هآرتس: هكذا أصبح الإعلام في إسرائيل ركناً أساسياً لـ"حكومة الظلام"  

2024-06-27

 

مهمة اللجنة التي يترأسها دروري هي تعيين أعضاء المجلس الذي يرسم سياسة الهيئة (أ ف ب)في العام 1997 التقى عوزي أراد المستشار السياسي لرئيس الحكومة نتنياهو، الملياردير رون لاودر، في فندق الملك داود في القدس. كان لاودر في حينه مبعوث نتنياهو لقصر الأسد في دمشق. وقد عرض أراد نفسه للاودر كـ “صديق بيبي”. وقرر لاودر إعطاءه درساً. “استمع لي”، قال له. “لدي بيبي نوعان من الأصدقاء، من خانهم بخيانتهم ومن سيخونهم”.

كان لاودر من رجال الأعمال الأثرياء المقربين جداً من الزوجين نتنياهو، لكن بعد أن اشترى أسهماً في القناة 10، ولم يكن كما كانت التوقعات، تحققت الخيانة التي توقعها. “لقد شعروا أن القناة 10 ليست صديقة كما يجب أن تكون”، هكذا وصف لاودر الظروف التي أدت إلى النزاع في شهادته أمام الشرطة. الملياردير لين بلفتنك هو الذي اشترى أسهمه، ونتنياهو هو الذي دفع الملياردير إلى دس يده في جيبه. رئيس الحكومة التقى بلفتنك في العام 2015 في مقره في بلفور، وتوسل إليه قائلاً: “رجاء، غير القناة، لأنها قناة فظيعة. هذه مهمة وطنية رغم أنك لن تربح من ذلك”.

في الأيام التي تدهور فيها الحكومة الدولة إلى نقطة اللاعودة، يجسد بلفتنك تصورات نتنياهو ويعطي إشارات عن حدوث تغيير شامل في صورة شركة الأخبار. التعيين المشكوك فيه ليوليا شمولوخ باركوفيتش كمديرة عامة للشركة ربما يؤدي إلى إقالة صحافيين منتقدين، وإلى تجميع العبيد الذين يخدمون القوة ووضعهم في مناصب رفيعة وتصفية استقلالية الإعلام. ومن شأن بلفتنك أن يصبح إلى جانب اإحق ميرلشفيلي، راعي القناة 14، خادم النظام الأخطر.

ثمة ضوء تحذير آخر مشتعل: سيتم قريباً إطلاق قناة “آي 24 نيوز” بسيطرة باتريك درهي، وسيديرها فرانك ملول، الذي -حسب تقرير “هآرتس”- قاد سياسة تقليص الانتقاد الموجه لنتنياهو في الفترة التي بثت فيها القناة للخارج.

ويوشك البث العام على أن يتم احتلاله. وزير الاتصالات شلومو كرعي، يحاول السيطرة على هيئة البث التي ولدت بقانون يهدف إلى إقامة سور صيني بين السياسيين والصحافيين. “أنا آسف على هذا القانون”، قال نتنياهو في السابق. “لقد فاتني ذلك في عملية “الجرف الصامد”. وعين درعي رئيس لجنة التعيينات في الهيئة، القاضي المتقاعد موشيه دروري، وهو قاض محبب لدى حكومة الكارثة، الذي قال عن شركات الأخبار: “لا أصدق قنوات الذعر”.

مهمة اللجنة التي يترأسها دروري هي تعيين أعضاء المجلس الذي يرسم سياسة الهيئة. رجل القانون الذي أيد الانقلاب النظامي وبرأ طالب مدرسة دينية تعمد دهس أمينة صندوق من أصل إثيوبي، سيصبح الشخص القوي في هيئة البث العامة. تم تقديم التماسات للمحكمة العليا ضد تعيين شمولوف باركوفيتش ودروري. على المحكمة العليا استبعادهما، لكن لا يمكن الاعتماد فقط عليها أو على نضال الأغلبية الساحقة للعاملين في “أخبار 13” (باستثناء عدد قليل من الجبناء). المهم حقاً هو استيقاظ مدني والاعتراف بأن هؤلاء الأشخاص الذين لا تعني أسماؤهم أحداً. بلفتنك، وميريلشفيلي، ودروري، وشمولوف باركوفيتش، هم خطيرون في هذا المكان بدرجة لا تقل عن بن غفير وسموتريتش ولفين. ويمهدون الطريق بالأموال والخدمات لتأسيس نظام ظلامي، وأيضاً تجب محاربتهم بالاحتجاج والمقاطعة.

في السابق الخطوة الأولى للانقلاب على الحكم، جرت هجمة متوحشة على قنوات الراديو والتلفزيون. طرق العمل تغيرت في الحقيقة، ولكن الهدف نفسه. على الفور، في ظل الحرب، سيطرقون الأبواب بقوة.

 

غيدي فايس

هآرتس 27/6/2024









كاريكاتير

إستطلاعات الرأي