
القدس المحتلة- تواجه الطفلة شهد الكفارنة، المولودة قبل موعدها بثلاثة أسابيع، صعوبة في التقاط أنفاسها عبر أنابيب الأكسجين المتصلة بها داخل حاضنة بمستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، وفقاً لوكالة شينخوا الصينية.
وتقف سلمى على مسافة ليست بعيدة عن لتراقب تحركات طفلتها البالغ وزنها 1.5 كيلوجرام، لتطمئن نفسها بأنها لا تزال على قيد الحياة.
وقالت الأم (29 عاما) "أنجبت طفلتي الأولى قبل موعد ولادتي بثلاثة أسابيع، وعندما ولدت صمتت ولم تصرخ بصرخة الحياة بسبب سوء التغذية".
وفي البداية اعتقدت سلمى أن طفلتها ولدت ميتة، وأضافت "بكيت ودعوت الله أن يعيد الحياة إليها (...) كنت أحلم دائما بأن أصبح أما وأعتني بطفلتي وأربيها لتكون صالحة لنفسها ولمجتمعها".
وتابعت "لم أصدق عندما سمعت إحدى الممرضات أن طفلتي لا تزال على قيد الحياة لكنها بحاجة إلى البقاء في حاضنة خاصة للأطفال حديثي الولادة قبل أن أتمكن من اصطحابها".
ومنذ ولادة شهد، وهي من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، قبل عشرة أيام، تتوجه سلمى إلى المستشفى للاطمئنان على طفلتها ومراقبتها داخل حاضنتها.
وقالت "أشعر أن طفلتي تكافح من أجل البقاء (...) مع كل نفس تتنفسه، أشعر أنها فرصة جديدة للحياة"، مضيفة "كنت سعيدة عندما أخبرني الأطباء أنني أستطيع أن أحمل طفلتي خلال أسبوعين إذا ظلت حالتها مستقرة وتحسنت صحتها".
ولكن يبدو أن سعادة سلمى لن تدوم طويلا إذا توقف مستشفى كمال عدوان عن العمل بسبب نفاد الوقود، مما يعني أن أجهزة الأكسجين في الحاضنات ستتوقف عن العمل، وهو ما سيتسبب في وفاة الأطفال حديثي الولادة.
وحذر مدير المستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية من أن المستشفى سيتوقف عن العمل قريبا لعدم توفر الوقود الكافي لتشغيل المولدات الكهربائية، بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن القطاع.
وقال أبو صفية "في حال عدم توفر الوقود سنعلن إغلاق المستشفى الوحيد شمال قطاع غزة، ما يعني وفاة مرضى بينهم أطفال في الحاضنة".
وتخشى سلمى أن تكون طفلتها من بين الأطفال الذين قد يموتون بسبب نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.
وقال مسؤول العلاقات العامة بمستشفى كمال عدوان وسام السكني إن نحو 40 طفلا ولدوا يعانون من سوء التغذية وانخفاض الوزن نتيجة عدم حصول الأمهات على الغذاء اللازم خلال فترة الحمل.
وأضاف السكني أنه "في ظل نقص الوقود، نكافح حاليا لإبقاء الأطفال حديثي الولادة على قيد الحياة من خلال استغلال معظم الكهرباء الموجودة في المستشفى لتشغيل أجهزة الأكسجين داخل الحاضنة".
وطالب السكني المؤسسات الصحية العالمية بالمساعدة في توفير الوقود اللازم للمستشفى بشكل عام والحاضنات بشكل خاص لإنقاذ حياة المرضى والأطفال المبتسرين.
وقالت شيماء أبو شرخ، وهي امرأة فلسطينية من جباليا، إن أيا من هذه النداءات لم تنجح في إنقاذ حياة طفلها الخديج محمد، الذي ولد قبل سبعة أيام ولم يتجاوز وزنه كيلوجراما واحدا نتيجة سوء التغذية الذي يعاني منه.
وعانت شيماء من سوء التغذية خلال فترة حملها، وقالت "عانيت كثيراً أثناء حملي بين النزوح والخوف والقلق وسوء التغذية، مما منع جنيني من النمو بشكل طبيعي في بطني (..) ولد ضعيفاً وغير مكتمل ومات قبل أن أتمكن حتى من حمله".
وأضافت الشابة (25 عاما) "ما ذنبنا كأمهات وما ذنب أبنائنا حتى ندفع ثمن هذه الحرب التي لا طاقة لنا بها (...) لماذا علينا أن نتحمل كل هذا الألم النفسي والجسدي؟".
وتشن إسرائيل حربا واسعة النطاق على قطاع غزة للشهر التاسع على التوالي ردا على هجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على البلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع الساحلي في 7 أكتوبر الماضي أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي فضلا عن احتجاز رهائن.
ومنذ ذلك الوقت، تفرض إسرائيل حصاراً مشدداً على القطاع وتمنع دخول الوقود إليه مما أثر سلباً على عمل بقية المستشفيات في القطاع، بما فيها مستشفى كمال عدوان، المستشفى الوحيد العامل في شمال القطاع.