مصنع "تاليس" للصواريخ في بلفاست يعمل بكامل طاقته لتلبية طلبات كييف  

أ ف ب-الامة برس
2024-03-21

 

 

ريشي سوناك خلال زيارة لمصنع "تاليس" في بلفاست في 17 آب/أغسطس 2022 (أ ف ب)   لندن- تصطف أنابيب راجمات صواريخ على سلسلة تجميع مؤتمتة بجزء كبير منها دُشّنت مؤخرا في مصنع "تاليس" في بلفاست، حيث يجري العمل بصورة مكثفة لتمكين بريطانيا من الإيفاء بتعهداتها إمداد أوكرانيا بالصواريخ المضادة للدبابات وللطائرات بكميات كبرى.

ينتج المصنع التابع لمجموعة "تاليس" الفرنسية في إيرلندا الشمالية صواريخ "ستارزتريك" أرض-جوّ القصيرة المدى والصواريخ النسقية الخفيفة الوزن المعروفة بـ "ال ام ام" والتي يمكن استخدامها ضد أهداف في الجوّ وعلى الأرض على السواء. ويتولّى أيضا تجميع الصواريخ المحمولة المضادة للدبابات "انلوو" لحساب المجموعة السويدية "ساب".

خلال سنتين، تضاعف الإنتاج الذي كانت وتيرته بطيئة بعد الحرب العالمية الثانية "ليبلغ أعلى مستوى نشهده على الإطلاق ومن المتوقع أن يتضاعف بعد خلال السنتين المقبلتين"، على قول أليكس كريسويل رئيس الفرع البريطاني من "تاليس".

غير أن المجموعة أحجمت عن الكشف عن الكمّيات الفعلية المنتجة من هذه الصواريخ القصيرة المدى، 800 متر لـ "انلوو" وسبعة كيلومترات لـ "ستارزتريك" و"ال ام ام". وكلّها تتميّز بإمكان حملها على الكتف وشهدت استخداما فعليا على الجبهة الأوكرانية.

وحتّى قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، كانت لندن قد قدّمت لكييف أكثر من 3500 صاروخ "انلوو" وتعهّدت منذ الأسابيع الأولى للنزاع تقديم 6 آلاف صاروخ إضافي، من بينها "ستارزتريك" و"ال ام ام".

ومنذ بدء الحرب، زوّدت بريطانيا أوكرانيا مساعدات عسكرية تقدّر قيمتها بـ 7,1 مليارات جنيه استرليني (8,3 مليارات يورو)، من بينها 2,5 مليار جنيه استرليني في 2024، ما يجعل بريطانيا من أكبر داعمي كييف.

وجاء في تقرير صادر عن مركز الأبحاث البريطاني "روسي" ("Rusi") أنه "في العام 2022، باتت منتجات تاليس بلفاست ميزة أساسية في الإمدادات البريطانية إلى أوكرانيا"، مع الإشارة إلى أنها "بيّنت قيمة الأسلحة المنخفضة التكلفة... التي أدّت دورا أساسيا في حرمان الروس من النصر السريع المأمول".

كما تولّت "تاليس" لحساب الجيش البريطاني تدريب مئات العسكريين الأوكرانيين على استخدام "ستارزتريك" الذي ساعدت مقذوفاته السهمية الثلاثة بالتنغستين والتي تُطلق بسرعة ألف متر في الثانية على إسقاط عدّة مروحيات روسية.

- "استباق كلّ ضائقة" -

وتماشيا مع تسارع وتيرة الإنتاج، وظّف المصنع 140 شخصا العام الماضي ليبلغ عدد موظّفيه 900 ويعتزم الاستعانة بمئة موظّف إضافي هذه السنة.

وفي قاعة شاسعة، يعمل تقنيون مزوّدون بعدسات ضخمة مكبّرة وكاويات تلحيم على تجميع مكوّنات الصواريخ، في محاذاة قسم آخر مخصّص للمهندسين والموظّفين الإداريين. وتمّ أيضا تحضير قسم لخطّ إنتاج ثان غير مستخدم بعد إلى جانب حيّز مخصّص لتجميع قطع صواريخ "انلوو" في قاعة العمل هذه المفتوحة على كلّ الأقسام.

ولفت المدير التجاري أنغس كاميرون إلى أن المجموعة نجحت في "استباق كلّ ضائقة" محتملة، في ما يتعلّق بالمكوّنات أو المواد الأولية أو المهارات الأساسية.

وبغية تسريع وتيرة التسليم، استبقت "تاليس" العقود وقامت بطلبيات لدى سلسلة مزوّديها كي يكونوا مستعدين في الوقت المطلوب، بحسب ما كشف أليكس كريسويل.

وتكتسي هذه التدابير الاحتياطية أهمية قصوى علما أن إنتاج بعض عناصر الصواريخ، مثل المحرّكات والرؤوس الحربية، قد يستغرق ثلاث سنوات.

وفي العام 2013، بعد ثلاث سنوات على آخر طلبية خاصة بصاروخ "ستارزتريك" قيد التشغيل منذ منتصف التسعينات، "قطعنا تعهّدات مهمّة جدّا جدّا في سلسلة تزويد هذا الصاروخ وما زلنا نملك اليوم بعض المكوّنات الأساسية لصناعة الصواريخ"، على ما صرّح كريسويل.

لكنه أردف أنه نظرا لصفقات البيع المخصّصة للتصدير التي أبرمت منذ ذلك الحين، "لم يبق سوى القليل القليل مما يمكننا تصنيعه" في حال وجود طلبيات إضافية.

واوضح كريسويل أن "العنصر المقيّد في منشآتنا الخاصة هو في سلسلة التزويد، إذ إن التحدّي الفعلي يقضي بتسريع وتيرة عمل المزوّدين".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي