إطلاق ستة من قادة حركة الطلاب في بنغلادش بعد الاضطرابات  

أ ف ب-الامة برس
2024-08-01

 

 

متظاهرون تجمعوا في دكا للمطالبة بالعدالة للضحايا الذين اعتقلوا وقتلوا في أعمال العنف الأخيرة في بنغلادش في 1 آب/أغسطس 2024 (أ ف ب)   دكا- أطلقت الشرطة في بنغلادش الخميس 1اغسطس2024، سراح ستة قادة طالبيين من الحركة المناهضة لنظام الحصص الوظيفية في الخدمة المدنية بعد اشتباكات أدّت إلى مقتل أكثر من 200 شخص، بينما شاهد ملايين السكان عنف قمع الشرطة مع عودة خدمة الإنترنت.

وقال نائب رئيس الشرطة جنيد علم ساركار "تم تسليم المنسقين الستة للحركة المناهضة لنظام الحصص إلى عائلاتهم بعد ظهر اليوم".

واعتقلت الشرطة الأسبوع الماضي الأعضاء الرئيسيين في حركة "طلاب ضد التمييز" التي دعت إلى تنظيم تظاهرات قتل خلالها 206 أشخاص جراء اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن، بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى بيانات الشرطة والمستشفيات.

ومن بين الأعضاء الذين اعتقلوا زعيم الحركة ناهد إسلام. وفي 26 تموز/يوليو نَقل محقّقون يرتدون ملابس مدنية إسلام واثنين آخرين من قادة الحركة قسراً من مستشفى في العاصمة دكا إلى مكان مجهول. 

وقال والده بدر الإسلام لوكالة فرانس برس إن ناهد عاد إلى منزله بعد ظهر الخميس، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

واعتقلت الشرطة ثلاثة أشخاص آخرين في الأيام التالية، وقالت الحكومة حينها إنهم قيد التوقيف حفاظًا على سلامتهم.

وأعلن وزير العدل في بنغلادش أنيس الحق لوكالة فرانس برس الخميس إن الأشخاص الستة احتجزوا بإرادتهم.

وأضاف "جاؤوا إلى هنا بإرادتهم وغادروا بإرادتهم".

وندّد الاتحاد الأوروبي الثلاثاء إلى جانب منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان بـ "الاستخدام المفرط للقوة" ضد المتظاهرين.

وكانت الاشتباكات التي وقعت في تموز/يوليو بين طلاب معارضين لنظام الحصص الوظيفية في الخدمة المدنية والشرطة من بين الأكثر حصدا للأرواح منذ وصول رئيسة الوزراء الشيخة حسينة إلى السلطة في بنغلادش قبل 15 عاماً.

وبهدف استعادة النظام، نشرت الحكومة الجيش وقطعت خدمة الإنترنت وفرضت حظر تجول.

- "غير قانوني" -

ومع عودة خدمة الإنترنت هذا الأسبوع بعد انقطاع دام أحد عشر يومًا، اكتشف ملايين السكان بصدمة وحشية قمع الشرطة خلال الاضطرابات الأخيرة التي خلفت 206 قتلى على الأقل.

وقالت مستشفيات لوكالة فرانس برس إن من بين الضحايا مارة وعناصر في الشرطة، لكن معظم الضحايا قتلوا بنيران قوات الأمن.

وأفادت منظمة العفو الدولية بأن دراسة صور ومقاطع فيديو وروايات شهود عيان أثبتت أن الشرطة استخدمت القوة بشكل "غير قانوني" ضد المتظاهرين مرات عدة.

من جهته، قال وزير الداخلية البنغلادشي أسد الزمان خان للصحافة الأحد إن قوات الأمن التزمت ضبط النفس لكنها "أُجبرت على إطلاق النار" للدفاع عن أبنية حكومية.

وتساءل أحد مستخدمي الإنترنت "كيف تقتل الشرطة إخوتنا وأخواتنا بهذه الطريقة؟"، تعليقا على مقطع فيديو قصير يظهر عنصرا في الشرطة يطلق النار على شاب مصاب بجروح، بينما يحاول آخر سحبه إلى مكان آمن.

وتمكنت وكالة فرانس برس من إثبات أن هذا الفيديو صُوِّر في حي جاتراباري في العاصمة دكا، وتعرّفت على ثلاثة شهود عيان أكدوا ذلك ووافقوا على الإدلاء بشهادتهم طالبين عدم الكشف عن هوياتهم، خوفًا من تعرضهم لأعمال انتقامية.

ووقعت الحادثة في 20 تموز/يوليو، في ذروة الاضطرابات، بعد ساعات من إعلان حكومة حسينة حظر التجول على مستوى البلاد ونشر الجيش لاستعادة النظام.

وأفاد شاهد بأن المصاب في الفيديو هو إمام حسين تيم البالغ 18 عاماً وأنه نفى مشاركته في الاحتجاجات حين اقتربت منه الشرطة قبل أن يُقتل بالرصاص.

وحصد مقطع الفيديو الذي يظهر الاعتداء على الشاب أكثر من نصف مليون مشاهدة بعد نشره على موقع "فيسبوك". كما تم تداول المقطع الذي تبلغ مدته 60 ثانية على نطاق واسع على تطبيق واتساب وشبكات تواصل اجتماعي أخرى.

وتحقّقت وكالة فرانس برس أيضًا من مقطع فيديو آخر التُقط قبل يوم في منطقة رامبورا المجاورة، ويظهر الشرطة تطلق النار من مسافة قريبة على رجل لجأ إلى مبنى قيد الإنشاء.

وبدأت الاحتجاجات بعد إعادة العمل في حزيران/يونيو بنظام يخصص أكثر من نصف الوظائف العامة لمرشحين معينين، نحو ثلثهم من أحفاد المحاربين القدامى الذين شاركوا في حرب استقلال بنغلادش.

وأثار هذا الإجراء غضب الخريجين الذين يواجهون أزمة توظيف حادة في البلد الواقع في جنوب آسيا والذي يعد نحو 18 مليون شاب عاطل عن العمل، بحسب الأرقام الرسمية. 

ويفيد معارضون بأن نظام الحصص استُخدم لملء الشواغر في القطاع العام بأنصار حزب "رابطة عوامي" الحاكم.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي