
مانيلا - أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستقدّم تمويلا عسكريا للفيليبين بقيمة 500 مليون دولار، في وقت تعزز واشنطن علاقاتها مع مانيلا في مواجهة النفوذ الصيني المتزايد.
يزور بلينكن مانيلا برفقة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن كجزء من جولة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تهدف لتعزيز تحالفات واشنطن الهادفة لمواجهة بكين.
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي مشترك "نخصص الآن مبلغا إضافيا قدره 500 مليون دولار كتمويل عسكري أجنبي للفيليبين لتعزيز التعاون الأمني مع أقدم حليف لنا ضمن معاهدة في هذه المنطقة".
ووصف بلينكن الحزمة بأنها "استثمار يتم مرّة في كل جيل" للمساعدة على تطوير القوات المسلحة الفيليبينية وخفر السواحل.
وقال "نستند إلى التقدّم الكبير الذي حققته الفيليبين حتى اللحظة لتكون في وضع أفضل للدفاع عن سيادتها".
اجتمع الوزيران الأميركيان مع الرئيس فرديناند ماركوس الذي اتّخذ موقفا قويا من تحرّكات الصين في بحر الصين الجنوبي، قبل عقد محادثات "2+2" مع نظيريهما الفيليبينيين إنريكي مانالو وجيلبرتو تيودورو.
تأتي الزيارة بعد سلسلة مواجهات متصاعدة بين سفن فيليبينية وصينية في الممر المائي المتنازع عليه التي فاقمت المخاوف من إمكانية جر واشنطن إلى نزاع بسبب معاهدتها مع مانيلا للدفاع المتبادل.
التمويل جزء من مبلغ قدره ملياري دولار كتمويل عسكري خارجي أقرته الولايات المتحدة في نيسان/أبريل.
أطلقت الفيليبين برنامجا متواضعا قبل أكثر من عقد في عهد الرئيس السابق بنيغنو آكينو لتعزيز قواتها المسلحة التي تعد من بين الأضعف في آسيا.
وواصلت ذلك في عهد ماركوس الذي أمر الجيش أيضا بزيادة تركزيه على التهديدات الخارجية.
وقال تيودورو إن التمويل الأميركي سيستخدم للمساعدة في ضمان "موقف رادع ذي مصداقية" للفيليبين، في وقت تسعى لتعزيز إمكانياتها المرتبطة بالأمن الإلكتروني من بين أمور أخرى.
- "تقويض الاستقرار" -
وصل عدد متزايد من كبار المسؤولين الأميركيين إلى الفيليبين منذ تولى ماركوس السلطة عام 2022 وتبنى سياسة خارجية أكثر وديّة تجاه الولايات المتحدة.
ووسّع ماركوس نطاق اتفاق يتيح للجنود الأميركيين الوصول إلى تسع قواعد عسكرية فيليبينية بما في ذلك في أقصى شمال البلاد، وهو أمر أثار حفيظة القادة الصينيين.
يسمح "اتفاق التعاون الدفاعي المعزَّز" للقوات الأميركية بالتنقل في القواعد بشكل دوري وتخزين معدات دفاعية وموارد فيها.
وقال تيودورو إن مانيلا وواشنطن اتفقتا على تطبيق خطط الاتفاق "بالكامل" وزيادة الاستثمار في المواقع.
من شأن قرب الفيليبين جغرافيا من بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه وتايوان التي تحظى بحكم ذاتي أن يجعلها شريكا رئيسيا للولايات المتحدة حال اندلاع أي نزاع.
تطالب بكين بالممر المائي بأكمله تقريبا رغم حكم دولي أشار إلى عدم وجود أساس قانوني لمطالباتها. كما أنها تعتبر تايوان جزءا من أراضيها.
وأكّد ماركوس للوزيرين الأميركيين بأنه شعر "بسعادة بالغة" بفتح خطوط الاتصال مع الولايات المتحدة، وهو ما ساعد مانيلا على أن تكون "مرنة في ما يتعلّق بردودنا" على قضايا من بينها بحر الصين الجنوبي.
ودار سجال بين بلينكن ونظيره الصيني وانغ يي السبت بشأن بحر الصين الجنوبي عندما اجتمعا على هامش اجتماع وزراء خارجية دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في لاوس.
وأفاد وانغ بلينكن بأن على الولايات المتحدة "الامتناع عن تأجيج النيران وإثارة الاضطرابات وتقويض الاستقرار في البحر"، وفق بيان لوزارة الخارجية.
وأضاف أن "المخاطر والتحديات التي تواجه العلاقات الصينية الأميركية ما زالت تزداد".