
في التاسع عشر من شهر مارس الماضي، وقفت كارلا بروني، على خشبة مسرح «الأولمبيا» العريق في باريس، للمشاركة في حفل يقام بمناسبة مرور 20 عاماً على مؤسسة تعنى بتمويل الأبحاث العلمية حول مرض «الزهايمر». في رصيد عارضة الأزياء الإيطالية، التي تحولت إلى الغناء، 7 أسطوانات تؤكد أن احترافها هذا الفن لم يكن مغامرة عابرة لسيدة ثرية، وشهيرة، وجميلة، بل شغف حقيقي.وفقا لموقع الاسرة
أصدقاؤها ينادونها باسمها المجرد: كارلا. وحتى في وسائل الإعلام فإنه الاسم المختصر، والخفيف المستخدم للدلالة عليها. مع هذا، فإن اللياقة تفرض مناداتها بلقب «مدام ساركوزي» باعتبارها الزوجة الثالثة، والأخيرة، لرئيس الجمهورية الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي.
حين تزوجها الرئيس الذي كان في المنصب، زواجاً سريعاً بعد لقاءات قلائل، تصوّر الكثيرون أن تلك الزيجة لن تعمّر، وأن ساركوزي حاول أن ينقذ ماء وجهه بعد أن هجرته زوجته الثانية ليتيسيا. لكن التصورات خابت، وها هي كارلا تقف مع زوجها في الكثير من المواقف الصعبة، والملاحقات القانونية التي يتعرض لها. لقد صدر ضده حكم بالسجن الفعلي في محكمة الاستئناف لمدة 6 أشهر، في قضية تشتبك فيها المصالح السياسية بالمنفعة المالية، لكن فريق محاميه نقلوا القضية إلى محكمة النقض.
وبهذا فإن نصف عقل كارلا يتركز على كتابة أغنياتها، وتلحينها، وحفظ كلماتها، ونصفه الآخر يعاني القلق على ما ستنتهي إليه محاكمة زوجها. وهناك اهتمامها بولديها، فهي أم لشاب من شريك حياتها السابق أستاذ الفلسفة، رافاييل أنتوفان، ولها بنت في سن المراهقة من زوجها الحالي ساركوزي. مع هذا، تجد الوقت للأعمال الخيرية والتطوعية في جمعيات إنسانية، منها واحدة لتكريم ذكرى أخيها الراحل. وعند سؤالها عن مصدر كل هذه الطاقة التي تتمتع بها رغم أنها تبلغ من العمر 56 عاماً، تجيب بأنها تجدد بطاريتها بالنوم العميق،
في حفلها الجديد الذي أقيم في «الأولمبيا»، تركت كارلا الإدارة الفنية لبيير سوشون، نجل المغني الفرنسي ألان سوشون. ومن عادتها في حفلاتها أن توجه الدعوة لعدد من مشاهير الفنانين لكي يشاركوها في الغناء، ويمروا مروراً لطيفاً على المسرح. إنها تكتفي بصوتها الهامس ذي البحة المحببة، وبأنغام «الجيتار» الذي تعزف عليه بنفسها، من دون الاستعانة بفرقة موسيقية ذات طنّة ورنّة. ومن ضيوفها، هذه المرة، المطربة الشابة نولوين لوروا، الفائزة الأولى في الدورة الثانية من برنامج «ستار أكاديمي» بنسخته الفرنسية.
تشرح كارلا سبب تطوعها للعمل في مؤسسة لأبحاث «الزهايمر» بالقول، إن بيير سوشون، كان صاحب حفلتها لكي يوفر التمويل لهذه المؤسسة، فقد عانت جدته هذا الداء المؤلم للمريض ولعائلته، ومن الضروري العثور على علاج له. لا أحد يعرف هل سيمضي سنواته الأخيرة وهو بكامل وعيه، أم سيكون فريسة للمحو التدريجي الذي يصيب الذاكرة. وترى مدام ساركوزي أنه مرض قاسٍ، لأنه يسرق عقل شخص نحبه، ونتعلق به، وبما أنها فنانة فإن من واجباتها دعم المشروعات المفيدة والمساهمة في محاربة الأمراض المستعصية.