ما هي تداعيات القبض على أباطرة المخدرات المكسيكيين؟
أ ف ب-الامة برس
2024-07-27
واشنطن- ألقت السلطات الأميركية القبض على اثنين من كبار زعماء عصابة سينالوا للمخدرات في المكسيك في عملية دراماتيكية وبدون مشاركة السلطات المكسيكية.
دفع أحد مؤسسي كارتل المخدرات إسماعيل "إل مايو" زامبادا ببراءته من تهم المخدرات أمام محكمة أمريكية يوم الجمعة.
تم اعتقاله قبل يوم واحد مع خواكين جوزمان لوبيز، نجل أحد مؤسسي الكارتل الآخر، خواكين "إل تشابو" جوزمان، الموجود بالفعل في أحد السجون الأمريكية.
ما هي تداعيات القبض على اثنين من أخطر تجار المخدرات المطلوبين في المكسيك؟
- التأثير على كارتل سينالوا -
قالت مديرة إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية آن ميلجرام إن اعتقال زامبادا "يضرب قلب الكارتل المسؤول عن غالبية المخدرات، بما في ذلك الفنتانيل والميثامفيتامين، والتي تقتل الأمريكيين من الساحل إلى الساحل".
لكن الخبراء قالوا إن القبض على العصابة لن يكون بمثابة ضربة قاضية للمنظمة الإجرامية القوية.
وقال محللون في مركز أبحاث "إنسايت كرايم" إن ذلك كان "انتصارا مهما لكنه رمزي إلى حد كبير" بالنسبة للسلطات الأميركية.
ويعتقد أن زامبادا، وهو تاجر مخدرات مخضرم تمكن من التهرب من العدالة لعقود من الزمن، قد تراجع بالفعل عن العمليات اليومية للعصابة، كما كتبوا.
ووصف فالكو إيرنست، المحلل في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية، الكارتل بأنه "هيكل ذو ألف رأس لن يتغير شكله بشكل جذري" مع سقوط واحد أو اثنين من زعماء الكارتل.
- التأثير على تهريب المخدرات -
وكتبت فاندا فيلباب براون، الخبيرة في معهد بروكينجز في واشنطن، في تعليق لها: "من غير المرجح حدوث انخفاض كبير في تدفق الفنتانيل والمخدرات الأخرى إلى الولايات المتحدة".
وأضافت أنه "بغض النظر عن الصراعات الداخلية، فإن كارتل سينالوا لديه أنظمة احتياطية للتهريب، ولا يزال اثنان من عائلة تشابيتو (أبناء إل تشابو) طلقاء، بما في ذلك جيسوس، رئيس سينالوا للعمليات الدولية".
وتوقعت فيلباب براون أنه حتى لو انهارت عصابة سينالوا، فإن عصابة خاليسكو الجيل الجديد المنافسة سوف تتولى توزيع الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.
واتفق محللو شركة "إنسايت كرايم" على أن "هذه المضبوطات ليس من المرجح أن تؤثر على تدفق المخدرات الاصطناعية، وخاصة الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة".
وأضافوا أن الحواجز المنخفضة نسبيا أمام الدخول إلى سلسلة توريد المخدرات الاصطناعية أدت إلى تقليص أهمية اللاعبين الفرديين مثل كارتل سينالوا.
- هل سيزداد عنف الكارتل؟ -
تخوض عصابة سينالوا حروبًا عنيفة للغاية مع مجموعات منافسة، والتي قال الخبراء إنها قد تحاول اغتنام الفرصة لتوسيع عملياتها.
حتى داخل المنظمة هناك صراعات داخلية بين الفصائل المتنافسة.
وقال فيلباب براون إن هذه الاعتقالات "من المرجح أن تؤدي إلى تفاقم العنف الإجرامي الشديد بالفعل في المكسيك، وربما تترك وراءها سوقًا إجرامية أكثر تهديدًا للولايات المتحدة".
وحذرت من أن القتال قد يعزز قوة كارتل الجيل الجديد في خاليسكو "الأكثر شراسة".
وبحسب إيرنست من مجموعة الأزمات الدولية، هناك نحو 200 جماعة إجرامية مسلحة في المكسيك، وهو ما يعقد الجهود الرامية إلى السيطرة على تجارة المخدرات.
ويخشى أيضًا من تصاعد القتال مع كارتل الجيل الجديد في خاليسكو وكذلك بين فصائل سينالوا.
- التداعيات الدبلوماسية -
وقالت السلطات المكسيكية إنها لم تشارك في عملية الخميس ولم يتم إبلاغها بها مسبقا.
وكانت المكسيك قد اشتكت في الماضي من عدم إطلاعها على أنشطة إدارة مكافحة المخدرات - وخاصة بعد اعتقال الولايات المتحدة لوزير الدفاع المكسيكي السابق سلفادور سيينفويغوس بتهمة تهريب المخدرات في عام 2020.
اتهم الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إدارة مكافحة المخدرات بفبركة جرائم الاتجار بالمخدرات ضد سيينفويغوس وقيد عمليات العملاء الأجانب على الأراضي المكسيكية ردًا على ذلك.
وقال مايك فيجيل، رئيس العمليات الدولية المتقاعد في إدارة مكافحة المخدرات، لوكالة فرانس برس: "العلاقات تضررت بالفعل بشكل كبير. لا أعتقد أنها يمكن أن تتضرر أكثر" بسبب اعتقالات أعضاء كارتل سينالوا.
ويعتقد أن واشنطن لم تبلغ المكسيك إلا بعد احتجاز زامبادا وجوزمان لوبيز في الولايات المتحدة، وذلك لتجنب تعريض العملية للخطر.
وأضاف فيجيل "إذا تم إبلاغ المكسيك، فإن هذه المعلومات يمكن أن تتعرض للخطر في دقيقة واحدة".
