موناكو.. وجهة رائعة لإجازة لا تُنسى

الامة برس
2024-08-13

موناكو.. وجهة رائعة لإجازة لا تُنسى (زهرة الخليج)

تشكل دول البحر المتوسط فضاءً ساحراً من الجمال، فكيف إذا كانت وجهة المسافر إمارة موناكو، التي رغم صغرها تشكّل منصة عالمية للفن، والطبيعة، والجمال. وليس غريباً، أبداً، أن تعتبر هذه الإمارة إحدى أروع الوجهات لإجازة لا تُنسى، ففيها تتعدد الخيارات، حيث يجتمع الجبل والبحر والعمران.. ألا يكفي هذا؛ لنسجل أجمل اللحظات، بالكلمة، والتقاط الصور، وتدوين اليوميات، بعيداً عن ضغوط الحياة، وهو ما ندعوكم إلى اختباره في هذا البلد، الذي يبلغ حجم القلب، لكنه البلد الأكثر كثافة سكانية في العالم.وفقا لموقع زهرة الخليج

وتعتبر موناكو ثاني أصغر دولة في العالم، بعد الفاتيكان، و«مونت كارلو» أحد أحياء هذه المدينة، الذي وصلت شهرته إلى العالم. وقد أسس الفينيقيون هذه المدينة، وجعلوها من حواضرهم التجارية حول البحر المتوسط، ثم كان لشعوب البحر المتوسط نصيب من هذا الجمال، فتعاقب عليها الإغريق، والرومان، إلى جانب شعوب وسلالات حكمت أوروبا، إلى أن أخذت صورتها الأجمل عام 1866، على يد الأمير كارلوس الثالث، الذي سمّى جبل الإمارة على اسمه «جبل كارلو».

تقع موناكو في سفح جبال الألب، عند أقصى ساحل الريفييرا الفرنسي الشهير، وتبعد 22 كيلومتراً عن مطار نيس، المدينة التي عرفت بحلبة سباق السيارات السريعة (الفورمولا 1)، المكان الذي يجمع الهواة والرياضيين، وأروع أنواع السيارات. لكن الشيء الغريب هنا، وربما الجميل، أنها الحلبة الوحيدة في العالم، التي يدور السباق في شوارعها المخصصة لحركة المرور العادية، لهذا يعتبر الأصعب في العالم، وربما الأجمل. ومن يدخل هذه الإمارة لابد أن يسأل: من أين أبدأ الرحلة، وعلى أي أماكن أتعرف؟

يعود تاريخ القصر الملكي إلى القرن الثاني عشر، ويفتح أبوابه أمام السياح من يونيو إلى نهاية أكتوبر كلَّ عام، وهذا القصر يعيدنا إلى جماليات وعراقة عصر النهضة الإيطالية. ويعتبر المقرّ الرسمي لعائلة «غريمالدي»، العائلة التي حكمت الإمارة حتى القرن السابع عشر، قبل أن تعلن استقلالها. ويتميز القصر بأنه تحفة معمارية، لما يحويه من لوحات وأجواء رائعة؛ ليكون محل أنظار أثرياء العالم، الذين يسرهم الفن، والموسيقى، ونجوم العالم. وهذا القصر الذي يتميز بقاعات جميلة، ومجموعات نادرة من التحف، واللوحات العالمية، والتماثيل، والأعمال الفنية الكلاسيكية لأهم نجوم الفن العالميين. وكل تفصيل هنا يحمل ذكرى، أو اسم ملك أو أمير، فالطاولة الفريدة في قاعة العرش، المصنوعة من الرخام والخشب، بحسب الروايات، صنعت خصيصاً للعاهل الفرنسي الملك لويس الرابع عشر، ويستخدمها اليوم أمير موناكو؛ للتوقيع على المعاهدات والاتفاقيات، التي تبرمها بلاده مع الدول الأخرى. ومن يتجول في هذا القصر؛ يمرّ على حضارات، تحمل دهشة الجمال، والترف، والرفاهية، والفن.

ونحن نعيش في الربع الأول من القرن الـ21، نسأل عن البيئة، والعلم، والتنوع البيئي، والتغير المناخي، وهذه الأسئلة تأخذنا إلى زيارة المتحف الأوكيانوغرافي، الذي يتميز بالعمران والتصميم الحجري، وإطلالته الساحرة على البحر، وقد تأسس عام 1910، ويضمّ اليوم آلاف الأجناس السمكية واللافقريّات، إضافة إلى بركة كبيرة لتربية أسماك القرش، ودراسة طبيعتها، كما يضم مركزاً عالمياً ذائع الصيت لبحوث العلوم البحرية. هذا المكان، الذي يعتبر موسوعة بحرية، يقف إلى جانبه متحف الإنثروبولوجيا، أحد أهم المتاحف الأوروبية في مجال علوم الارتقاء والتطور البشري. أما المتحف البحري، الذي تأسس عام 1993، فنطلع فيه على عالم السفن، وأدوات الصيد، ومعدات الملاحة. ورغم مساحة هذه الإمارة الصغيرة، فإنها تشكل متحفاً مفتوحاً على الطبيعة، إلى جانب تعدد متاحفها، التي تترك بصمة في الذاكرة، ومنها: متحف النقود والطوابع، الذي يعدّ من بين الأهم في العالم، ومتحف السيّارات الذي يضمّ قطعاً نادرة من بينها المجموعة الخاصة التي تملكها العائلة الحاكمة، كأننا في فيلم سينمائي، يعيدنا إلى عقود بعيدة؛ فنرى الترف بأبهى صوره.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي