دبابة اسرائيلية في غزة 2- أ ف ب

في إرهاب متعمد ووحشية مقصودة : فلسطيني يروي قصة سحق جسد والدته تحت جنازير الدبابات الإسرائيلية خلال اجتياح الشجاعية

2024-06-30

جيش الاحتلال يواصل استخدام دباباته في “دهس” المدنيين الفلسطينيين بشكل متعمد وهم أحياء (الأناضول)غزة - أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن جيش الاحتلال يواصل استخدام دباباته في “دهس” المدنيين الفلسطينيين بشكل متعمد وهم أحياء وسحق جثامينهم، إلى جانب استخدام المدنيين كـ”دروع بشرية” خلال عملياته البرية في قطاع غزة، في إطار “جريمة الإبادة الجماعية”، المستمرة منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي.

وأشار المرصد في بيان إلى أن فريقه الميداني وثّق “جريمة مركبة مكتملة الأركان” ضد أسرة مدنية مكونة من أم مسنة وأربعة من أبنائها، منهم ثلاث فتيات وحفيدة لا تتعدى العام والنصف، باقتحام منزلهم وإطلاق النار والقنابل تجاههم مباشرة، داخل منزلهم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وإخراجهم منه مساء الخميس الموافق 27 يونيو/ حزيران، ثم احتجازهم وهم مصابين داخل وقرب دبابات إسرائيلية لأكثر من ثلاث ساعات، في منطقة قتال خطيرة واستخدامهم دروعا بشرية، ومن ثم دهس الأم صفية حسن موسى الجمال (65 عاما)، وقتلها، بعد إصابتها بجنازير دبابة إسرائيلية وهي ما تزال على قيد الحياة على مرأى من ابنها.

القصة المؤلمة
نقل فريق المرصد عن نجل المسنة، مهند الجمال (28 عاما) قوله: “نحن نسكن في شارع النزاز في الشجاعية شرق غزة، في حوالي الساعة 10:00 صباح الخميس، فوجئنا بسماع صوت قصف وانفجارات، حاولنا نخرج لم نستطع، حوصرنا، دخلنا البيت وصعدنا للطابق الأول وجلسنا في غرفة وسط البيت، ولاحظنا تقدم الدبابات الإسرائيلية باتجاه المنطقة، ثم اشتدت وتيرة القصف”.

وخلال إفادته قال: “بعد المغرب سمعنا صوت إطلاق نار في الشارع أعقبه صوت تفجير، وتبين لي أن الجنود اقتحموا المنزل بعد تفجير جدار وصعدوا إلينا، وعندما وجدونا في الغرفة بدأوا بإطلاق النار عشوائيا على جدران الغرفة وألقوا قنبلة تلو القنبلة، حتى ألقوا 5 قنابل مع إطلاق نار تجاهنا في الغرفة، وكانوا يصرخون بالعبري ولا نعلم ماذا يقولون. أصبت بشظايا في ظهري وأصيبت شقيقتي بشظايا، وكانت شقيقاتي يصرخن إحنا مدنيين، وأصيبت والدتي بشظية كبيرة في صدرها، ثم تقدم الجنود واحدا تلو الآخر وهم يصرخون اصمت، ثم سحبوني وأجبروني على خلع ملابسي وأوقفوني على الجدار، ثم دخلت مجندة عند والدتي وشقيقاتي، والجنود يصوبون أسلحتهم تجاهي لمدة نصف ساعة”.

وتابع في شهادته: “طلبوا مني حمل أمي على ظهري وإنزالها للأسفل، ثم قال جندي آخر بأن أنزلها على حمالة حيث حملتها مع جندي آخر، وخرجنا من الفتحة التي فجرها الجيش وخرجنا إلى الأرض المجاورة وأدخلونا في الدبابة، حيث أدخلت النقالة وعليها أمي ثم خرجت وأرجعوني للمنزل وأخذوا جواز سفري، ثم أنزلوني ووضعوا قيودا في يدي، وكانت شقيقاتي عند باب الدبابة، وطلب منهن الجنود الانتظار، ثم جاء جندي في حوالي الساعة 9:45 مساء وفك القيود ووضع مرابط في يدي وعصبة على عيني، وأوقفني على تلة رمل، وكان يضيء تجاهي بالليزر”.

وتابع: “تقدم أحد الجنود وسحبني من رقبتي وتحركت 50 مترا وأدخلوني دبابة أخرى من جديد، تحركت في المكان ثم أنزلوني وأدخلوني في دبابة كانت بها الحمالة التي نقلنا بها أمي وتحركت الدبابة، اعتقدت أنهم سينقلوننا إلى مكان لعلاج والدتي، ثم أنزلني، وأنزلوا والدتي وهي مصابة ووضعوها على الأرض، عرفت بعد عدة دقائق أننا في آخر شارع النزاز دوار مشتهى، سألت أين أنا، فقال سيأتي (إسعاف) لأخذ أمك، وكانت والدتي ملقاة على الأرض، كانت هناك دبابتان على اليمين واليسار تحيطان بالدوار والثالثة التي كنت فيها، وبعد أن صعد الجنود للدبابة التي أنزلوني منها، بدأت بالتحرك للخلف فدهست والدتي”.

سحق الوالدة تحت الدبابة
عن هذا المشهد الأليم، قال مهند: “رأيت المشهد وشعرت كأنني فقدت عقلي وبدأت بالبكاء والصراخ.. الدبابة على اليمين اقتربت مني وأرادت أن تدهسني فهربت وظننت أنني سأُقتل، ولكن الدبابتين اتجهتا لجهة شارع آخر، والدبابة التي كانت في جهة اليسار كانت ستدهس أمي مرة أخرى ولكن لم يحصل ذلك، ثم التفت الدبابات ووجهت فوهة مدافعها نحوي فخفت واتخذت ساترا واختبأت وبدأت أصرخ ولا أسمع إلا صوت الرصاص، وانتبهت لاقتراب كلاب من جثة والدتي يريدون نهش لحمها، فأبعدتهم عنها. كان ذلك تقريبًا الساعة الواحدة فجر الجمعة، كان الجندي في الدبابة يعلم أين قام بإنزالها وكان قادرا على أن يتفاداها ولكنه تعمد دهسها”.

وتابع: “لم أستطع تحمل الموقف مع إطلاق النار ولم أستطع حمل أمي بعد أن قامت الدبابة بدهسها، ومع صدمتي بما حدث، بصعوبة استطعت تغطية أمي وهرعت أركض من المكان وتفكيري لو أن هناك إسعافا كما قال لما قام بدهسها، وذهبت أبحث عن شقيقاتي اللاتي لا أعلم ما مصيرهن وبقيت أمشي وأنا أبكي وأسمع في الشوارع أصوات إطلاق النار. بقيت أمشي حتى وجدت شخصا في بلكونة أعطاني زجاجة ماء وأخبرني بطريق آمن لأسير فيه حتى وصلت لمنطقة الدرج عند أصحابي”، ويشير إلى أنه حاول هناك التواصل مع أي أحد للوصول لشقيقاتي، وقال: “لاحقا عرفت أنهن في المستشفى المعمداني لعلاج الإصابات وسألوني عن أمي فأخبرتهن”.

حوادث مماثلة
أكد المرصد الأورومتوسطي أنه سبق ووثّق العديد من حوادث قتل الجيش الإسرائيلي مدنيين فلسطينيين دهسا تحت جنازير الدبابات بشكل متعمد وهم أحياء.

وذكّر المرصد بواقعة قتل الجيش الإسرائيلي، الفلسطيني جمال حمدي حسن عاشور (62 عاما) دهسا بشكل متعمد في حي الزيتون بمدينة غزة يوم 29 شباط/ فبراير المنصرم، بعد أن اعتقله وقيده بقيود بلاستيكية وأخضعه للتحقيق قبل دهسه بمركبة مدرعة، واتضح أن الدهس تم من النصف السفلي ثم العلوي من جسده.

وكان عاشور، وهو أب لخمسة أبناء، نزح من منزله بعد أن استهدفته طائرات إسرائيلية، الأمر الذي أدى إلى مقتل ابن شقيقه.

وقد سبق أن وثق الأورومتوسطي حادثة مماثلة بدهس دبابة إسرائيلية كرفان إيواء مؤقت في منطقة “أبراج طيبة” في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة في 23 كانون ثاني/ يناير الماضي، كان يقيم فيه أفراد من عائلة “غنام” وهم نائمون ما أدى إلى استشهاد شخص وابنته الكبرى، وإصابة أطفاله الثلاثة المتبقين وزوجته.

كما وثق المرصد في 16 كانون أول/ ديسمبر 2023، إقدام الدبابات والجرافات الإسرائيلية على دهس وسحق نازحين داخل خيامهم في ساحة مستشفى كمال عدوان، في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم، بمن فيهم مصابون، إلى جانب سحق جثامين شهداء كانت مدفونة في قبور بالساحة.

 









كاريكاتير

إستطلاعات الرأي