
القدس المحتلة- نفذت إسرائيل غارات جوية قاتلة في غزة يوم السبت 6يوليو2024، واشتبكت مع مقاتلي حماس، بينما تبادلت إطلاق النار مع مسلحي حزب الله عبر الحدود اللبنانية إلى الشمال.
واحتدم القتال مع استمرار الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب التي ستدخل شهرها العاشر يوم الأحد، حيث قالت إسرائيل يوم الجمعة إنها سترسل وفدا الأسبوع المقبل لمواصلة المحادثات مع الوسطاء القطريين.
وفي بيان أعلن عن هذه الخطوة، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هناك "فجوات" لا تزال قائمة مع حماس حول كيفية تأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.
وجاء ذلك بعدما أجرى وفد برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد ديفيد برنياع جولة أولى من المحادثات مع وسطاء في الدوحة.
وقال المتحدث "تم الاتفاق على أن يتوجه المفاوضون الإسرائيليون إلى الدوحة الأسبوع المقبل لمواصلة المحادثات. ولا تزال هناك فجوات بين الطرفين".
ولم تتحقق أي هدنة منذ توقف دام أسبوعا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تم خلاله إطلاق سراح 80 رهينة إسرائيليا مقابل إطلاق سراح 240 فلسطينيا محتجزين في السجون الإسرائيلية.
استمرت الحرب بلا هوادة يوم السبت، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ عمليات في معظم أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك الشجاعية في الشمال، ودير البلح في وسط غزة، ورفح في الجنوب.
وتعد الشجاعية من بين المناطق التي أعلن الجيش في وقت سابق أنها أصبحت خالية من حماس، لكن القتال يدور فيها الآن مرة أخرى.
وقالت وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس إن 87 شخصا على الأقل قتلوا خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، وأفاد مسعفون يوم السبت بمقتل 10 أشخاص في غارة جوية على منزل في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة.
وقالت دائرة الصحافة التابعة لحركة حماس ومسعفون إن أربعة صحفيين يعملون لصالح وسائل إعلام محلية قتلوا في غارات ليلية، كما قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن اثنين من موظفيها قتلا.
وبحسب وكالة الأونروا، التي نسقت معظم المساعدات المقدمة إلى غزة، فقد قُتل 194 من موظفيها في الحرب.
- "الكرة في ملعب إسرائيل" -
وتحدثت الولايات المتحدة، التي توسطت في المحادثات إلى جانب قطر ومصر، عن احتمالات التوصل إلى اتفاق قائلة إن هناك "فرصة كبيرة للغاية" لكلا الجانبين.
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو/أيار الماضي عن مسار للتوصل إلى اتفاق هدنة، قال إنه تم اقتراحه من قبل إسرائيل.
وشمل ذلك هدنة أولية لمدة ستة أسابيع، وانسحاب إسرائيل من المراكز السكانية في غزة، وتحرير الرهائن الذين يحتجزهم المسلحون الفلسطينيون.
وتعثرت المحادثات بعد ذلك، لكن مسؤولا أميركيا قال يوم الخميس إن الاقتراح الجديد من حماس "يدفع العملية إلى الأمام وقد يوفر الأساس لإتمام الصفقة".
وقال المسؤول الكبير في حماس أسامة حمدان لوكالة فرانس برس إن الأفكار الجديدة التي طرحتها الحركة "نقلها الوسطاء إلى الجانب الأميركي الذي رحب بها ونقلها إلى الجانب الإسرائيلي. والآن الكرة في الملعب الإسرائيلي".
بدأت الحرب بالهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1195 شخصا معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية.
كما اختطف المسلحون رهائن، بقي منهم 116 في غزة بما في ذلك 42 يقول الجيش إنهم قتلوا.
وردت إسرائيل بتنفيذ هجوم عسكري أسفر عن مقتل 38098 شخصا على الأقل في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تحكمه حماس.
وتقول وكالات الأمم المتحدة إن الحرب أدت إلى تهجير 90% من سكان غزة، وتدمير معظم مساكنها والبنية الأساسية الأخرى، وتركت ما يقرب من 500 ألف شخص يعانون من جوع "كارثي".
وكان العائق الرئيسي أمام التوصل إلى اتفاق هدنة هو مطلب حماس بإنهاء القتال بشكل دائم، وهو ما يرفضه نتنياهو وشركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف بشدة.
ويطالب الصقر المخضرم بالإفراج عن الرهائن، لكنه يصر أيضاً على أن الحرب لن تنتهي حتى تدمر إسرائيل قدرة حماس على شن الحرب أو الحكم.
- صفارات الإنذار والضربات الجوية -
وقعت حوادث إطلاق نار عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران بشكل شبه يومي منذ بدء الحرب على غزة، لكنها تصاعدت بشكل ملحوظ خلال الشهر الماضي.
وأثار ذلك مخاوف من اندلاع حرب كبرى بين الأعداء اللدودين، والتي قد تجر إيران وقوى أخرى.
انطلقت صفارات الإنذار صباح السبت فوق شمال إسرائيل، وقال الجيش إنه أسقط "هدفا جوياً مشبوهاً" وسقطت "طائرتان معاديتان" أطلقتا من لبنان في أرض مفتوحة.
وقال الجيش في وقت سابق إنه هاجم "عددا من الأهداف الإرهابية لحزب الله في جنوب لبنان" خلال الليل، وكلها بالقرب من الحدود.
أعرب مسؤولون أميركيون، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، عن أملهم في أن يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى تخفيف العنف على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.