
غزة - قتل 94 فلسطينيا وأصيب أكثر من 200، السبت، في مجزرة ارتكبتها القوات الإسرائيلية بعد قصف مدفعي وجوي عنيف استهدف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بالتزامن مع توغل مفاجئ للآليات العسكرية شرقي وشمال غربي المخيم قبل تراجعها لاحقا.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن "94 شهيداً وأكثر من 200 جريح وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى جرّاء المجزرة الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات".
وأضاف المكتب، في بيان، أن "مستشفى شهداء الأقصى غير قادر على استيعاب أعداد الشهداء والجرحى".
وتابع: "نطلق نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والدولية بإنقاذ المستشفى وإمداده بالمستلزمات الطبية والمولدات الكهربائية لضمان استمرار تقديم الخدمة".
وأشار إلى أن "الوضع في مستشفى شهداء الأقصى كارثي وخطير بدرجة كبيرة".
وطالب "الإعلامي الحكومي" بوقف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين وضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وأعرب عن إدانته لـ"عدوان الاحتلال على المدنيين والأطفال والنساء وضد المنازل الآمنة".
وحمل المكتب "الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الكارثية التي أريقت فيها دماء عشرات الأبرياء المدنيين".
وفي وقت سابق، قال متحدث مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح خليل الدقران، إن "55 شهيدا وعشرات الجرحى وصلوا إلى المستشفى من مناطق متفرقة في مخيم النصيرات"، قبل أن يرتفع عدد الضحايا إلى 94 قتيلا وأكثر من 200 إصابة.
وأضاف الدقران، خلال مؤتمر صحفي في المستشفى، إن "المستشفى مكتظ ولا يوجد متسع لمزيد من المصابين لاستيعابهم".
وناشد المتحدث الفلسطينيين في المحافظة الوسطى التوجه إلى المستشفى من أجل التبرع بالدم.
كما طالب الدقران، المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بالتدخل لوقف "العدوان الوحشي الإسرائيلي" على غزة.
ونفذت مدفعية الجيش الإسرائيلي وطيرانه الحربي نفذا على مدى أكثر من ساعتين غارات عنيفة ومكثفة على مناطق وسط وغربي وشرقي مخيم النصيرات.
وذكر أن أعمدة الدخان الأسود كانت تتصاعد من كافة أنحاء المخيم جراء القصف الجوي والمدفعي غير المسبوق.
وحسب شهود عيان، فإن آليات عسكرية إسرائيلية توغلت بشكل مفاجئ في مناطق شرقي وشمال غربي مخيم النصيرات بالتزامن مع القصف المدفعي العنيف الذي استهدف مناطق واسعة من المخيم.
ولاحقا تراجعت الآليات العسكرية الإسرائيلية تحت غطاء كثيف من القنابل الدخانية في غربي وشرقي النصيرات، وفق الشهود.
كما توغلت الآليات الإسرائيلية قرب جسر وادي غزة على طريق "صلاح الدين" وسط القطاع، ووسعت توغلها شرقي دير البلح وفي مخيمي البريج والمغازي، بحسب الشهود.
وكانت طائرات مسيرة إسرائيلية تحلق بشكل كثيف في سماء مخيم النصيرات وتطلق النار على كل من يتحرك في طرقاته، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، وفق ما ذكر مسعفون.
وفي السياق، أفاد شهود عيان، بأن عشرات الجرحى وأشلاء عشرات القتلى ملقاة على قارعة الطريق الرئيسي لسوق مخيم النصيرات بعد قصف جوي ومدفعي إسرائيلي عنيف.
ورصد شهود عيان حركة نزوح لمئات الفلسطينيين من مناطق متفرقة في مخيم النصيرات باتجاه مدينة دير البلح.
وفي الوقت ذاته، اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية خلال توغلها شمال غربي النصيرات وشرقي المخيم، حسب مصادر محلية.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أكثر من 120 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وقرابة 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.