الإيقاع في الشعر الأمازيغي … البنية العروضية والصوتية

2024-07-18

يشكل هذا الكتاب النقدي، «جمالية الإيقاع في الشعر الأمازيغي.. البنية العروضية والصوتية» للناقد علي آيت لشكر، المتوج بجائزة دار الشعر في مراكش للنقد الشعري في دورتها الخامسة للنقاد والباحثين الشباب، مناصفة، مرجعا أساسيا للباحثين في جماليات النص الشعري الأمازيغي، خصوصا بنياته الإيقاعية. وقد حاولت الدراسة استقصاء النسق الإيقاعي، في الشعر الأمازيغي، في قدرته على توليد «الجمالية الشعرية».

وإذا كان الباب الأول قد ركز على محاولة استقراء «الإيقاع في الدراسات النقدية العربية والغربية والأمازيغية»؛ فإن الباب الثاني خصصه الناقد لشكر «لبيان دور الإيقاع العروضي والصوتي في توليد الجمالية في نماذج شعرية أمازيغية». وتبرز أهمية هذا المبحث، في ضعف وشح الدراسات التي قاربت «الإيقاع الشعري الأمازيغي»؛ رغم أن بعضها ركز اهتمامه على «الإيقاع العروضي (الوزن) في حين نادرا ما يتم تناول نسق الإيقاع الصوتي».

وقد ركز الناقد علي آيت لشكر، في المستوى التطبيقي، على المنجز الشعري لتجارب شعرية لكل من سيدي حمو الطالب وأزايكو وحبيب لكناسي، مع بيان «دور الظواهر الإيقاعية الصوتية في توليد الجمالية الشعرية»؛ ولعل من أبرز ما توصل إليه الناقد، في ختام دراسته، هو القدرة على «استثمار جميع التجارب الشعرية المدروسة للإيقاع الصوتي لخلق الجمالية، غير أن هناك تفاوتا في درجة هذا الاستثمار وفي طريقة التوظيف».

يقع كتاب الناقد علي آيت لشكر في 160 صفحة من القطع المتوسط، وتزين غلافه الخارجي لوحة الفنان والحروفي المراكشي الحسن الفرسيوي، وقد صدر السنة الجارية (2024) عن منشورات دار الشعر في مراكش في طبعة أولى، وتم الاحتفاء بهذا الإصدار شهر مايو/أيار الماضي ضمن فعاليات الدورة الخامسة للملتقى الوطني «حروف» للشعراء والنقاد الشباب.

يظل الأفق المنشود، لهذا المبحث النقدي، هو الوصول الى محاولة تحديد سمات عامة لوضع تصور «عام عن جمالية إيقاع الشعر الأمازيغي بشتى لهجاته»، إن أمكن توسيع قاعدة المنجز الشعري المدروس، في أنماط شعرية أمازيغية أخرى، وأيضا تجاوز الجانب العروضي في التناول والاهتمام أكثر بمستوى جماليات «الإيقاع الشعري الأمازيغي». وقد سعت الدراسة عموما، الى الإجابة عن سؤال محوري هو: كيف يسهم الإيقاع في جمالية الشعر الأمازيغي؟ وعن هذا السؤال تفرع سؤالان رئيسيان هما: كيف تسهم البنية الإيقاعية العروضية في جمالية الشعر الأمازيغي؟ وكيف تسهم البنية الإيقاعية الصوتية في جمالية الشعر الأمازيغي؟

لقد سعت الدراسة الى توسيع لمفهوم الإيقاع الصوتي، لبيان كيفية إسهام بعض العناصر الأساسية في جمالية الشعر الأمازيغي، كما تم اختيار تجارب شعرية تنتمي إلى فترات زمنية مختلفة: الأولى زمنيا تعود إلى القرن الثامن عشر (سيدي حمو الطالب)، في حين «ترجع تجربة أزايكو إلى ثمانينيات القرن الماضي؛ وهي تجربة تمزج بين التحديث من حيث المضامين، والوفاء للتقاليد الوزنية من حيث الشكل؛ أما التجربة الأخيرة، تجربة حبيب لكناسي، فهي متأخرة زمنيا ومختلفة شكلا ومضمونا».








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي