أعادت ثلاث منظمات حقوقية الحكومة الهولندية إلى المحكمة يوم الجمعة 28 يونيو 2024، بحجة أن الحظر على توريد أجزاء طائرات مقاتلة من طراز F-35 إلى إسرائيل لا يتم احترامه عمليا.
وفي حكم تاريخي صدر في فبراير/شباط، أمرت محكمة الاستئناف هولندا بالتوقف عن تسليم أجزاء الطائرات المقاتلة التي تستخدمها إسرائيل في هجومها على قطاع غزة.
وقالت المحكمة في ذلك الوقت إن هناك "خطرا واضحا" من تورط الطائرات في انتهاك القانون الإنساني الدولي.
لكن جماعات حقوق الإنسان تعود إلى المحكمة، قائلة إن الحظر لم يمنع وصول تلك الأجزاء إلى الطائرات الإسرائيلية.
وقالت منظمة أوكسفام نوفيب، إحدى المنظمات المتورطة في القضية: "للأسف، كل شيء يشير إلى أن هذه الأجزاء تنتهي في إسرائيل من هولندا عبر طرق أخرى".
وقالت ليزبيث زيجفيلد، المحامية التي تمثل الجماعات الحقوقية، للمحكمة إن الحكومة الهولندية "واصلت تسليم (أجزاء) إلى دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة. وهذا يتعارض مع أمر المحكمة".
وقالت: "إن أمر المحكمة (من فبراير) ينطبق على جميع أجزاء طائرات F-35 مع اعتبار إسرائيل الوجهة النهائية ويجب على الدولة وقف جميع عمليات التسليم هذه عمليًا".
وأضاف زيجفيلد أن الحكومة يجب أن "تمنع بشكل نشط" وصول الأجزاء إلى إسرائيل.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة (إن.أو.إس) نقلا عن وثائق المحكمة إن الحكومة الهولندية أقرت بأنها لا تستطيع منع الأجزاء التي يتم شحنها إلى الولايات المتحدة من أن ينتهي بها الأمر في نهاية المطاف في طائرات إف-35 الإسرائيلية.
ووفقا للوثائق التي استشهدت بها NOS، تقوم الولايات المتحدة بشحن قطع غيار الطائرات المقاتلة التي ينتجها الهولنديون إلى دول أخرى للحصول على مجموعة عالمية من قطع الغيار. وتستمد إسرائيل أيضا من تلك المجموعة.
وقالت الحكومة الهولندية إنها ستنفذ الحكم الصادر في فبراير/شباط، لكنها أعلنت أنها ستستأنف الحكم أمام المحكمة العليا.
وجادل محامو الحكومة خلال تلك القضية بأنه إذا لم يزود الهولنديون الأجزاء من المستودع الموجود في هولندا، فيمكن لإسرائيل أن تشتريها بسهولة من مكان آخر.
وقال خبراء في القانون الدولي لوكالة فرانس برس إن من المرجح أن يكون طرفا الصراع في غزة متورطين في انتهاكات لحقوق الإنسان.
وبدأت الحرب بهجوم شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على جنوب إسرائيل، ما أدى إلى مقتل 1195 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي الانتقامي عن مقتل 37765 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة.