
القدس المحتلة- لا يوجد الكثير مما يستطيع أطباء غزة فعله لتخفيف الألم الذي لا يزال يشعر به صهيب خزاعيق، البالغ من العمر ثلاث سنوات، بسبب إصابته بشظية تسببت في بتر ساقه من فوق الركبة في ديسمبر/كانون الأول.
وقال والده علي خزق (31 عاما) لوكالة فرانس برس من المستشفى الاهلي في مدينة غزة حيث يتلقى العلاج صهيب "إنه يتألم ويحتاج إلى مسكنات وطرف صناعي لا يتوفر إلا خارج غزة".
في 6 ديسمبر/كانون الأول، أدت غارة جوية إسرائيلية على حي تل الهوى، جنوب غرب مدينة غزة، إلى إصابة صهيب وتدمير منزلهم، مما أدى إلى نزوح الأسرة التي تقيم الآن مع أقارب لها، على حد قول خزق.
لقد تسببت الحرب والحصار الإسرائيلي في نقص الأدوية وتدمير جزء كبير من القدرة الطبية في غزة.
ونتيجة لذلك، أصبحت عمليات بتر الأطراف وسيلة رئيسية للتعامل مع الإصابات التي كان من الممكن أن يتم علاجها بشكل مختلف في ظروف أخرى، مما أدى إلى ارتفاع أعدادها بشكل أكبر.
ونقلا عن بيانات من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، قال رئيس وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين يوم الأربعاء إنه في غزة "يفقد 10 أطفال يوميا ساقا أو ساقين في المتوسط"، مضيفا أن ذلك يعني أن "نحو 2000 طفل" فقدوا ساقا واحدة أو ساقين في المتوسط. الساقين منذ بداية الحرب.
وصرح المتحدث باسم اليونيسف جوناثان كريكس لاحقا لوكالة فرانس برس أن الصعوبات في جمع البيانات في منطقة حرب تعني أن الأرقام مجرد "تقديرات" قد يستغرق التحقق منها وقتا، لكن الوكالة "التقت بالعديد من الأطفال الذين فقدوا أطرافهم".
وقال محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة لوكالة فرانس برس إن التقدير يبدو واقعيا، لأنه "بينما تعمل طواقم الدفاع المدني في الميدان، مع كل ضربة، تستعيد أطفالا، يفقد الكثير منهم ساقيه أو أذرعه، ويتطلب الأمر أحيانا عمليات بتر". الوصول إلى نقاط عالية على الطرف".
- لا طرف صناعي ولا مخرج -
وقالت مصادر طبية إن عمليات البتر غالبا ما تكون الخيار الوحيد المتاح، لكن يجب إجراؤها في ظروف غير مناسبة.
وقال الطبيب ماهر الجراح في المستشفى الاهلي لوكالة فرانس برس "هناك لحظات لا يتوفر فيها التخدير، ولكن من أجل إنقاذ حياة المواطنين نلجأ إلى البتر، وهذا يسبب آلاما شديدة للجرحى".
"كل يوم هناك هجمات تؤدي إلى بتر الساقين أو الذراعين للأطفال والكبار والنساء".
هناك نقص في الأطراف الاصطناعية المناسبة في قطاع غزة، الذي يخضع لحصار مشدد لا يسمح تلقائيا بدخول المعدات الطبية والأدوية إلى القطاع.
وقال خزق "إن شاء الله ستفتح المعابر وسيتلقى صهيب العلاج خارج غزة، والمستشفيات هنا لا علاج لها ولا أدوية".
وأضاف أن الوضع في المستشفى الذي يعمل فيه مأساوي بشكل خاص لأنه يصعب الوصول إلى شمال غزة، مما يزيد من النقص هناك في حين أن معظم المستشفيات "تخرج عن الخدمة بسبب الاستهداف المباشر من قبل الجيش الإسرائيلي".
وتأمل مروة أبو زايدة (40 عاماً) وابنها ناصر أبو درابي (8 أعوام) أيضاً في السفر إلى الخارج للحصول على العلاج والأطراف الاصطناعية.
وقد بُترت ساقها وذراعه بعد إصابتهما عندما أصابت غارة إسرائيلية منزلهما في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وقالت لوكالة فرانس برس من الاهلي: "آمل أن تنتهي الحرب وأن يتم فتح المعبر وتقديم التسهيلات لنا حتى نتمكن من السفر وتركيب أطراف (صناعية) ونعيش حياتنا بشكل طبيعي". مستشفى.
وقالت: "أنا وابني نشعر بالقلق عندما نحتاج إلى تغيير ضمادة الجرح بسبب الألم الذي نشعر به"، لأنه ليس لديهم مسكنات للألم.
- 'لا أمل' -
وقال بشار مراد من الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة إن عمليات الإجلاء الطبي ضرورية ولكنها نادرة في غزة، بما في ذلك للمرضى الآخرين مثل أولئك الذين يحتاجون إلى علاج السرطان.
وقال: "لا يوجد علاج للسرطان في غزة. ولا يمكننا علاج الحالات داخل القطاع بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي".
وأضاف مراد أن "القطاع الصحي في غزة انهار بشكل كامل، و25 ألف حالة تحتاج للسفر خارج القطاع للعلاج، ولم يتمكن من الخروج سوى 4000 حالة".
لدى علي خزق أمل ضئيل في إجلاء ابنه.
وقال "الناس يمرضون والأصحاء يمرضون. ليس هناك أمل أو راحة أو أي شيء يبعث على الارتقاء".
وبدأت الحرب بهجوم شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على جنوب إسرائيل، ما أدى إلى مقتل 1195 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي الانتقامي عن مقتل 37765 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس.