«مقاومة الأنسولين» حالة مرضية لها تأثير كبير في صحتنا. وعادة يتم تجاهلها، نظراً لطبيعتها الصامتة، فهي تقع في قلب العديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك: متلازمة التمثيل الغذائي، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.وفقا لموقع زهرة الخليج
وفي الأغلب، تصاب نساء كثيرات بهذا المرض، خاصة خلال السنوات القليلة الماضية، فلماذا أصبح «مقاومة الأنسولين» مرض العصر بين النساء، وما أعراضه، وما التدابير الوقائية اللازمة له؟
مقاومة الأنسولين حالة صحية معقدة، حيث تصبح خلايا الجسم مقاومة لتأثيرات الأنسولين، وهو الهرمون الذي يعمل على تنظيم حركة السكر (الجلوكوز) إلى الخلايا؛ لاستخدامه في الطاقة.
في الجسم، الذي يعمل بشكل طبيعي، يضمن الأنسولين توزيعاً متوازناً للجلوكوز، ما يسهل امتصاصه في الخلايا، ومع ذلك في حالة مقاومة الأنسولين، على الرغم من وجود مستويات كافية أو حتى عالية من الأنسولين بالجسم، تفشل الخلايا في الاستجابة بشكل فعال، ما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في مجرى الدم. وهذا بدوره يحفز البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين، في محاولة لتعويض الاستجابة غير الفعالة، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الأنسولين، وهي حالة تعرف باسم «فرط أنسولين الدم».
من المثير للاهتمام أن الأبحاث أظهرت أن النساء لديهن معدل انتشار أعلى لمقاومة الأنسولين مقارنة بالرجال، ويرجع ذلك إلى أسباب عدة، أبرزها:
أولاً: تؤثر الاختلافات البيولوجية كثيراً في هذا الأمر، حيث يختلف النساء والرجال بشكل ملحوظ، ليس فقط من حيث مظهرهم الجسدي، ولكن أيضاً في وظائفهم البيولوجية والفسيولوجية، وتمتد هذه الاختلافات إلى الطريقة التي تستجيب بها أجسامهم للأنسولين. وأحد الأسباب الرئيسية لزيادة «مقاومة الأنسولين» لدى النساء هو الاختلاف في توزيع الدهون، إذ تميل النساء إلى تخزين الدهون تحت الجلد مباشرة، بينما يميل الرجال إلى تخزينها حشوياً، أي في تجويف البطن، بالقرب من الأعضاء الحيوية، وتعتبر الدهون تحت الجلد أكثر مقاومة للأنسولين من الدهون الحشوية، ما قد يوفر تفسيراً معقولاً لارتفاع «مقاومة الأنسولين» لدى النساء. كما يمكن أن يعزى الاختلاف في توزيع الدهون بين الرجال والنساء إلى استراتيجيات البقاء التطورية، فقد تحتاج النساء، بصفتهن من يحملن الأطفال، إلى تخزين الطاقة بكفاءة من أجل الحمل والرضاعة، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الدهون في الجسم ونمط توزيع مختلف.
ثانياً: تلعب التأثيرات الهرمونية، الناقلات الكيميائية للجسم، دوراً كبيراً في إصابة النساء بمقاومة الأنسولين أكثر من الرجال، إذ يؤثر الهرمون الأنثوي (الإستروجين)، على وجه الخصوص، في حساسية الأنسولين. وخلال الدورة الشهرية، تتقلب حساسية الأنسولين مع التغيرات الهرمونية، ما يؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين في بعض مراحل الدورة.
علاوة على ذلك، خلال فترة انقطاع الطمث، وهي فترة تتميز بانخفاض حادّ في مستويات هرمون الإستروجين، تصبح النساء أكثر عرضة لمقاومة الأنسولين، وقد يكون هذا التغير بسبب فقدان التأثيرات الوقائية للإستروجين في حساسية الأنسولين.
بالإضافة إلى ذلك، لعوامل نمط الحياة، بما في ذلك: النظام الغذائي، والنشاط البدني، تأثير كبير في الاختلاف بين الجنسين في «مقاومة الأنسولين»، ومن المرجح أن تنخرط النساء في اتباع نظام غذائي، ما قد يؤدي إلى تأثير «اليويو» في الوزن، كما يمكن أن تؤدي زيادة الوزن، وفقدانه المتكرر، المعروف باسم «دورة الوزن»، إلى زيادة مقاومة الأنسولين بمرور الوقت.
وتميل النساء إلى أن تكون لديهن كتلة عضلية أقل من الرجال، ما قد يقلل حساسية الأنسولين، حيث إن العضلات هي الموقع الرئيسي للتخلص من الجلوكوز بواسطة الأنسولين، وتعتبر العضلات ضرورية لامتصاص الجلوكوز، والتمثيل الغذائي، لذا فإن انخفاض كتلة العضلات قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، وزيادة مقاومة الأنسولين.