
غزة - محمد أبو رزق - يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه البري على مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة والمتاخمة للحدود المصرية، محدثاً دماراً هائلاً، خاصة في المنشآت الحكومية والخاصة، والبنى التحتية فيها، والمنازل، وفقا للخليح أونلاين.
وتعمد الاحتلال خلال هجومه إحراق معبر رفح البري، المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة مع العالم الخارجي، وجعله خارج الخدمة لسنوات طويلة بسبب حاجته إلى البناء من جديد، خاصة صالات المغادرة والوصول.
وأظهرت مشاهد مصورة قيام جنود الاحتلال بحرق جميع مرافق وصالات المغادرة، والمكاتب الخاصة بتنظيم دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وزارة الصحة الفلسطينية اعتبرت حرق معبر رفح البري جريمة بشعة، ستؤدي لوفاة آلاف المرضى والجرحى، الذين هم بحاجة إلى العلاج خارج مستشفيات قطاع غزة، مبينةً أن تجريف وحرق مرافق معبر رفح تظهر استخفاف الاحتلال بكل القوانين والأعراف الدولية.
ويعد معبر رفح البري متنفس أكثر من مليوني فلسطيني مع العالم الخارجي، وبوابة استقبال الوفود والمساعدات الإنسانية.
وفي 7 مايو الماضي سيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على المعبر، بعد يوم من إعلان تل أبيب بدء عملية عسكرية في مدينة رفح التي كانت تكتظ بالنازحين، متجاهلة تحذيرات دولية بشأن تداعيات ذلك.
وتفاقمت الأوضاع الإنسانية في القطاع منذ سيطرة "إسرائيل" على المعبر، من جراء منع دخول المساعدات، وتوقف حركة مرور المرضى والجرحى إلى الخارج لتقلي العلاج، إثر خروج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة.
وإلى جانب معبر رفح، بسط جيش الاحتلال سيطرته الكاملة على محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، والبالغ طوله 14 كيلومتراً من البحر الأبيض المتوسط غرباً وحتى معبر كرم أبو سالم شرقاً.
وهذا المحور جزء من المنطقة الحدودية التي تقع ضمن الأراضي الفلسطينية وتخضع للسيطرة الإسرائيلية بموجب اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام الموقعة بين مصر و"إسرائيل" عام 1979.
لكن وضع هذا المحور تعدل بموجب "اتفاق فيلادلفيا" الذي وقعته "إسرائيل" مع مصر في سبتمبر 2005، بعد انسحابها من قطاع غزة.
وبموجب الاتفاق الذي تعتبره تل أبيب ملحقاً أمنياً لاتفاقية "كامب ديفيد" ومحكوماً بمبادئها العامة وأحكامها، انسحبت "إسرائيل" من المحور، وسلمته مع معبر رفح إلى السلطة الفلسطينية.وحول ما يجري بالمحور، قالت إذاعة جيش الاحتلال: "لقد بدأ الجيش الإسرائيلي بالفعل بالتفكير في محور فيلادلفيا على المدى الطويل، وكيفية التمسك به لفترة طويلة".
وظهرت في مقطع فيديو جرافة إسرائيلية وهي تهدم المباني القريبة من محور فيلادلفيا، والخيام التي اضطر النازحون الفلسطينيون لمغادرتها على عجل قبل بدء الهجوم الإسرائيلي على رفح.
وعقبت الإذاعة: "هنا تذكير بما كان موجوداً في رفح قبل دخول الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة: خيام ضخمة كانت للنازحين واللاجئين، والتي لا تزال الآن فارغة تماماً".
وعن سير المعارك في المنطقة، لفتت إذاعة الجيش إلى أن الجنود الإسرائيليين "يواجهون تحدياً كبيراً في رفح، وهو المباني المفخخة".
حرق المستشفى الكويتي
المستشفى الكويتي التخصصي كان أحد أهداف جيش الاحتلال خلال هجومه المستمر على رفح، حيث استهدفت القوات الإسرائيلية المستشفى ما أسفر عن نشوب حريق وتدميره، بحسب مدير المستشفى، الدكتور صهيب الهمص.
وخرج المستشفى عن الخدمة بشكل كامل منذ دخول جيش الاحتلال لرفح، حيث انتقل للعمل بمستشفى ميداني من الخيام بمنطقة مواصي خان يونس جنوب المدينة، خاصة بعد استشهاد اثنين من العاملين فيه وإصابة خمسة آخرين، خلال وجودهم برفح.
وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أكد الهمص أن هناك عشرات الجثث ملقاة في شوارع محافظة رفح، وعشرات الجرحى، ولا يمكن للفرق الطبية الوصول إليهم بسبب استمرار الهجوم الإسرائيلي.
ودعا الهمص المؤسسات الصحية الدولية إلى تحمل مسؤولياتها في ظل هذه الظروف الخطيرة، مطالباً بوقف إراقة الدماء الفلسطينية وحرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة بشكل عاجل.
مستشفى العودة
كذلك استهدف جيش الاحتلال مركز العودة الصحي التابع لجمعية العودة الصحية والمجتمعية في رفح بالصواريخ؛ وهو ما أدى إلى تدميره بشكل كامل، ليكون خامس مرفق من مرافق جمعية العودة يدمر كلياً.
وأكدت جمعية العودة في تصريح مكتوب لـ"الخليج أونلاين"، أن كل مرافقها هي أعيان مدنية يجب أن تتوفر لها الحماية في أوقات الحروب والنزاعات بموجب أحكام ومواد القانون الدولي الإنساني والأعراف والمواثيق الدولية.
وأوضحت أنها استطاعت تقديم خدماتها في جميع مناطق قطاع غزة، ووصل عدد المستفيدين من خدماتها إلى (436,000) مستفيد منذ بداية العدوان حتى اللحظة.
وناشدت الجمعية ما تبقى من العالم الحر لممارسة الضغوط لوقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ومؤسساته الصحية التي تدمر على نحو ممنهج ومتعمد، بالرغم من أنها موثقة على الخرائط الرقمية كمؤسسات صحية مدنية.