نيويورك تايمز: فزع في أوساط الحزب الديمقراطي بعد "كارثة" بايدن- ترامب.. وحديث عن مرشح جديد لهم  

2024-06-28

 

على مدى 90 دقيقة، كافح بايدن بصوته الأجش ليقدم مواقفه ويواجه الأداء الحاد وغير النزيه من دونالد ترامب (ا ف ب)وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” أداء الرئيس الأمريكي جو بايدن في أول مناظرة تلفزيونية مع منافسه الجمهوري  دونالد ترامب بـ”المتخبط بشكل أثار الفزع في صفوف الحزب الديمقراطي” وسط دعوات لاستبداله في البطاقة الرئاسية.

وفي تحليل للمناظرة، قال بيتر بيكر في الصحيفة، إن الرئيس بايدن كان يأمل ببناء زخم جديد لحملته الانتخابية من خلال الموافقة على مناظرة قبل شهرين تقريبا من حصوله على ترشيح الحزب الديمقراطي رسميا. إلا أن أداءه المتقطع وغير المترابط ليلة الخميس، أدى لحالة من الفزع  بين الديمقراطيين الذين أعادوا فتح النقاش حول ترشيحه أم لا في الانتخابات الرئاسية.

وعلى مدى 90 دقيقة، كافح بايدن بصوته الأجش ليقدم مواقفه ويواجه الأداء الحاد وغير النزيه من دونالد ترامب، مما أثار شكوكا حول قدرة الرئيس الحالي على شن حملة قوية وتنافسية في الأشهر المتبقية على الانتخابات في تشرين الثاني/ نوفمبر. وبدلا من تبديده الشكوك حول عمره وكونه يشكل عائقا أمام فترة رئاسية ثانية، زاد بايدن من المخاوف في هذا الشأن.

وتبادل الديمقراطيون الذين دافعوا عن الرئيس وقدرته على الرئاسة لولاية ثانية، ومنهم أعضاء داخل إدارته، مكالمات فزعة ونصية بعد بداية المناظرة بدقائق قليلة، حيث بدا واضحا أن بايدن لم يكن حادا بما فيه الكفاية. ولجأ البعض في حالة من اليأس إلى منصات التواصل الاجتماعي، فيما تناقش آخرون فيما بينهم إن كانت الوقت متأخرا لإقناعه التنحي وترك الساحة لمرشح أكثر شبابا، بينما عبّر آخرون عن الصدمة.

وقال ديمقراطي قديم: “سيواجه بايدن دعوات متزايدة للتنحي”، مضيفا: “يتمتع جو بحب كبير لدى الديمقراطيين لكنه جفّ”. وقال الديمقراطي الإستراتيجي الذي دعم بايدن بحماس: “توجد الأحزاب لكي تفوز بالانتخابات” و”الرجل الذي كان على المنصة مع ترامب، لا يمكنه الفوز”.

وقال إن “الخوف من ترامب قمع النقد لبايدن وهذه المخاوف الآن هي التي ستغذي الدعوات لكي يتنحى الرئيس جانبا”.

وقالت مجموعة من النواب الديمقراطيين في مجلس النواب، إنهم راقبوا المناظرة، وقال أحدهم بدون الكشف عن هويته، إن المناظرة كانت كارثة لبايدن. وأضاف أن المجموعة تناقش فيما بينها مرشحا رئاسيا جديدا.

مارك بويل، أحد المتبرعين البارزين لبايدن والحزب الديمقراطي، قال إن على الرئيس بعد المناظرة التفكير إن كان المرشح الأقوى: “هل لدينا الوقت لكي نضع مرشحا قويا؟”، وأضاف أنه لم يطلب بعد من الرئيس الانسحاب، “لدى قيادة الحزب الديمقراطي المسؤولية كي يذهبوا إلى البيت الأبيض وينقلوا ما يفكر به الأمريكيون بوضوح، لأن الديمقراطية هنا على المحك وكلنا نشعر بالعصبية”.

وكان هدف بايدن من قبول المناظرة التلفزيونية في وقت أبكر من تاريخها المعتاد في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هو إعادة تشكيل الرسالة لصالحه وتخيير الأمريكيين بينه أو بين مجرم مدان وسيدمر الديمقراطية لو مُنح الفرصة مرة ثانية. إلا أن بايدن ترك استديو “سي أن أن” في أتلانتا وهو يواجه استفتاء على نفسه وقدرته في مناظرة سيتردد صداها لأيام. وبدا ترامب يتعامل مع النقاش بدون أية مشكلة، وانتقل من كذبة إلى أخرى بدون مواجهة أي تحد من الرئيس، وفق الصحيفة.

وظهر ترامب واثقا بنفسه متجنبا السلوك المتعجرف الذي أضر به في أول مناظرة له مع بايدن عام 2020، وترك منافسه يحاول التغلب على المتاعب التي تواجهه. ومع أن ترامب بدا في بعض الأحيان مشتتا وقدم تصريحات ملتوية من الصعب متابعتها، وغير صحيحة بالمطلق، بحسب ما تقول الصحيفة، إلا أنه قدمها بطاقة وحيوية غطت على تصريحاته المضللة.

وظل الرئيس السابق في موقع الهجوم خاصة في موضوعات تمثل نقاط ضعف له، مثل الهجوم على الكونغرس في 6 كانون الثاني/ يناير  2021. في المقابل، بدا بايدن طوال الوقت في موقع المدافع، ولم يستخدم العبارات التي رتبتها له حملته أو مرّ عليها بشكل عابر، وتمتم بها بطريقة غير واضحة.

وقال مساعدوه إن الرئيس أصيب بنزلة برد قبل أيام من النقاش، وهو ما تسبب بصوته المبحوح. وطالما رفض مستشارو الرئيس فكرة خروجه من السباق، واعتبروا هذا الحديث مجرد فزع لا تبرير له،  حتى مع تراجع شعبيته أمام ترامب في الولايات التي ستكون ساحة التنافس ويحتاجها للفوز على منافسه.

وتحدى مساعدو بايدن وحلفاؤه الاستطلاعات، وقالوا إن التكهنات الأخيرة بشأن الانتخابات مبالغ فيها. وأحد الأسباب التي أشاروا إليها في بداية المناظرة، هو التوضيح للرأي العام أن لديه خيارا واحدا وليس خيارين في التصويت.

وقال سيمون ساندرز، المساعد السابق لنائبة الرئيس كامالا هاريس: “أيها الناس، الحقيقة أنه لو كان جو بايدن سيتنحى لفعلَ هذا منذ وقت طويل” و”هذا ليس رأيي، بل الحقيقة، لا لن ينتحى في صباح اليوم التالي. وهو المرشح وهناك عدد من الديمقراطيين سيخرجون للدفاع عنه في الأيام القادمة”.

وأرسلت الحملة كامالا هاريس إلى “سي أن أن” للدفاع عن الرئيس، حيث اعترفت بأنها “بداية بطيئة، وهذا واضح للجميع”. وقالت إن بايدن أظهر أنه قادر على تحمل المسؤولية نظرا لإنجازاته المتعددة للأمريكيين: “جو بايدن الذي أعمل معه كل يوم، هو شخص عمل بطريقة تجلب الناس إلى المكتب البيضاوي”.

واستبعد حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، المرشح المحتمل ليحل محل بايدن وليس هاريس، فكرة تنحي الرئيس، وقال: “لن أدير ظهري أبدا لجو بايدن، ولا أعرف ديمقراطيا في حزبي سيفعل هذا خاصة بعد الليلة”. لكن هذا لم يوقف التكهنات، حيث كتب أندورو يانغ، الذي رشح نفسه ضد بايدن عام 2020، على منصات التواصل الاجتماعي: ” يا رجال، يجب على الديمقراطيين ترشيح شخص آخر قبل أن يفوت الأوان”.

وتوقع فان جونز، المساعد السابق في إدارة باراك أوباما، عودة النقاش حول استبدال بايدن، وقال: “هناك عدة أشخاص يتوقعون السير في طريق مختلف”. واشتعل النقاش مباشرة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث كتب مايك ميرفي المعادي لترامب: “آسف، سأصوت للرئيس بايدن لكن هذه كارثة حتى الآن”. وقال أليسا فرح غريفين، المساعدة السابقة لترامب في البيت الأبيض: “كانت أسوأ مما تخيله الناس”.

وقالت الصحيفة إن الحكم على أداء بايدن امتد إلى خارج الطبقة السياسية. ففي ساعات من النقاش، هبطت توقعات ترشيح بايدن على موقع “بريدكت. أورغ” وهو موقع مراهنات متخصص في المراهنات السياسية. وتراجعت حظوظ بايدن بكونه مرشح الحزب الديمقراطي إلى 60% وبانخفاض 26%، مما يعني أن المراهنين لديهم نسبة 60% لترشيحه، رغم فوزه في كل الانتخابات التمهيدية وبدون منافس من داخل الحزب.

ولا توجد سابقة قرر فيها مرشح الخروج من السباق الانتخابي متأخرا، ولا يوجد هناك إجماع حول ما سيحدث لو قرر بايدن التنحي. وكان الديمقراطيون قبل المناظرة يتخيلون سيناريوهات يمكن لكبار الحزب مثل تشاك تشومر، السيناتور عن نيويورك، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وجيمس كيلبورن، عن ساوث كارولينا التدخل مع بايدن. والآن، لا توجد أية إشارة على مواقفة أي منهم لعمل هذا.

وقال آخرون إن استبدال الرئيس متأخر، مشيرين إلى أن بايدن معتز بنفسه وعنيد، وهو الذي أصر على أنه الشخص المؤهل لهزيمة ترامب. ولا يستمع لأي شخص، سوى زوجته جيل بايدن التي دعمت ترشيحه لولاية ثانية.

وطالما تذمر الديمقراطيون من عدم وجود خليفة واضح لبايدن، ولا يعرفون إن كانت هاريس أو نيوسوم أو أي شخص قادر على البروز لتحديه. وعادة ما يتعثر الرؤساء في مناظراتهم الأولى، إما لأنهم غير جاهزين أو لديهم ثقة زائدة بالنفس.

المشكلة مع بايدن أن المناظرة ستقام في 10 أيلول/ سبتمبر، مما يعني أن لا فرصة له للتعافي خلال الأشهر المقبلة. وعلى خلاف هزيمة باراك أوباما في المناظرة مع ميت رومني عام 2012 حول الأساليب، إلا أن خسارة بايدن الأخيرة هي “وجودية”، كما يقول المنظر الإستراتيجي الديمقراطي.









كاريكاتير

إستطلاعات الرأي