الغارديان: غياب الخطة الإسرائيلية لغزة واستهداف الشرطة يهددان بخلق فوضى كبيرة  

2024-04-01

 

تقول الصحيفة إن أهم مشكلة تسهم في انتشار الفوضى هي استهداف إسرائيل لعناصر الشرطة التي تقول إنهم من حماس (أ ف ب)نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا أعده جيسون بيرك وملك التنتش تحدثا فيه عن الفوضى التي خلقها الجيش الإسرائيلي في غزة وانهيار النظام المدني حيث بدأت عائلات وعصابات مسلحة بملء الفراغ.

ووصفت المقابلات مع عمال إغاثة ومسؤولين بارزين المجاعة التي تلوح بالأفق واستمرار القصف الإسرائيلي وعالما قاسيا من الأسلحة والسكاكين، وأن التخويف يحدد عادة من يحصل في النهاية على المساعدات الإنسانية العاجلة.

وتقول الصحيفة إن أكثر من خمسة أشهر على الهجوم العسكري ضد غزة أخرجت حماس من السلطة بدون استبدالها بنظام حكم آخر.

 وأضافت الصحيفة أن الاستهداف المنظم للشرطة في غزة والتي تعتبر إسرائيل أفرادها من حماس وإفراج الأخيرة عن المعتقلين في السجون بداية الحرب فاقم من الفوضى.

وقال أسامة عبد الرحمن أبو دقة، 52 عاما، القيادي المجتمعي في رفح جنوب غزة، إن “الحرب غيرت كل شيء والأهم من ذلك هو انعدام الأمن، ولم يعد هناك شيء للضعيف، فقط القوي هو الذي يعيش”.

واستخدم عدد من المسؤولين البارزين في الإغاثة الإنسانية عبارة “مقديشو على المتوسط” لوصف مستقبل القطاع، ولكن المسؤولين حذروا أنه من الباكر مقارنة القطاع بالصومال أو أي دولة فاشلة.

وقال مسؤول إغاثة بارز مقيم في غزة منذ عدة أشهر: “لم نر انهيارا كاملا للقانون والنظام، وجزء من هذا ثقافي، وهناك الكثير من التضامن والدعم المتبادل والمشاركة، لكنني لست متأكدا أننا بعيدون عن هذا. وبالتأكيد فالأمور تزداد سوءا، وتسمع أصوات النار وبخاصة في الليل ويبدو أن العائلات تقتل بعضها البعض أو العصابات تقتل الأخرى وليس الحرب” فقط.

وأشارت الصحيفة إلى أن نسبة 80% تقريبا من سكان القطاع الـ 2.3 مليون نسمة باتوا مشردين بعد ستة أشهر من الهجوم الإسرائيلي الذي قتل حتى الآن 32,600 فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء إلى جانب تدمير البنايات والبنى التحتية. وركز المجتمع الدولي انتباهه على الكمية القليلة من المساعدات التي تصل إلى القطاع، بسبب رفض إسرائيل فتح المعابر البرية وسط الجهود لمنع انتشار المجاعة.

ويقول مسؤولو الإغاثة إن انهيار النظام والقانون يهدد الناس الضعاف ويجعل من إيصال المساعدات صعبا جدا. وتم نهب عدد من قوافل الإغاثة في الأسابيع الماضية على يد عصابات منظمة أو أفراد يائسين. ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إن “الفوضى” والتي كانت مشكلة في الخلف تقدمت الآن ووصلت لمستوى مختلف. وقال مسؤول في آذار/مارس: “هذا نتاج، لو أردت وصفه، تسويق المساعدة، تقوم العصابات الإجرامية بأخذه ونهبه وإعادة بيعه، وهو ما حول المساعدة الإنسانية إلى مال”.

وتحول التنافس على المساعدات الإنسانية إلى عمليات طعن بالسكاكين وإطلاق النار إلى جانب سقوط ضحايا بالعشرات نظرا لاستهداف الجيش القوافل الإنسانية في الأسابيع القليلة الماضية. وقالت ناريمان سلمان، 42 عاما، والتي تعيش في رفح بعد تشريدها من شمال غزة: “استطاع زوجي وابني الحصول على كيس طحين من إحدى الشاحنات، وفي طريق العودة أوقفهما رجل يحمل سكينا طويلا وكان عليهما العودة فارغي الأيدي. وكنا نأكل الأرز والفاصوليا وبعض الأعشاب وكان عليهما استجداء الطعام من جيراننا لابنتي الحامل”. وبعد ذلك طعن ابن سلمان حتى الموت عندما حاول الحصول على طعام من مساعدات أنزلت بالجو.

 وتشير المقابلات مع الرجال والنساء المشردين إلى أن المشاكل تتراوح من القتال بين العائلات على مساحة في المعسكرات المكتظة والملاجئ إلى السرقات. ووصف آخرون ما قالوا إنه انتشار النهب من البيوت المهجورة وزيادة استخدام المخدرات بعد نهب الصيدليات الفارغة.

وتقول الصحيفة إن التأكد من هذه التقارير أمر صعب، مع أن هناك مصادر أخرى تؤكدها. وقال جلال محمد ورش أغا، 51 عاما، تاجر مواش في رفح: “لقد سرقت عدة مرات، أشياء ثمينة وأخرى لا قيمة لها. وكان لدي ستة كيلوغرامات من القهوة والتي كنت أريد بيعها لأن سعر الكيلو وصل إلى 250 شيكلا ولكنها سرقت. وفي مرة أخرى سرق حذاء ابني أثناء صلاة الجمعة. وهذه ظاهرة جديدة في مجتمعنا ولم تكن شائعة أبدا”.

ووصف آخرون حوادث مماثلة، فقد تحدث معين أبو جراد الطالب البالغ من العمر، 25 عاما، عن سرقة في مسجد الأسبوع الماضي: “كنت أتوضأ قبل صلاة الجمعة في المسجد عندما سرق هاتفي وبعض النقود كانت في جيب جاكيتي المعلق إلى جانبي”.

 وتقول الصحيفة إن أهم مشكلة تسهم في انتشار الفوضى هي استهداف إسرائيل لعناصر الشرطة التي تقول إنهم من حماس. وفي شباط/فبراير قال المبعوث الأمريكي إلى الشرق للشؤون الإنسانية ديفيد ساترفيلد، إن الشرطة في القطاع “تضم بالتأكيد عناصر من حماس” ولكنها تضم أفرادا لا علاقة لهم بالجماعة أو لهم روابط مع فصائل فلسطينية أخرى.

 وقال وسام يوسف رجب، 45 عاما من رفح إنه توقف عن الذهاب للعمل بعدما بدأت إسرائيل الغارات على مراكز الشرطة والسيارات والأفراد. وقال: “الآن الأشخاص الذين يتحكمون بالناس هم بعض العصابات أو أشخاص يحملون سلاحا غير شرعي أو من مصادر أخرى”. وأضاف “واحد من الأسباب التي أدت لموجة الجريمة هم المجرمون المدانون الذين أفرجت السلطات المحلية عنهم مع بداية الحرب خوفا على حياتهم عندما تضرب القنابل السجون”.

 ويعتبر غياب الشرطة تحديا لوكالات الإغاثة التي بدأت تستعين بالشركات المنشأة حديثا “الشركات الأمنية الخاصة”. وقال سالم أبو حلوب، مدير مخيم لاجئين في رفح: “عندما نقوم بتوزيع المساعدات لمنطقة فإننا نعتمد على الرجال المسلحين من السكان لحماية القافلة المحملة بالمساعدات”. ويقول مسؤولو إغاثة غربيون إن الهجمات على الشاحنات المحملة بالغذاء أصبحت منظمة بشكل متزايد حيث يقوم “مراقبون” بنقل المعلومات عن حركة القافلة لقادة الجماعات الذين يحضرون الكمائن لها في الشمال.

ويقول أبو دقة الذي يترأس لجنة في رفح “نحاول حل النزاع مكان الحكومة والشرطة والسلطات حتى لا ينهار المجتمع بالكامل”. وبعض هذه اللجان جديدة حيث “تعتمد على قادة المجتمع والإسلاميين وفصائل فلسطينية تاريخية وكل الأنماط”، ومنها جمعيات موجودة منذ عقود. وقال مسؤول مخضرم في العمل الإنساني: “هم الأشخاص الوحيدون الذين نتعامل معهم لو أردنا تجنب السرقة، لكنه ليس حلا طويل الأمد” و”ما أخشاه أن يأتي شيء أسوأ مما نحن فيه، فهذا مجتمع صامد لكن بعد ستة أشهر من الحرب فإن المجتمع يتداعى”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي