
الأشهر الأولى من حياة الطفل فترة حرجة للنمو والرفاهية، فخلال هذا الوقت، يبحث الآباء عن طرق فعالة؛ لضمان نوم أطفالهم بعمق، والبقاء هادئين، وإحدى هذه الطرق التي تكتسب شعبية «الضوضاء البيضاء».وفقا لموقع زهرة الخليج
و«الضوضاء البيضاء» مفهوم يواجهه كثير من الناس في جوانب مختلفة من الحياة اليومية. لكن قِلة من الناس يفهمون تمامًا آثارها التقنية والعملية، لذا سنتعرف على «الضوضاء البيضاء»، وتأثيرها على الأطفال.
تضم «الضوضاء البيضاء» جميع الترددات المسموعة، التي تراوح عادةً بين 20 هرتز و20000 هرتز. وعندما يتم تشغيل هذه الترددات في وقت واحد بنفس السعة، فإنها تنتج صوتاً ثابتاً ومتسقاً.
ويخفض صوت «الضوضاء البيضاء» الضوضاء الأخرى، ما يجعلها أداة مفيدة في بيئات، يكون التحكم في الصوت بها أمراً ضرورياً، وتتضمن الأسس الرياضية والفيزيائية للضوضاء البيضاء «تحويلات فورييه» المعقدة (عملية رياضية، تقوم بتحليل الإشارة إلى مكونات التردد الخاصة بها)، وتقنيات معالجة الإشارة، التي تساعد على توليد وتحليل هذا الصوت.
أحد أكثر استخدامات «الضوضاء البيضاء» شيوعاً مجال النوم والاسترخاء، إذ يجد العديد من الأشخاص صعوبة في النوم، أو البقاء نائمين في البيئات الصاخبة، خاصة الأطفال. لذا تساعد أجهزة، أو تطبيقات «الضوضاء البيضاء» في إخفاء الأصوات المزعجة، مثل: حركة المرور، والمحادثات، والضوضاء البيئية الأخرى.
النوم ضروري لنمو الطفل وتطوره المعرفي، ويعاني العديد من الأطفال أنماط نوم غير منتظمة، حيث يستيقظون بشكل متكرر طوال الليل، لذا توفر «الضوضاء البيضاء» بيئة نوم ثابتة، من خلال إخفاء الأصوات المزعجة، مثل: حركة المرور، أو نباح الكلاب، أو ضوضاء المنزل.
ويحاكي الصوت الثابت والرتيب للضوضاء البيضاء بيئة الرحم، ما يوفر شعوراً بالأمان، ويعزز النوم الأطول والأكثر راحة، إذ أظهرت الأبحاث أن أنماط النوم الثابتة ضرورية لنمو دماغ الرضيع، وأثناء النوم يعالج الدماغ المعلومات ويعزز الذكريات، وهي حيوية للتعلم والتطور.
ومن خلال مساعدة الأطفال على تحقيق فترات نوم أعمق وأطول، تدعم «الضوضاء البيضاء» بشكل غير مباشر هذه العمليات الأساسية. علاوة على ذلك، يكون الأطفال الذين حصلوا على قسط كافٍ من الراحة أكثر يقظة ورضا أثناء ساعات استيقاظهم، ما يجعل التفاعلات النهارية أكثر متعة للطفل، ولمقدمي الرعاية.