تعرف على الفعاليات اليابانية السنوية التقليدية في مايو

الأمة برس
2024-05-10

تعبيرية (انسبلاش)

أسماك شبوط تسبح في الرياح

شهر مايو/أيار هو وقت تقليدي للاحتفال بصحة ورفاهية الأطفال. وتحتفل العائلات حاليا بيوم الطفل كعيد قومي في 5 مايو/أيار، في تقليد تعود جذوره إلى مهرجان تانغو نو سيكّو العريق وفقاً لموقع اليابان بالعربي.

تانغو نو سيكّو هو أحد 5 مهرجانات فصلية مستمدة من تقاليد صينية تُقام في أيام مباركة طوال العام، وتم الاحتفال به لأول مرة في عصر نارا (710-794). وفي عصر كاماكورا (1185-1333) ارتبط بالأطفال الذكور بسبب تأثير الطبقة العسكرية. يمكن العثور على بقايا تلك المرحلة في أحد رموز المهرجان الرئيسية وهي ”شوبو (نبات السوسن)“، ولهذه الكلمة نفس لفظ كلمتي ”تعارك“ و ”روح عسكرية“ ولكن بطريقتي كتابة مختلفتين. وفي الوقت الذي أصبح فيه تانغو نو سيكّو مهرجانا لجميع الأطفال، لا تزال من أصول التقاليد أن تعرض الأسر دمى بزي عسكري أو خوذات ساموراي مزخرفة ترمز إلى القوة والشجاعة.

انتشرت هذه التقاليد من عائلات الساموراي إلى بقية المجتمع، لتصبح شائعة بين جميع الطبقات خلال عصر إيدو (1603-1868). بدأ الناس في البلدات وأماكن أخرى بالاحتفال بالمهرجان عن طريق تطيير ”كوينوبوري (أكياس هوائية على شكل رايات ملونة تشبه أسماك شبوط)“. تحظى هذه الأسماك الإجلال والتوقير بسبب قوتها، وورد ذكرها في أسطورة شعبية نشأت في الصين تحكي قصة سمكة شبوط تصعد إلى أعلى جدول هائج باتجاه أبواب السماء، حيث تتحول إلى تنين. وعلى غرار سمكة الشبوط في الأسطورة، يعتقد اليابانيون أن كوينوبوري تمنح الأطفال الحيوية والعزيمة للنجاح في الحياة.

تُظهر أعمال فنية ووثائق أخرى من عصر إيدو أنواعا أخرى من الرايات إلى جانب كوينوبوري، بما في ذلك رايات مزينة برسوم شخصيتي كينتارو وموموتارو من الفولكلور الياباني، وكلاهما محل إشادة بسبب قوتهما وشجاعتهما. ولكن مع مرور الوقت، تلاشت هذه الشخصيات تدريجيا أمام كوينوبوري كرمز بات يشير بمفرده إلى هذا المهرجان.

تراجعت عادة تطيير رايات كوينوبوري مع تجمع عدد أكبر من سكان اليابان في المدن المكتظة بالناس. وهناك جهود للحفاظ على هذا التقليد، بما في ذلك رفع رايات كبيرة الحجم تضم مئات إلى آلاف من كوينوبوري. تقام أشهر هذه العروض في منتجع تسويتاتي للمياه الساخنة (محافظة كوماموتو) وتاتيباياشي (محافظة غونما) وشيمانتو (محافظة كوتشي).

وهناك تقليد آخر لمهرجان تانغو نو سيكّو لا زال شائعا اليوم هو الاستحمام في حوض مغمور بأوراق السوسن، وتدعى هذه الممارسة في اللغة اليابانية باسم ”شوبويو“. يعتقد اليابانيون أن نباتات السوسن تطرد الأرواح الشريرة (جاكي)، وفي عصر إيدو كانت الحمامات العامة تشتهر بتقديمها أوراق السوسن في الفترة حول مهرجان تانغو نو سيكّو، حيث كان الزبائن يدفعون أكثر لقاء إضافتها للحمام.

ركوب قوارب وألعاب نارية

إحدى السمات الموسمية الرائعة المميزة لسكان إيدو (طوكيو اليوم) كان افتتاح موسم ركوب القوارب على نهر سوميدا. كانت المياه حول جسر ريوغوكو تكتظ بالقوارب السياحية ذات الأحجام المتنوعة في هذا الموسم، حيث كانت هبات النسيم الباردة القادمة من النهر تجلب للركاب شعورا منعشا مرغوبا يخفف من الحرارة والرطوبة المتزايدة. وأضفت العديد من الأكشاك التي فُتحت على جانب الطرق القريبة لمسة على الأجواء الاحتفالية. كما كانت العروض النارية في اليوم الأول – 28 مايو/أيار – مشهدا يتطلع الناس إليه بشدة، حيث كان يجذب المتفرجين من جميع أنحاء المدينة. ولا زال هذا التقليد متواصلا في شكل مهرجان سوميدا السنوي للألعاب النارية.

كانت أحجام القوارب السياحية، المسماة ياكاتابوني، تتراوح من قوارب صغيرة مفتوحة إلى قوارب كبيرة ذات أسقف. من غير الواضح كم كان مشغلو تلك القوارب – غالبا ما كانوا صيادين محليين – يتقاضون لقاء تأجيرها، ولكن بالتأكيد كانت هذه رفاهية لا يمكن إلا للأثرياء تحمل تكاليفها. كان سكان إيدو الأكثر ثراء يعرفون بتأجير القوارب الكبيرة لأنفسهم أو لتسلية الأصدقاء والشركاء التجاريين، بينما لم يكن بمقدور أفراد الطبقات الدنيا سوى المشاهدة بشوق من على الجسر أو على طول ضفاف النهر.

كانت إيدو مشهورة بحرائقها، حيث كانت الحرائق المدمرة تلتهم مناطق واسعة من المدينة. بنت السلطات ممرا واسعا (ريوغوكو هيروكوجي) في الطرف الغربي من الجسر كحاجز للحرائق، والذي كان يخدم أيضا كممر هروب للسكان. كان من المفترض – من حيث المبدأ – أن يُبقى الممر فارغا، لكنه كان يشتهر بأن أحد أكثر الأماكن الليلية شعبية في إيدو، ولا سيما خلال موسم ركوب القوارب عندما كان يعج بالأكشاك التي تقدم الطعام والشراب والترفيه.

تُظهر مطبوعة ”مشهد ليلي في المساء على جسر ريوغوكو“ لـ شوتي هوكوجو (أعلى) صفوف الأكشاك المكتظة على طول ممر ريوغوكو هيروكوجي، بالإضافة إلى هيكل طويل تُعرض عليه عروض فناني الشوارع وفنانين آخرين. كانت الأكشاك المبنية على عجالة تُفكك في نهاية موسم ركوب القوارب.

كان من بين الأكشاك على طرفي ممر هيروكوجي تلك التي تبيع مأكولات موسمية مثل ”توكوروتين (نوع من المعكرونة الهلامية تؤكل باردة مع صلصة حلوة أو مزيج من الخل وصلصة الصويا)“ و ”بيوايوتو (شاي مصنوع من أوراق نبات الأكيدنيا)“، والمميز في كليهما أنهما يقدمان باردين. كما كان هناك بائعون متجولون يبيعون مساحيق وألعاب ”شابونداما (فقاعات الصابون)“، التي يستمتع بها الأطفال صيفا.

ليس من الواضح بالضبط متى بدأ تقليد الألعاب النارية في بداية موسم ركوب القوارب، ولكن تاريخ معظم المصادر يعود إلى عام 1733. هناك نظريات متضاربة بخصوص أصول هذا التقليد، مثل أنه بدأ في إطار طقوس جنائزية لضحايا وباء اجتاح المدينة. ولكن بغض النظر عن السبب، فإن التقليد الموسمي للألعاب النارية على نهر سوميدا بالإضافة إلى قوارب ياكاتابوني تظل جزءا من الحياة في العاصمة.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي