منحوتات فنية تحت الماء في كولومبيا تحمي الشعاب المرجانية وتعزّز نموّها

ا ف ب - الأمة برس
2024-06-06

جانب من المعرض الفني المُقام تحت الماء في إيسلا فويرتي الكولومبية بتاريخ 22 أيار/مايو 2024 (ا ف ب)

أقيم في قاع البحر الكاريبي معرض استثنائي للنحت بهدف غير اعتيادي: توفير موائل للشعاب المرجانية المعرضة للخطر بفعل السياحة والتغير المناخي.

تشكل 25 منحوتة ابتكرها الخزافان هوغو أوسوريو وبيدرو فوينتيس، نوعاً من الشعاب المرجانية الاصطناعية في المياه الزرقاء المحيطة بجزيرة إيسلا فويرتي المذهلة، قبالة ساحل كولومبيا.

ويبلغ ارتفاع هذه المنحوتات التي تنتشر على عمق نحو ستة أمتار في قاع البحر، 1,5 متراً وتستقطب زواراً كثيرين، معظمهم من الأسماك، ولكن أيضاً غواصين.

وهذه المنحوتات مُثبّتة في قاع البحر منذ العام 2018 في إطار مبادرة تحمل عنوان MUSZIF أطلقتها مصممة الأزياء تاتيانا أوريغو المقيمة في الجزيرة.

وترمي الخطة إلى إضافة 25 منحوتة جديدة إلى تلك الموجودة راهناً.

ويقول أوريغو لوكالة فرانس برس "عندما اكتشفت تدهور الشعاب المرجانية الطبيعية في الجزيرة، رأيت في المشروع الفني إمكانية لحماية حياة الشعاب المرجانية وتحسينها".

وقد ثبّت أوريغو المنحوتات الطينية بالشعاب المرجانية الصغيرة لتعزيز نموّها.

ويضيف مؤسس أول معرض فني تحت الماء في كولومبيا أن التماثيل هي "الركيزة المثالية" لنمو اللافقاريات البحرية.

ابيضاض الشعاب المرجانية

وشهد العالم منذ بداية العام حلقة واسعة من ابيضاض الشعاب المرجانية في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، مما يشكل الحدث العالمي الرابع من نوعه على الإطلاق والثاني خلال 10 سنوات، بحسب الإدارة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (نوا).

وتتسبب هذه الظاهرة بنفوق نسبة من الشعاب المرجانية، مما يؤثر على النظم البيئية التي تعتمد عليها وكذلك على السياحة والأمن الغذائي.

ويعود سبب ذلك إلى احترار المحيطات، بحسب الإدارة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي.

وتنتشر الشعاب المرجانية في كولومبيا على مساحة تعادل مئة ألف ملعب كرة قدم، لكنّ أكثر من ثلثيها يعاني أصلاً من الابيضاض، وفق وزارة البيئة.

وتشمل المشاكل الأخرى الضرر الذي لحق بالشعاب المرجانية بسبب الغواصين والسياح.

ويقطع السياح أجزاءً من الشعاب المرجانية ويسحبونها من المياه، فيما يتسبب آخرون بأضرار لها جراء المشي عليها.

ويقول أوريغو إنّ "الأشخاص لا يفهمون أن الشعاب المرجانية كائن حي".

ويستقبل معرض إيسلا فويرتي نحو ألفي زائر سنويا.

ويشير أوريغو إلى أنّ هذا المعرض يوفر "مساحة بديلة لاستقبال السياح من دون زيادة الضغط على الشعاب المرجانية الطبيعية".

واستند أوسوريو وفوينتيس اللذان صنعا التماثيل نزولاً عند طلب أوريغو، في تصاميمهما إلى ما ابتكره القدماء في مجموعة زينو، والذين كانوا يعيشون في منطقة البحر الكاريبي الكولومبية قبل وصول الإسبان.

ويقول فوينتيس (48 عاما) لوكالة فرانس برس "إنّ أصل كل هذا يعود إلى جذورنا".

ويضيف أوسوريو (59 عاما) "نواصل إبراز هذه الثقافة حتى لا تختفي".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي