
واشنطن - قال البيت الأبيض الثلاثاء إن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يعتزم تغيير سياسته تجاه إسرائيل بعد سقوط قتلى بضربة إسرائيلية لمخيم للنازحين في رفح في نهاية الأسبوع، لكنه "لا يغض الطرف" عن معاناة المدنيين الفلسطينيين.
وقُتل الأحد بضربة إسرائيلية لمخيم للنازحين في رفح 45 شخصا وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في غزة، وقد تسببت الضربة بحريق كبير.
لكن واشنطن، وفق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي لا تعتقد أن أفعال إسرائيل في رفح ترقى إلى عملية واسعة النطاق من شأنها أن تتخطى "الخطوط الحمر" التي حدّدها بايدن.
وقال كيربي في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض "لا تغيير في السياسية نتيجة لهذه الضربة التي وقعت الأحد"، وأضاف "لقد وقعت للتو، الإسرائيليون سيحققون فيها".
وردا على سؤال بشأن "عدد الجثث المتفحمة" الذي قد يدفع الرئيس بايدن لتغيير نهجه، قال كيربي "هذا ليس أمرا غضضنا الطرف عنه".
وسبق أن أعلن بايدن أنه لا يؤيد هجوما عسكريا إسرائيليا واسع النطاق في رفح التي نزح منها مليون مدني، وقد علّق في الشهر الحالي تسليم شحنة قنابل ثقيلة لإسرائيل على خلفية مخاوف من استخدامها في رفح.
وأفاد شهود وكالة فرانس برس بتمركز دبابات إسرائيلية في وسط رفح الثلاثاء، بعد معارك عنيفة درات في الأسابيع الأخيرة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين فلسطينيين.
لكن بعد أسئلة متكررة، شدّد كيربي على أن بايدن ليس بصدد تغيير مفهومه لهجوم عسكري واسع النطاق في رفح.
وأضاف "لم نرهم يقتحمون رفح"، وتابع "لم نرهم يدخلون بوحدات كبيرة بأعداد كبيرة من الجنود بأرتال وتشكيلات ضمن مناورة منسقة ضد أهداف عدة على الأرض".
وكان البنتاغون قد أشار في وقت سابق إلى أن الولايات المتحدة ما زالت تعتبر أن العملية الإسرائيلية في رفح "محدودة النطاق".
وقالت مساعدة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ في مؤتمر صحافي إن الإدارة الأميركية لن تدلي بمزيد من التعليقات بانتظار إنجاز الجيش الإسرائيلي التحقيق في الواقعة.
واضافت "بالطبع نأخذ ما جرى في نهاية الأسبوع على محمل الجد. لقد رأينا المشاهد. إنها مروّعة للغاية".
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن التحقيقات الأولية الإسرائيلية تشير إلى أن الضربة نفّذت بواسطة "أصغر قنبلة في ترسانتهم".
وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الإثنين الضربة التي استهدفت مخيّماً للنازحين في مدينة رفح في قطاع غزة بأنها "حادث مأسوي"، مشيراً إلى أنّ حكومته "تحقّق فيه".
وشدّد الجيش الإسرائيلي الثلاثاء على أن ضربته الجوية وحدها "لا يمكن" أن تكون قد تسببت في الحريق المميت.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري للصحافيين "ذخائرنا وحدها لا يمكن ان تشعل حريقا بهذا الحجم".
وقال البيت الأبيض الثلاثاء إنه لا يؤيد دعوات يطلقها جمهوريون في الكونغرس لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بعدما طلب المدعي العام فيها إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقال كيربي "لا نعتقد أن فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية هو النهج الصائب هنا"، مشدّدا في الوقت نفسه على أن الولايات المتحدة ما زالت تعتبر أن لا اختصاص للمحكمة.
على نحو منفصل، أعلن البنتاغون أن الجيش الأميركي علّق توصيل المساعدات إلى قطاع غزة بحرا، وفق ما أعلن البنتاغون الثلاثاء، بعدما ألحق سوء الأحوال الجوية أضرارا برصيفه الموقت.