد استعدّت نفسيًا لهذه المرحلة من حياتها، قد تكون أكثر قدرة على التكيّف مع التغييرات. العرائس اللواتي دخلن في الزواج عن قناعة واستعداد نفسي غالبًا ما تكون لديهن قدرة أكبر على التكيف مع الحياة الجديدة.
دعم الشريك: وجود شريك داعم ومتفهم يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تحسين الحالة النفسية للعروس بعد ترك منزل الطفولة. الشريك الذي يقدم الدعم العاطفي والتفهم يمكن أن يساهم في تخفيف الشعور بالوحدة والقلق.
وجود شبكة دعم اجتماعي: العروس التي لديها أصدقاء أو أقارب يدعمونها في هذه المرحلة الانتقالية قد تكون أكثر قدرة على التأقلم مع التغيرات. وجود شبكة دعم قوية يمكن أن يساعد العروس في التعامل مع المشاعر السلبية ويمنحها شعورًا بالانتماء.
القدرة على التكيف مع التغيير: القدرة على التكيف مع التغيير تلعب دورًا كبيرًا في كيفية تأثير هذه المرحلة على الصحة النفسية للعروس. العروس التي تتمتع بمرونة نفسية وقدرة على التكيف قد تجد الانتقال إلى الحياة الزوجية تجربة مثمرة وإيجابية.
نصائح لتحسين صحة العروس النفسية للعروس بعد الزواج
التواصل المفتوح مع الشريك: من المهم أن تحافظ العروس على تواصل مفتوح وصريح مع شريك حياتها. هذا سيساعدها على التعبير عن مشاعرها والبحث عن الدعم العاطفي عند الحاجة.
الحفاظ على الروابط العائلية: حتى بعد مغادرة منزل الطفولة، يمكن للعروس الحفاظ على روابط قوية مع عائلتها. الزيارات المنتظمة لمنزل الأهل والتواصل المستمر يمكن أن يساعد في تخفيف الشعور بالحنين ويمنح العروس الشعور بالدعم.
الاستمرار في تطوير الذات: العروس يمكن أن تستغل هذه المرحلة لتطوير نفسها على المستويين الشخصي والمهني. اكتساب مهارات جديدة أو متابعة تعليمها يمكن أن يمنحها شعورًا بالإنجاز والثقة بالنفس.

اقرأ أيضًا: كيف تتعاملين مع القلق الاجتماعي الذي يرافقك يوم زفافك؟

طلب المساعدة النفسية إذا لزم الأمر: إذا كانت العروس تواجه صعوبة كبيرة في التكيّف مع هذه المرحلة، قد يكون من المفيد طلب المساعدة من مختص نفسي. العلاج النفسي يمكن أن يساعد في تخفيف الضغط النفسي وتعزيز التكيف مع التغيرات.
الخلاصة
ترك منزل الطفولة والانتقال إلى حياة جديدة مع الشريك يمكن أن يكون له تأثيرات متباينة على الصحة النفسية للعروس. قد تواجه مشاعر الحنين والحزن، وفي الوقت نفسه، قد تكون هذه المرحلة فرصة للنمو والتطور الشخصي. المفتاح هو الاستعداد النفسي والتواصل المستمر مع الشريك والعائلة، بالإضافة إلى استغلال الفرص الجديدة للنمو العاطفي والمهني.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي