
القدس المحتلة- أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة 28يونيو2024، بأنه ينفّذ عمليات بتغطية جوية في شمال غزة أدت إلى مقتل "عشرات" المسلّحين في حي الشجاعية الذي أعلن سابقا بأنه بات خاليا من مقاتلي حركة حماس.
وأفاد شهود عيان ومسعفون عندما بدأت عملية الشجاعية الخميس بأنها أدت إلى سقوط إلى العديد من الضحايا.
وجاء تجدد المعارك في شمال غزة بعد تصريحات صادرة الأحد عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي أفاد بأن حدّة "المرحلة المكثّفة" من الهجوم الإسرائيلي على غزة تتراجع بعد نحو تسعة شهور.
ويفيد خبراء بأنهم يتوقّعون مرحلة مقبلة مطوّلة.
وأفاد الخبير العسكري في "معهد القدس للاستراتيجية والأمن" عمر دوستري بأنه يتوقّع بأن يخفض الجيش حضوره الميداني ويزيد اعتماده على المسيّرات والطائرات المقاتلة "لمواصلة تفكيك حماس".
وكان مراسل فرانس برس في الشجاعية شاهدا الجمعة على ضربة جوية حيث رأى الدخان يتصاعد ليُسمع بعد ذلك دوي القصف المدفعي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه خلال ليل الخميس بدأ الجنود "تنفيذ عمليات مستهدفة" في منطقة الشجاعية في إطار عملية بدأت في وقت سابق من اليوم.
وأشارت معلومات استخباراتية إلى "وجود إرهابيين وبنى تحتية للإرهاب في منطقة الشجاعية"، وفق ما أفاد الجيش لدى كشفه عن أولى تفاصيل العملية.
- "ضربات مهمة" -
ومع توغل الجنود، قصفت الطائرات الحربية عشرات الأهداف التابعة لحماس، وفق ما أعلن الجيش، بعد ضربات أخرى "مهمة" أدت إلى مقتل "عشرات" المسلحّين في الشمال.
ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية افيخاي ادرعي عبر موقع "اكس" سكان الشجاعية الخميس إلى الإخلاء الفوري "من أجل سلامتكم" داعيا إياهم للتوجه إلى المنطقة الإنسانية الواقعة على بعد نحو 25 كيلومترا.
وشاهد مصوّر فرانس برس العديد من الفلسطينيين وهم يغادرون سيرا على الأقدام، حاملين أمتعتهم في الشوارع حيث تناثر الحطام.
وأكدت حماس بدء القوات الإسرائيلية "عملية توغّل" في الشجاعية متحدّثة عن سقوط "أعداد من الشهداء" ونزوح "الآلاف.. تحت وطأة قصفٍ واستهدافٍ ممنهج للمدنيين العزّل".
اندلعت الحرب في غزة إثر شنّ حماس هجوما غير مسبوق داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أسفر عن مقتل 1195 شخصا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.
واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 42 يقول الجيش إنّهم لقوا حتفهم.
وتردّ إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرّية أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ عن 37765 شخصا في قطاع غزة، حسب وزارة الصحّة التابعة لحماس.
وأعلن الجيش الجمعة مقتل جندي آخر يبلغ من العمر 19 عاما خلال معارك في جنوب غزة. يرتفع بذلك عدد قتلاه منذ بدء العمليات البريّة في القطاع إلى 314 جنديا.
أزمة الغذاء في قطاع غزة
وفي أجزاء أخرى من القطاع، أعلنت مصادر طبية الجمعة مقتل ثلاثة أشخاص في دير البلح في وسط غزة.
وأظهرت صور لفرانس برس تعرّض مبنى بلدي إلى الدمار فيما أظهرت صور أخرى زملاء أربعة متطوّعين في الدفاع المدني قتلوا في قصف على مخيم النصيرات للاجئين، وهم يصلّون عليهم. ووضعت السترات البرتقالية التي يرتدونها أثناء العمل فوق جثثهم التي لُفّت بالأكفان.
وأفاد شهود عيان الجمعة عن تعرّض النصيرات إلى قصف مدفعي.
- "عتبة" -
بينما تدور المعارك في غزة، تتزايد المخاوف من اتساع رقعة الحرب في المنطقة على خلفية تبادل القصف بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. وارتفع مستوى التوتر هذا الشهر بسبب تزايد حدة القصف.
أعرب مسؤولون أميركيون عن أملهم في إمكانية أن يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى خفض الأعمال العدائية عند حدود إسرائيل الشمالية، لكن شهورا من الوساطة التي شاركت فيها مصر وقطر لم تثمر عن اتفاق.
والخميس، أعلن حزب الله إطلاق "عشرات" الصواريخ على قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل ردّا على ضربات إسرائيلية على لبنان.
وأفاد حزب الله عن مقتل أربعة من مقاتليه فيما ذكر الجيش الإسرائيلي بأن ثلاثة من عناصر حزب الله قتلوا في ضربات جوية.
أُجبر معظم سكان غزة على النزوح ودُمّر الجزء الأكبر من البنى التحتية في القطاع، ما ترك السكان على حافة الموت.
وجاء في تقييم مدعوم من الأمم المتحدة هذا الأسبوع بأن حوالى نصف مليون شخص في غزة ما زالوا يعانون من جوع "كارثي".
ويؤكد الموقع الإلكتروني لـ"التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" بأنه أُنشئ "ليحل محل التدخلات السياسية المحتملة عبر الحياد الفني" وبأن محدداته مبنية على معايير دولية.
لكن متحدّثا باسم الحكومة الإسرائيلية قلل من أهمية التقرير معتبرا بأنه "متحيز"، مشيرا إلى أن ذلك يعود جزئيا إلى أنه "يستند لبيانات من مؤسسات صحية تابعة لحماس".
وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الخميس بأن إسرائيل وافقت على إعادة الكهرباء إلى محطة للتحلية في جنوب غزة. وقالت إنه يمكن لهذه "العتبة المهمة" بأن توفّر المياه التي يحتاجها مليون نازح.
وفي تطوّر آخر، غادر 21 مريضا بالسرطان عبر معبر كرم أبو سالم للخضوع للعلاج في الإمارات العربية المتحدة، وفق ما أفاد مصدر طبي في مصر.
يأتي إعلان نتانياهو عن تراجع حدة القتال الكثيف في وقت يواجه ائتلافه اليميني سلسلة من الضغوطات.
تجمّع آلاف المتظاهرين مجددا أمام مقر إقامته في القدس الخميس مطالبين باتفاق لإطلاق سراح الرهائن، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس.
وفي منطقة تل أبيب، فرّقت الشرطة تظاهرة لمتديّنين متشددين خرجوا للاحتجاج على قرار للمحكمة العليا ينص على وجوب تجنيدهم في الجيش.