بلجيكا تدخل مجال إنتاج بلح البحر.. الطبق الأشهر في البلاد  

أ ف ب-الامة برس
2024-08-05

 

 

   صورة مؤرخة في 18 حزيران/يونيو 2024 لبلح بحر منتج محليا في بلجيكا (ا ف ب)   يُعد تناول بلح البحر تقليدا شائعا في بروكسل، لكن ما قد يفاجئ كثرا هو أن هذه الرخويات التي يستمتع بها الزوار، ليست من مصادر محلية في بلجيكا بل مستوردة من دول مجاورة. لكنّ الحال بدأت تتغير، إذ أخذت مجموعة سوبرماركت بلجيكية مبادرة إنتاجها ويبدو أن مساعيها تؤتي ثمارها.

قبالة ساحل نيوبورت، قرب الحدود الفرنسية، ترفع رافعة شبكة من الحبال مليئة ببلح البحر إلى قارب، وهي جزء من شبكة طولها 12 كيلومترا أنشأتها مجموعة Colruyt عام 2023.

وتأمل الشركة في أن ينمو هذا النشاط غير المسبوق في بلجيكا، خصوصا لمواجهة هيمنة بلح البحر الهولندي في السوق المحلية.

وقال ستيين فان هويستنبرغ الذي اصطحب فريقا من وكالة فرانس برس إلى مزرعة بلح البحر التي يديرها "نحصد طنا في أربع ساعات تقريبا، مع عمل أربعة أشخاص. نسعى إلى أن نحصد في المستقبل ثلاثة أو أربعة أطنان يوميا".

وأضاف أن Colruyt تعوّل هذا العام على جمع محصول مقداره 50 طنا، بزيادة من ستة أطنان العام الماضي، و"ربما 200 طن" في العام 2025.

وأقرّ فان هويستنبرغ بأن العمل ليس سهلا بسبب التيارات البحرية القوية والعواصف والملاحة البحرية الكثيفة في المنطقة، في مشهد مختلف تماما عن مصب نهر شيلدت حيث ينمو بلح البحر "زيلاند" الشهير في جنوب هولندا التي تزوّد معظم السوق الأوروبية.

وقال جيروم مالفي، خبير الأحياء البحرية في جامعة يو سي لوفان البلجيكية "الجزء الهولندي من الدلتا عبارة عن منطقة محمية ضخمة، ما يجعل من السهل إنشاء مزارع (بلح البحر) مقارنة بالبحر المفتوح".

وأضاف أن إقامة المزيد من مزارع بلح البحر قبالة الساحل البلجيكي الذي وصفه مالفي بأنه "طريق سريع للقوارب"، أكثر صعوبة بسبب توربينات الرياح البحرية ونشاط الصيد بشباك الجر.

ويقدّر الخبراء أن بلجيكا، وهي إحدى أكبر الدول المستهلكة لبلح البحر في أوروبا إلى جانب إسبانيا وفرنسا والدنمارك، تحصل على أكثر من 90 في المئة من بلح البحر من المنتجين الهولنديين.

- منتج "مستدام" -

رغم التقدم الذي أحرزته، فإن لمجموعة Colruyt طموحات أكبر إذ إنها تلبي في أفضل الأحوال الآن، ما نسبته 1 % فقط من حاجات بلجيكا حيث يستهلك 20 ألف طن من بلح البحر سنويا.

وأكدت الشركة وجود "مجال للنمو".

في الوقت الراهن، يُسلَّم بلح البحر "البلجيكي بنسبة 100 في المئة" الذي تنتجه شركة Colruyt، إلى أربعة من متاجرها وحوالى 15 مطعما في بلجيكا.

وأكدت أن منتجها سيكون "مستداما" لأنه يستزرع على حبال مصنوعة من شباك صيد قديمة معاد تدويرها.

يُعد بلح البحر من المأكولات الموسمية، وأفضل وقت لتناولها، وفق الخبراء، هو عندما تنمو في الحجم واللحم، عادة من أيلول/سبتمبر إلى كانون الأول/ديسمبر.

وفي ساحة بروكسل التاريخية، وهي مقصد سياحي رئيسي في بلجيكا، يقول صاحب مطعم لوكالة فرانس برس إنه يقدم الطبق التقليدي الشهير المتمثل في بلح البحر والبطاطا المقلية على قائمته طوال العام.

ومثل زبائنه، يأتي بلح البحر من أنحاء أوروبا.

وأوضح جان-فيليب بوسمان، صاحب مطعم "لو روي ديسبانييه"، "هناك العديد من الأشخاص الذين يتناولن بلح البحر هنا... لذلك لدينا بلح البحر +زيلاند+ بين حزيران/يونيو وشباط/فبراير، وبعدها لدينا بلح البحر الدنماركي وحتى بلح البحر الألماني، حسب الطلب".

وقال إن "وجود منتج محلي أمر جيد، لكنهم سيحتاجون إلى إمدادنا بالكميات التي نريدها في الوقت المحدد... وهذا أمر أكثر تعقيدا".









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي