غارات جوية قاتلة تضرب مدن حدودية روسية وأوكرانية  

كييف- أدت غارات جوية على مدن حدودية روسية وأوكرانية إلى مقتل ما لا يقل عن 12 شخصا، الجمعة 30 أغسطس 2024، في قصف جاء في الوقت الذي أقالت فيه كييف قائد قواتها الجوية في تعديل عسكري كبير.

كما زعم الجانبان أنهما حققا تقدما في ساحة المعركة ــ موسكو في شرق أوكرانيا وكييف في هجومها المفاجئ على منطقة كورسك في غرب روسيا ــ مع عدم ظهور أي علامة على تراجع القتال، بعد عامين ونصف العام من الغزو الروسي.

قال وزير الداخلية الأوكراني إن غارة جوية روسية على مدينة خاركوف بشمال شرق البلاد بعد ظهر الجمعة أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص بينهم فتاة تبلغ من العمر 14 عاما.

ولا يزال عمال الطوارئ ينتشلون الجثث من تحت الأنقاض حتى وقت متأخر من مساء الجمعة. وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي الطوابق العليا من مبنى سكني متعدد الطوابق وقد تمزقت وشب حريق بعد الضربة.

وقالت خدمات الطوارئ إن 77 شخصا على الأقل أصيبوا، بينهم 18 طفلا.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدول الغربية الداعمة لكييف إلى زيادة دعمها بعد الهجوم الذي قال مسؤولون إنه تم باستخدام قنبلة طائرة.

وقال زيلينسكي في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "نحن بحاجة إلى قرارات قوية من شركائنا لوقف هذا الإرهاب".

وأضاف "نحن بحاجة إلى قدرات بعيدة المدى"، في إشارة إلى نداءات كييف لحلفائها برفع القيود المفروضة على استخدام الصواريخ التي يوفرها الغرب داخل الأراضي الروسية وتسليم المزيد من الأسلحة طويلة المدى.

وأضاف "نحن بحاجة إلى تنفيذ اتفاقيات الدفاع الجوي لأوكرانيا. الأمر يتعلق بإنقاذ الأرواح".

- ضرب بيلغورود -

وعلى الجانب الآخر من الحدود على بعد 60 كيلومترا (37 ميلا) إلى الشمال، قالت روسيا إن أوكرانيا أطلقت ذخائر عنقودية على مدينة بيلغورود وضواحيها، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 37 مدنيا، بينهم ستة أطفال على الأقل.

وقال حاكم المنطقة فياتشيسلاف جلادكوف في منشور على تيليجرام: "توفي امرأة وأربعة رجال متأثرين بجراحهم على الفور قبل وصول سيارة الإسعاف".

ونشر مقطع فيديو يظهر اندلاع حريق في منزل بعد إحدى الضربات. ونشرت وكالة تاس الإعلامية الحكومية صورًا لطريق في مدينة بيلغورود مغطى بالحطام المتناثر والمعادن الملتوية.

لقد تعرضت مدينتا بيلغورود وخاركوف لغارات جوية متكررة طوال فترة الحرب.

وفي مايو/أيار الماضي، شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن هجوما جديدا على منطقة خاركوف، قال إنه يهدف إلى دفع القوات الأوكرانية إلى التراجع وإنشاء "منطقة أمنية" للمستوطنات الحدودية الروسية.

وزعمت القوات الروسية الجمعة أيضا أنها سيطرت على ثلاث قرى أخرى في شرق أوكرانيا -- واحدة منها في منطقة خاركيف -- في إطار ضغوطها على القوات الأوكرانية التي تواجه نقصا في القوى العاملة والذخيرة.

وزعمت أوكرانيا أيضا الجمعة أنها أحرزت تقدما في منطقة كورسك الغربية الروسية، حيث تشن هجوما بريا مفاجئا، مدعية أنها سيطرت على 100 مستوطنة وأكثر من 1200 كيلومتر مربع من الأراضي منذ السادس من أغسطس/آب.

- تم طرد القائد -

أقال زيلينسكي، الجمعة، قائد القوات الجوية في البلاد، بعد يوم من إعلان كييف أن طائرة مقاتلة أميركية الصنع من طراز إف-16 تحطمت في قتال، مما أدى إلى مقتل الطيار.

وقال زيلينسكي في رسالة بالفيديو إنه "قرر استبدال قائد القوات الجوية" لتعزيز القيادة العسكرية لأوكرانيا.

ونشر مكتبه في وقت سابق مرسوما رئاسيا يقضي بإزالة ميكولا أوليششوك رسميا من منصبه.

وكان تحطم الطائرة إف-16 بمثابة انتكاسة كبيرة بالنسبة لكييف، التي مارست ضغوطا على الغرب لإرسال الطائرة المقاتلة المتقدمة لعدة أشهر.

وقالت القوات المسلحة إن الطائرة والطيار تحطما أثناء مهمة قتالية في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد إسقاط صواريخ روسية قادمة.

ولم يقدم زيلينسكي مزيدا من التفاصيل حول سبب قراره استبدال قائد القوات الجوية، وقال فقط إن فريق قيادته "يحتاج إلى أن يصبح أقوى".

تولى الفريق أول أناتولي كريفونوجكو، الذي يقود عمليات القوات الجوية في الجزء الأوسط من أوكرانيا، دور القائد العام مؤقتًا.

كما وجهت كييف يوم الجمعة نداء إلى منغوليا لاعتقال بوتن عندما يزور البلاد الأسبوع المقبل.

وهذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها الزعيم الروسي إلى دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية منذ أن أصدرت المحكمة في لاهاي مذكرة اعتقال بحقه العام الماضي بتهمة ترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا.

من الناحية الفنية، فإن منغوليا ملزمة باحتجازه، على الرغم من أن الكرملين قال يوم الجمعة إنه غير قلق بشأن هذا الاحتمال، ولا يوجد الكثير الذي تستطيع المحكمة الجنائية الدولية فعله إذا اختارت عدم القيام بذلك.