بين التباهي والشغف.. لماذا يستثمر الأثرياء في الفن؟

الامة برس
2024-07-23

بين التباهي والشغف.. لماذا يستثمر الأثرياء في الفن؟ (الرجل)

هل سبق وأن تساءلت عن السبب الذي قد يدفع شخصًا لدفع ملايين، بل مئات الملايين من الدولارات، لشراء لوحة فنية رُسِمت منذ عشرات أو مئات السنين؟ الحقيقة أن الأمر يستحق التساؤل ليس لأنه مثيرٌ للفضول وحسب، وإنما لوجود العديد من الأسباب وراء ذلك، فشراء اللوحات والاستثمار في الفن عمومًا أصبح أشبه بالصيحة أو "الموضة" أو حتى العُرف بين الأثرياء، وليس لدافعٍ ماديّ فحسب، وإنما لأسباب مختلفة -بما فيها الدافع المادي بالطبع- كما سنرى في السطور القادمة.وفقا لموقع الرجل

فما هي هذه الدوافع؟ وما أشهر اللوحات الفنية التي اشتراها الأثرياء؟ وبكم اشتروها؟ وما قصة اللوحة الأغلى في التاريخ؟

لعل السبب الأول في شراء الأثرياء للوحات والقطع الفنية عمومًا هو الاستثمار، فالاستثمار في الفن يحقق عوائد مثيرة للإعجاب، وعلى أساسٍ مستمر. وبحسب مؤشر "نايت فرانك للاستثمار الفاخر- Knight Frank Luxury Investment Index"، فإن الاستثمار في الفن خلال الفترة من يونيو 2022 وحتى يونيو 2023 -على سبيل المثال- قد حقق نموًّا بنسبة 30%.

لك أن تتخيل أن ديفيد جيفن، وهو منتج أفلام أمريكي مشهور، قد اشترى في عام 1989 لوحة "Jackson Pollock" بمبلغ مليوني دولار ثم عاد وباعها في 2006 بـ 140 مليونًا! مثالٌ آخر نجده في عائلة غوغنهايم Guggenheim التي اشترت لوحة فان غوخ الشهيرة "ليلة النجوم- The Starry Night" بـ 80 ألف دولار فقط في عام 1941 لتصل قيمتها الآن إلى 100 مليون دولار!.

إذا كان الشخص الثري شغوفًا بالفن، فمن الوارد جدًّا أن يشتري اللوحات الفنية فقط لإرضاء شغفه، الذي قد يمتد لأكثر من هذا الغرض بمراحل؛ في ثمانينيات القرن الماضي على سبيل المثال، جمع رجل الأعمال الأمريكي "إيلي برود- Eli Broad" وزوجته مجموعة كبيرة من اللوحات وصل عددها إلى 8700 لوحة فنية من مجموعته الخاصة وأهداها إلى أكثر من 550 متحفًا ومعرضًا في جميع أنحاء العالم، ما أدى إلى زيادة وصول الجمهور إلى الفن المعاصر في ذلك الوقت.

أثرت مبادرة "برود" بشكلٍ إيجابيّ على متحف الفن المعاصر في لوس أنغلوس تحديدًا "MOCA"، فضلاً عن متحف "The Broad" الذي افتُتح في 2015 ليعزز من مكانة لوس أنغلوس الفنية ويرينا مثالاً واضحًا عن كيف يمكن للشغف بالفن أن يمتلك أبعادًا عظيمة.

سببٌ ثالث يدفع الأثرياء لشراء اللوحات والقطع الفنية هو بناء إرثٍ فني لهم ولنسلهم، وعادةً ما يكون هذا الغرض مُرتبطًا بالغرضين السابقين. ولعل أبرز الأمثلة على بناء إرثٍ فني نجده في عائلة "روكفلر" التي جمعت مجموعة باهرة من أعمال بيكاسو ومونيه على مر الأجيال، وهو الأمر الذي لم يساعدها على بناء هذا الإرث فحسب، بل بناء ثروة أيضًا إذ باعت لوحة بيكاسو "الفتاة مع سلة الزهور- Young Girl with a Flower Basket" وحدها بما يزيد على 115 مليون دولار.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي